كتلة quot;المستقبلquot; تدعو الحكومة إلى quot;معالجة مخاطر حملة حزب الله على بان كي مونquot;

بيروت

طغى خطاب الرئيس السوري بشار الأسد على كل ما عداه من مواضيع داخلية، كانت ملحّة، قبل أن يحوّلها خطاب قائد الممانعة إلى هامشية، كونه أطلق حربه الكونية ضد العرب والدول التي تعاديه والعالم، بل أكثر من ذلك، ضد شعبه، متوعداً تحويل اليد المخملية التي كانت ترش الورود في حمص وحماه وإدلب ودير الزور وغيرها من مناطق ثائرة، إلى يد حديدية.
وفي انتظار هذه quot;القبضة الحديديةquot;، كان لخطاب الأسد وقعه اللبناني، إذ استبق الرئيس سعد الحريري الجميع في التعليق عبر موقع quot;تويترquot;، فرأى أنه quot;خطاب فارغ من أي جديد، وفي الواقع هو خطاب سخيف ومثير للسخرية، وهذا ما يُسمّى نكران الذات، فهو يكرر الحديث نفسه عن نظرية المؤامرةquot;، مضيفاً quot;سنحيي ذكرى 14 شباط وأتمنى أن أكون في لبنان قريباًquot;.
أما رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع، فقد تعجّب لحديث الأسد لأكثر من ساعة quot;في كل شيء إلا في حقيقة الأزمةquot;، ورسمه لواقع quot;لا علاقة له بالواقع المعاشquot;. وسأل quot;هل كل وسائل الاعلام في مختلف أنحاء العالم مشتركة في مؤامرة ضد الأسد؟quot;، مضيفاً: quot;لا أستطيع أن أفهم ما هي هذه المؤامرة التي تحرك على الأقل مئات الآلاف من السوريين منذ بدء الثورة؟ وكيف يقتل أكثر من 10 آلاف سوري جراء أنهم عملاء لقوى خارجية؟quot;.
في المقابل، كان لافتاً ان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان نوّه وأيّد ودعا الجميع quot;إلى التعلّم من التاريخ المتجسد بالفريق الدكتور، وخطابه الذي اتسم بالشجاعة والشفافية والوضوحquot;، والذي أعاد بحسب قبلان quot;تصويب بوصلة العمل السياسي العربي في مواجهة المؤامرات والفتن التي تنسجها الدوائر الاستعمارية، مما أعطى بعداً متجدداً يحفّز كل الشرفاء والأحرار في الأمة العربية للنهوض في وجه بؤر العمالة والجهل والتصدي للعصابات الإرهابية الموتورة التي تهدد الأمن العربي في سورياquot;.
زيارة كي مون
في سياق آخر، وبعد حملة غريبة أطلقها quot;حزب اللهquot; على أرفع مسؤول أممي يزور لبنان، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قالت أوساط وزارية لـquot;المستقبلquot; إن quot;من حق أي طرف سياسي اتخاذ الموقف الذي يريده والجميع يحترم موقفه، ولكن لبنان كدولة لا يستطيع التصرّف على أساس موقف طرف معيّن في البلاد، لذلك هناك ترحيب رسمي كامل بالزيارة، خصوصاً وأن لبنان عضو في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن، وكي مون يزوره بصفته أميناً عاماًquot;.
وتوقفت كتلة quot;المستقبلquot; النيابية quot;أمام الأهمية الاستثنائية للزيارة quot;التي تشكل محطة أساسية في علاقة لبنان بالمنظمة الأمميةquot;، مشيرة إلى أنها quot;تؤكد على أهمية أن تشدد الحكومة اللبنانية على التصرف بما يليق بدولة تحترم شعبها ومواثيقها وتحترم أصول العلاقة التي تربطها مع الأمم المتحدة التي تمارس قواتها في الجنوب تعاوناً مع الجيش اللبناني لحفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، وبما يعبّر ايضاً عن احترام الحكومة لقرار مجلس الأمن القاضي بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان التي عليها استكمال عملها لكشف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرارquot;.
