صحف عبرية


يصعب ان نحسدك يا وليد عبيدات، يا سفير الاردن الجديد في اسرائيل يا من نشرت قبيلتك اعلان أنك مُقاطع مع اعلان تعيينك في الاسبوع الماضي. ليس في كل يوم تتخذ القبيلة قرارا كهذا على القطيعة مع ابنها اذا نفذ أمر الملك. فنحن في النهاية نعود الى العائلة، أما الملك فنلقاه مرة في كل يوبيل، ومن جهة ثانية فان اعلان القبيلة قبل كل شيء هو تحدٍ للملك، فاذا استسلمت له فستكون شريكا في التحدي. ولست كذلك. ومن جهة ثالثة توجد دائما العائلة القريبة التي تفضل ألا تورط نفسك، وأن تجد طريقة دبلوماسية كي لا تقبل المهمة وكي لا تثير عليك غضب العائلة الواسعة التي كان السلام بين الاردن واسرائيل قذى في عينيها.
والتحدي في اسرائيل ايضا ليس سهلا. فلم يعد اردن تسعينيات القرن الماضي وقصة العشق بين رابين والحسين والتأييد الكبير لاتفاق السلام، لم يعد كل هذا موجودا وحل محله سلام بارد ومتابعة للربيع المتردد في الاردن وأمل كثيرين ان يعرف النظام كيف يجري تغييرات وتحسينات ويبقى في مواجهة اولئك الذين لم يتركوا نظرية 'الاردن هو فلسطين' ويعتقدون ان أصوب حل بالنسبة لاسرائيل هو سيطرة الأكثرية الفلسطينية على دولة الاردن الكبرى بحيث تصبح في نهاية الامر هي الدولة الفلسطينية. أما نحن فنتحرر من عبء الفلسطينيين ونستطيع ان نضم الضفة الغربية. ستضطر الى ان تحذر في كلامك، وان تؤيد منظمة التحرير الفلسطينية من غير ان تمس بحماس، وان تؤيد 'الربيع العربي' من غير ان تدعوه الى نظم الحكم الملكية العربية التي لم تتضرر به ضررا بالغا حتى الآن.
قد تكون تواجه التحدي الأكثر اثارة وصعوبة في حياتك الدبلوماسية. لكن من الواضح أنك تتحمل الوظيفة الأقل وعدا في وزارة الخارجية الاردنية لأن كل توتر اسرائيلي فلسطيني قد يفضي الى استدعائك الى عمان لـ 'المشاورة'. وسيأتي خط نتنياهو الاحمر أسرع من المتوقع، وقد يجعلك هذا الامر تعود ايضا. وتعلم أن احتمال ان تأكل السمك الفاسد وان تُطرد من المدينة قائم: فأنت ستتحمل التحدي وستعود الى البيت قبل الأوان مع القطيعة.
لست أعلم ما هو المعنى الحقيقي لقطيعة القبيلة لكنني آمل ان يكون الحديث عن عدد من الاشخاص المتطرفين فرضوا رأيهم على الآخرين وأصدروا اعلانا لوسائل الاعلام وان يكتفوا بذلك. ان انتصار هؤلاء الناس هو هزيمة للاردن وهزيمة للمؤمنين بأنه لا بديل عن السلام بين الناس وبين الشعوب وأنه لا شيء أسهل ولا شيء أغبى من العيش على الكراهية ونشرها وتخليدها.
الآن خاصة وقد أصبحت أسهم السلام في انخفاض أمام السوداويين الذين لا يملكون اقتراحا أفضل، قد تكون هذه ساعتك العظيمة. فينبغي ألا تحبس نفسك في السفارة أو في بيت السفير بل يجب ان تخرج وتجري لقاءات وتحاضر وترفع العلم المنسي للمبادرة العربية قبل عشر سنين. وينبغي ان تعرض رؤيا بلدك لهذه المنطقة الروية من الدماء. لا تُسرع الى الاستكانة للتهديد.

يوسي بيلين
اسرائيل اليوم