راشد محمد الفوزان

منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات وإيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز في الخليج العربي، وانتهت الحرب العراقية الإيرانية ولم يغلق رغم أن إيران هي طرف رئيسي في الحرب، وأتت حرب تحرير الكويت وأيضا غزوالعراق، وإيران تهدد ولم يغلق مضيق هرمز، والآن ارتفعت وتيرة التهديدات الإيرانية بسبب اشتداد الحصار الاقتصادي ضد إيران من قبل الولايات المتحدة وأوروبا سواء بالمعاملات المصرفية أوالشركات الإيرانية، واستمرت إيران تهدد باغلاق المضيق. القراءة الاقتصادية تقول إن إيران لن تغلق المضيق حتى تصل لمرحلة الانتحارالاقتصادي، فهي تعتمد على تصدير النفط بنسبة 77.8٪ لدعم الخزانة الإيرانية وأكبر عميل لديها هي اليابان، وحين تحرم نفسها قبل دول الخليج من تصدير النفط بغلق المضيق فكأنها تصوبquot; فوهة المسدسquot; إلى رأسها، أوكالذي يحبس أنفاسه للانتحار quot; لم تحدث حالة انتحار بحبس الأنفاس quot; وهذا لن يحدث إلا إذا وصلت لطريق اللاعودة والثورة الشعبية بسبب الظرف الاقتصادي الخانق، وكل المعطيات الاقتصادية تقول إن إيران لن تفعل ذلك.

حين تسوق إيران أنها ستغلق منافذ التصدير للنفط في الخليج العربي الذي يشكل ما يصدر منه 25٪ من النسبة العالمية والمملكة أكبرها، فالمملكة لن يضيرها إغلاق مضيق هرمز quot; وهو لن يتم كما اشرنا quot; باعتبار المملكة لديها سواحل ومنفذ من غرب البلاد كينبع مثلا وتمتلك خطوط أنابيب يمكنها التصدير بلا حواجز أوموانع خلال ساعات ، كل ما يحدث من إيران هو لرفع اسعارالنفط ورفع التضخم العالمي من خلال اسعارالنفط، وارتفاع الطاقة يعني تأثير مباشر مما يشكل مصاعب كبيرة للاقتصاديات الأوروبية والأمريكية وكل دولة صناعية، وهذا ينعكس على النمو الاقتصادي في تلك الدول من خلال ارتفاع البطالة وضعف النمو ما يشكل ضغطا شعبيا على هذه الدول وعدم استقرارها اقتصاديا، خاصة أن هذا العام سيكون هو عام الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأمريكية، وتلعب إيران بورقة مضيق هرمز وهي ورقة محروقة سياسيا وحتى اقتصاديا مع وجود الاساطيل الأمريكية في البحر، والتي ستتكفل بفتح أي غلق له. مضيق هرمز ورقة سياسية أكثر منها اقتصادية فالعالم لن يتوقف تصديره للنفط وأكبرها المملكة وأكد ذلك وزير النفط السعودي المهندس النعيمي بأن المملكة مستعدة لتغطية أي نقص تصديري للنفط وهناك طاقة فائضة تقارب 3 ملايين وإيران لا تصدر أكثر من 3 ملايين فلا قيمة كبيرة لما تصدره . والترويج لهذه الأزمة هي نوع من خلق ضجيج إعلامي إيراني وهي الدولة التي تعاني اقتصاديا قبل ان تكون سياسيا، وهي غير مستعدة لحرب جديدة، وهي تدعم الدول النفطية الأخرى وتخدمها أكثر من أن تخدم نفسها، وهذه نوع من السياسية العكسية في النهاية .