ورأت الكتلة أن quot;المواقف السلبية الصادرة عن بعض القوى والشخصيات وبخاصة من قبل قيادات في حزب الله تجاه زيارة الأمين العام للأمم المتحدة من شأنها ليس فقط وصم هذه القوى بصفات سلبية تزيد من عزلتها، ولكنها أيضاً تنعكس سلباً على لبنان وصورته، وهو الأمر الذي يقتضي بالحكومة التنبه إلى مخاطره والعمل على معالجته مع الأمين العام للأمم المتحدة بما يقتضيه من إحساس بالمسؤولية الوطنية وإدراك للمخاطر التي يمكن أن تترتب عن ذلكquot;.
من جهته، أشار منسّق الأمانة العامة لقوى quot;14 آذارquot; فارس سعيد إلى أن quot;هناك فريقاً لبنانياً، معنيّاً مباشرة بالمساهمة في إلتزام لبنان بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، يرفض قرارات هذه الشرعية وبالتالي يرفض زيارة كي مون الى بيروتquot;، وقال: quot;حزب الله معنيّ مباشرة بأربعة قرارات من 7 قرارات متعلقة بلبنان، وانطلاقاً من هذا الترابط العضوي بين الحزب وقرارات الشرعية الدولية، فإن الحزب يرفض جملة وتفصيلاً زيارة كي مون، ومن هنا الهجوم المركّز عليها من قبلهquot;.
مجلس الوزراء
في سياق آخر، انعقدت جلسة مجلس الوزراء أمس في بعبدا، وغاب عنها كل ما له علاقة بالمواضيع الشائكة من التعيينات إلى موضوع الأجور، فكانت جلسة هادئة انتهت بالموافقة على بعض مشاريع القوانين المقدمة من الوزراء، والتي لا تُسبب أي إحراج بين أفرقاء الحكومة.
ونقل وزير الاعلام بالانابة وائل ابو فاعور الذي نقل عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان تأكيده quot;ضرورة البت في موضوع زيادة الاجور في اقرب وقت بما يتوافق مع القانون وملاحظات مجلس الشورى ويحقق التوازن بين مطالب العمال وارباب العمل. كما شدد سليمان على ضرورة استكمال النقاش في مشروع الموازنة وهو ما يقتضي عقد جلسات اضافية للحكومة لهذه الغاية اضافة الى حض الحكومة لمناقشة قانون الانتخاب، داعياً الوزراء المختصين الى التحضّر للعاصفة الطبيعية المتوقعة واتخاذ الاجراءات المناسبةquot;.
من جهته، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحسب أبو فاعور على quot;ضرورة تنشيط العمل الحكومي ولا سيما في موضوع الموازنة والتعيينات الادارية التي يجب السير بها لتطوير الادارة اللبنانية عبر الالتزام بآلية التعيينات التي تعتبر ضمانة للجدارة والنزاهةquot;. ورداً على سؤال، أشار ابو فاعور الى أن quot;التعيينات المتعلقة بالخارجية تم تأجيل البحث بها بناء على طلب من وزير الخارجية عدنان منصور لتأتي بسلة متكاملة للتعيينات الديبلوماسية، وتم تأجيل التعيين المتعلق بالاسواق المالية بناءً على طلب وزير المال ايضاًquot;.
وعلمت quot;المستقبلquot; أن وزير الخارجية كان سحب البندين المتعلّقين بإقرار تعيين الأمين العام لوزارة الخارجية ومدير الشؤون السياسية والقنصلية فيها قبل 24 ساعة من انعقاد الجلسة، وكان الوزير منصور يأمل أن يطرح على المجلس تشكيلات شاملة ومتكاملة، لكن تم إرجاء كل شيء ولا يزال هناك تفاوض حول نقاط متصلة بهذه التشكيلات