أحمد الجارالله

من خول بعض المواطنين التحدث باسم الشعب الكويتي كله, بل من جعلهم أوصياء عليه حتى يصادروا رأيه ويدعوا الحكومة ـ بطريقة غير مباشرة ـ الى عدم الامتثال لتوجيهات سمو الامير بتعديل آلية الاقتراع من أربعة اصوات للناخب الى صوت واحد والا raquo;فان الشعب الكويتي سيقاطع الانتخاباتlaquo; حسب زعمهم.
دعوة اليأس هذه التي سارع الى اطلاقها بعض الذين يعرفون ان ليس لهم وزنهم الجماهيري و وصلوا الى كرسي النيابة مستغلين الاخطاء التي اعتورت قانون الانتخاب السابق ما جعل التمثيل النيابي يقوم على التطرف الطائفي والقبلي والفرز غير الصحيح للشرائح الشعبية واقصاء مكونات اجتماعية اخرى, نقول ان دعوة المقاطعة هذه اظهرت ميليشيا الابتزاز على حقيقتها, واوقفتها امام مرآة الحقيقة بانها ذاهبة الى مواجهة مصير اسود جراء كل الافعال المنكرة التي ارتكبتها طوال الفترة الماضية, وبخاصة في ما يتعلق ببعض الحماقات التي تنطوي على طابع جنائي كاقتحام مجلس الامة والاحكام المتوقع صدورها بهذا الشأن.
رغم الوقاحة التي بدت في المواقف التي أعلنتها تلك الجماعة عقب انتهاء سمو الامير من إلقاء النطق السامي الا اننا نقول خيرا تفعل اذا هي قاطعت, ترشيحا وانتخابا, عندها تكون ولمرة واحدة وفت بوعودها ولم تتراجع عن موقفها كعهدنا بها في المرات الماضية وفي كل القضايا, اضافة الى انها تفسح في المجال امام الشباب الذي صادرت رأيه واستغلته لسنوات ومنعته من التعبير عن نفسه في ان يترشح للانتخابات المقبلة حتى تتجدد الدماء في مجلس الامة.
الداعون الى المقاطعة يدركون مسبقا ان لا حظ لهم في خوض انتخابات نزيهة تقوم على التعبير الحر عن ارادة الناخب لا مكان فيها للمحاباة وquot;حب الخشومquot; وشراء الاصوات بالوعود والخدمات وفتح باب العلاج في الخارج على مصراعيه كما كانت الحال في المرات الماضية والتعيينات والترقيات غير العادلة.
لا نبالغ في القول ان تلك الجماعة تمادت في شق عصا الطاعة والخروج على الاجماع الوطني في الالتفاف حول القيادة السياسية واحترام الثوابت, وهي في اعلانها موقفها هذا مضت في الغي الى الاخر واخذتها العزة بالاثم متوهمة نفسها انها وحدها في هذا البلد.
دأبت ميليشيا الابتزاز منذ سنوات على اعلان مواقف سرعان ما تتراجع عنها وكأن شيئا لم يكن, لأن من لا ماء وجه لديه لا يخاف من هدره, والعجب العجاب أن هؤلاء يكثرون من الحديث عن المبادئ لكن عندما يجد جدهم يهرولون الى المصالح, ولذلك لن يثبتوا على موقفهم لانهم لا يريدون فقدان الامتيازات التي يتمتعون بها ومنها الحصانة التي تحميهم من مواجهة الدعاوى القضائية الكثيرة المرفوعة ضدهم, واذا كان بعضهم quot;ولدته امه لمثل هذا اليومquot; ـ كما يقول ـ فما عليه الا ان يثبت على موقفه ويبقى مقاطعا اقله يريحنا ويستريح.