د. تركي العازمي

قرأت laquo;ثرثرةraquo; في laquo;الرايraquo; عدد الخميس 6 ديسمبر 2012 التي جاء فيها laquo;شيخ يقتحم يوزرونه... مواطن يقتحم يحبسونه. لا تحصل إلا في الكويت!raquo; وعلى الفور فهمت المقصود من الاستثناء هنا!
laquo;الكويت... محطة الإستثناءاتraquo;، هو أقرب وصف للحالة الكويتية خلال ثلاثة عقود وهو ما طرحه كاتب بريطاني حول laquo;المشيخةraquo; وهذا ما يجعلنا نتفكر في الكثير من الأمور التي تدور من حولنا في معظم المنشآت وليس فقط في طريقة تطبيق القانون والدستور!
الأمثلة على سلوكيات لا تحصل إلا في الكويت كثيرة بدءا من طريقة التوزير وانتهاء بكثرة القضايا المعروضة على المحاكم مرورا بالصراع الدائر بين فئات المجتمع المختلفة!
يذكر أن المعارضة طالبت بترخيص مسيرة ورفضت ثم رفضت وسمح بالوقوف في ساحة الإرادة laquo;المسورةraquo;، وفي الآخر استدركوا ورخصوا المسيرة، وطالبنا بفهم احتياجات البسطاء ولم يطلع عليها القياديون في الدولة... وإن عاينوها فإنهم يصرفون النظر عنها: لماذا؟... لأنهم ببساطة لا يتسمون بالصفات القيادية!
القيادي الذي لا يحمل فكرا ولا يستطيع طرح سبل وقائية وينشغل في البحث عن العلاج كردود فعل فهو غير قيادي... وكذلك الحال لكل قيادي يهبط على المنصب القيادي عبر نافذة الواسطة والنفوذ... فهو يستقي التوجيهات ممن أوصله للمنصب!
ما الذي دفع الجموع خصوصا صغار السن إلى المشاركة في المسيرات حتى طلاب المدارس laquo;دخلوا على الخطraquo;؟ هل هو سوء توجيه من أولياء الأمور؟ أم إنه نموذج سلوكي طرأ على النمط الثقافي للصغار؟
من وجهة نظري، أرى اننا نعيش في بلد كل شيء فيه استثنائي لا يقوم على أسس سليمة وعامل الزمن وظهور التكنولوجيا الحديثة التي يتقن الصغار التعامل معها أكثر من الكبار غير بعض المفاهيم، ناهيك عن متابعة ما يصرخ منه الكبار ويتلقفه الصغار، ومن هنا يزداد الحماس لديهم ويخرجون ليعبروا عما يشتكي منه الكبار laquo;نوع من التعاطف مع ذويهمraquo;... والحكومة لو تابعت تعاملها مع المسيرات في الجهراء وصباح الناصر والصباحية تحديدا لاستطاعت فهم التباين في طريقة التعامل بين عنف ولا عنف مع أن القانون واحد!
نحن في بعض الأحيان laquo;نحشمraquo; البعض ونلتمس لهم الأعذار مع كل هفوة حتى laquo;تصريحاتraquo; وزير الإعلام laquo;طوفناraquo; بعضها، لكن مع تستمرار ملاحظة القصور في تطبيق القانون والمضي في المنهجية نفسها laquo;العرجاءraquo; وlaquo;الثرثرةraquo; أصابنا ما أصابنا!
أين المشكلة؟
أعتقد ان السبب يعود إلى اننا لا نملك أهم صفة من الصفات الواجب توافرها ألا وهي صفة laquo;الاستماعraquo;، والاستماع الذي نقصده هنا هو laquo;الاستماع الحكيم العاقلraquo; وليس ذلك النوع من الاستماع الشكلي... laquo; قول اللي تبي ونحن ماشيين على اللي نبيهraquo;!
نريد من القائمين على شؤوننا أن يستمعوا لوجهات النظر المتباينة وفق مسطرة القانون المجردة من الأهواء النفسية، وأن تكون منهجية الحوار والمكاشفة هي المتبعة.
رفقا بالصغار... وتفهموا احتياجات الكبار laquo;العقلاءraquo; قبل أن تطالبوهم بتنفيذ الواجبات كي نصل إلى اتفاق وطني يريح جميع الأطراف، ولنعلم ان العنف لا يولد إلا العنف، وإن التجاهل وlaquo;تحقيرraquo; طرف ما سيولد حالة غير معلومة نتائجها: الضغط يولد الانفجار... والله المستعان!

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi