د. نبيل نادر الخضري

لعل ابرز ما في الربيع العربي، وبعض الأحداث التي شهدها العالم العربي هو ظهور شخصيات سياسية وشعبية وشبابية، وإبرازها بطريقة بطولية من قبل الاعلام، وقد يصل هذا الإبراز أحيانا لتشبيههم بمناضلين سياسيين لهم باع وتاريخ طويل في عالم الكفاح والجهاد السياسي، وقد يصل عمر هذا الكفاح فقط لعمر شاب من شباب المسيرات.
من الجميل جدا أن نجد في الشباب العربي ورجالنا من يتمتع بحس وطني وثوري إن كان هذا الحس نابعا من الإحساس الصادق بان الدولة محتاجة للإصلاح والتطوير، ولكن المصيبة تأتي عندما يتم تشبيه من يعرف عنهم الفساد وظلم الكثير من الناس بأشخاص مثل غيفارا ومانديلا.
نجد الآن في شبكات التواصل الاجتماعي مثل raquo;تويترlaquo; وغيره، أشخاصا وضعوا قناع quot;فانديتاquot; وهو القناع الذي يرمز الى شخص مبتسم له شارب ملتف للأعلى وله لحية صغيرة أسفل الفم فقط، الجدير بالذكر إن كلمة raquo;فانديتاlaquo; تعني باللغة اللاتينية الانتقام، وهذا القناع يرمز الى قصة جاي فوكس الذي حاول تفجير البرلمان الانكليزي في عام 1606 للإطاحة بالملك وتنصيب الأميرة اليزابيث ملكة، وكل هذا كان بمساعدة الكنيسة الكاثوليكية. المثير للدهشة أن هذا القناع بالذات بدأ بالظهور في الكويت وكأنه إعلان للانتقام والثورة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا انتقام من من؟ ولماذا الانتقام؟ وما دوافعه وأسبابه؟ وكيف يتم تطبيق هذا الانتقام؟ ومتى ومن يمول ويوجه هذا الانتقام إن وجد؟ أسئلة كثيرة تدور بعقول العديد من المواطنين، وهي جميعها مشروعة بسبب ما يرونه من بعض السلوكيات التي لا تدع مجالا للشك أن هناك أمرا مريبا خلف ما يحدث وليس هدفه الإصلاح فقط.
اما من يشبه نفسه بغيفارا، وخصوصا أصحاب المعايير المزدوجة، لا يسعني إلا ان أترككم مع مقولة من أقوال غيفارا لتروا الفرق بينكم وبينه : quot;إن حبي الحقيقي الذي يرويني ليس حب الوطن والزوجة والعائلة والأصدقاء ، إنه أكبر من هذا بكثير ... إنه الشعلة التي تحترق داخل الملايين من بائسي العالَم المحرومين ، شعلة البحث عن الحرية والحق والعدالةquot;.
* كاتب كويتي
Twitter:@DrnabilNader