جهاد الخازن


laquo;الأخ الأكبرraquo; هو زعيم الحزب الحاكم في الرواية 1984 من تأليف جورج اورويل الذي رأى قيام الاتحاد السوفياتي، وتحدث عن المستقبل في بلد اسمه اوتيانوسيا يحكمه حزب واحد بأيديولوجية توتاليتارية. والرواية كانت من اكثر الكتب مبيعاً لدى صدورها وأيضاً في سنة 1984، اي السنة التي اختارها اورويل لحكم الطغيان، وقلب فيها سنة كتابتها او 1948 (صدرت سنة 1949).

المعسكر الاشتراكي سقط وسقطت أحزابه معه، غير ان الوزارات التي تحدث عنها اورويل في روايته ربما كانت موجودة في هذا البلد او ذاك بأسماء اخرى، ومثلاً وزارة السلام هو اسم وزارة الحرب في الواقع كما في اسرائيل اليوم و laquo;جيش الدفاعraquo; المزعوم، ووزارة الحب حيث يمارس التعذيب، وهذه موجودة في سويسرا ولكن ليس في بلادنا (جبان، جبان، بس يعيش) ووزارة الوفرة، اي الإعاشة، وهذه في ليختنشتاين طبعاً حيث الجوع والفقر، ثم هناك وزارة الحقيقة، اي البروباغندا، او ما يعادل وزارة الإعلام السويدية إن وجدت، لا اي وزارة إعلام عربية.

ما سبق مقدمة أخلص منها لأقول انني في اسرتي المباشرة laquo;الأخ الاكبرraquo; لأنني الابن البكر، وهكذا كان وأمرت أخويّ وأختي والبالغين الناخبين من اولادهم، وكلهم يحمل الجنسية الاميركية، ان ينتخبوا باراك اوباما رئيساً، فإذا فاز الرئيس الديموقراطي بولاية ثانية بفارق 20 صوتاً في ولايات متأرجحة بين المرشَحيْن حيث يقيم الاهل، استطيع ان أدّعي شخصياً، او أن يدّعي آل الخازن في الوطن والمهجر انهم حسموا نتيجة الانتخابات الاميركية، وأن يتوقعوا ان يعيّنهم الرئيس العائد في مناصب عليا في ادارته، مثل رئيس الاحتياطي الفيديرالي (البنك المركزي) ووكيل وزارة الخارجية ونائب رئيس مجلس الامن القومي للشرق الاوسط.

المناصب مجرد هذر، ولكن ما سبقها صحيح، فالاهل انتخبوا اوباما قبل اربع سنوات، وهم سينتخبونه مرة ثانية في السادس من الشهر المقبل، واتصالاتي الهاتفية وأوامري للجميع كانت لضمان عدم وجود أخٍ ضال او ابن.

هل تعتبر أوامري لأفراد اسرتي تدخلاً في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة؟ عندي عذر انني أحمل الجنسية البريطانية وأن اميركا مستعمرة سابقة لبلادي بالتبني، ثم إنني اتدخل لسبب واحد لا قبله ولا بعده، فالولايات المتحدة دولة عظمى ولها سياسات داخلية وخارجية وأحلاف، وسياسة اقتصادية وأخرى اجتماعية او بيئية، وأنا لا اعارض اي سياسة للولايات المتحدة بل على استعداد لتأييد كل سياسة لها. واعتراضي الوحيد هو على السياسة الاميركية في الشرق الاوسط، وليس إزاء افريقيا جنوب الصحراء، او اميركا اللاتينية او الشرق الاقصى.

ولعل ما سبق يفسر تفضيلي اوباما على رومني، فالاول في ولاية ثانية سيمارس سياسة من نوع خطابه في جامعة القاهرة سنة 2009، والثاني سيمارس سياسة اساسها صداقته مع مجرم الحرب الدجّال بنيامين نتانياهو، وحاجته الى دفع ثمن تبرعات أنصار لوبي اسرائيل وأصحاب البلايين من اليهود الاميركيين الليكوديين لحملته الانتخابية.

الناخب الاميركي يعارض رومني لأسباب اخرى، وأختار مما اقرأ من طرف عنه وعن بول ريان المرشح معه لمنصب نائب الرئيس، فهي في صلب الموضوع، ومع ذلك قد تترك القارئ العربي مبتسماً.

رومني وعد بأن يُوجِد في ولايته الاولى 12 مليون وظيفة فقام فوراً السؤال هل يوجدها في الصين او الهند؟ لأن اكثر أعماله يديرها موظفون بأجور بخسة في الخارج، وبما انه متهم بأنه سيمثّل الاثرياء رئيساً وثروته نصف بليون دولار، فقد اختار بول ريان نائباً له، وأظهرت أوراق الضرائب ان دخل ريان وزوجته السنة الماضية كان 323 ألف دولار، فقال رومني: هل رأيتم الآن انني اتعاطف مع الفقراء.

هناك من قال ان رومني كان يجب ان يختار سارة بيلين مرشحة لمنصب نائب الرئيس معه، فهي لا تعرف الرد على اي سؤال، وهو عنده جوابان عن كل سؤال، اشارة الى تغييره مواقفه باستمرار واختياره ان يقول للمستمعين ما يحبون أن يسمعوا.

احب ان اسمع ان رومني خسر انتخابات الرئاسة، فسياسته كارثة على اميركا وعلينا، و laquo;الاخ الاكبرraquo; الذي حذر منه جورج اورويل رحل مع الاتحاد السوفياتي وبقيت انا لأقود حملة العائلة ليفوز اوباما بالرئاسة مرة ثانية تكون خلواً من ضغوط حلفاء الشيطان الاسرائيلي، فنطلب منه ان ينفذ خطابه في القاهرة. ويقولون بالانكليزية laquo;التأخر افضل من عدم الحضور ابداًraquo;، ونحن نقول laquo;انجز حر ما وعدraquo;.