الرياض


قدر منطقة الشرق الأوسط أن تكون استحقاقاتها رهنا بنتائج الانتخابات الأميركية، فمن قضية العرب الأولى (فلسطين) حتى الأزمة السورية، تظل هاتان القضيتان وما بينهما في حكم quot;المؤجلquot; حتى وصول أحد مرشحي الرئاسة جمهوريا كان أو ديموقراطيا للبيت الأبيض.
وإلى ما قبل إعصار ساندي، الذي ضرب منذ يومين السواحل الشرقية للولايات المتحدة، لم يكن أحد من المراقبين يستطيع التكهن بصاحب الكعب الأعلى حظا، بالظفر برئاسة الولايات المتحدة، ليأتي الإعصار بعد ذلك ليزيد من تعقيد المشهد الانتخابي، ويضع كلا من باراك أوباما (الرئيس الحالي) وميت رومني (المرشح الرئاسي) في وضع لا يحسدان عليه.
فأوباما، والذي يطمح لولاية رئاسية ثانية، والذي اتهمه رومني علانية بأنه تعامل بشكل هش مع الاعتداء الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي، يواجه هذه الأيام تحدياً مصيرياً لناحية إدارة الأزمة الكارثية التي ضربت بلاده، ويرى المراقبون أن نجاحه في احتواء هذه الأزمة سيكون بمثابة quot;البطاقة الرابحةquot; في الانتخابات المرتقبة.
أما رومني، والذي ينظر إليه باراك أوباما، أنه رجل quot;انتهازيquot; بعد الاتهامات التي كالها الأخير للأول في حادثة quot;بنغازيquot;، فسيكون في حالة quot;انتظارquot; لما سيتخذه خصمه الانتخابي تجاه تبعات quot;سانديquot;، ولن يتردد في استغلال أي خطأ في إدارة الأزمة لمهاجمة خصمه كما فعل في السابق.
إعصار ساندي، سيضع quot;هشاشةquot; أوباما وquot;انتهازيةquot; رومني، أمام اختبار حقيقي، قد يحرف مسار الانتخابات الأميركية المرتقبة إلى مفاجآت غير متوقعة، وحتى ذلك الحين، ستظل قضايا منطقة الشرق الأوسط معلقة لحين ظهور النتائج.
وغني عن القول: إن العالم العربي لم يعد يأبه كما كان سابقا بمن يصل إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة، نتيجة الإحباطات من عدم جدية البيت الأبيض في التعامل مع قضايا المنطقة، فاستمرار أوباما يعني سياسة quot;متحفظةquot; تجاه فلسطين وسورية، ونجاح رومني يعني عودة quot;المحافظين الجددquot; للمشهد، وهو ما ينبئ بقرع طبول حرب مقبلة، قد تكون المستهدفة منها بالمقام الأول quot;إيرانquot; مما سيشعل فتيل أزمة قد لا يحمد عقباها.