علي أحمد البغلي

صناديق الانتخابات أتت بالاخونجي محمد مرسي رئيساً للجمهورية بفارق بسيط عن منافسه أحمد شفيق.. وقد هاجم متظاهرون قصر الاتحادية مقر إقامة او عمل مرسي الاسبوع الماضي، لأن مرسي استولى بقدراته على كل السلطات في البلد في حراك يتوارى منه حراك حسني مبارك وفلوله وحزبه الوطني ونية التوريث خجلاً!

من دافع عن قصر الاتحادية ليس الحرس الجمهوري بل بلطجية الإخوان، الذين رأيناهم يشتمون ويكفّرون ويعرّون ويسحلون معارضي مرسي!

بضغط الاخوان تم القبض على مئات المعارضين وحققت معهم النيابة العامة - بعهدها الجديد - بعد اقصاء النائب العام السابق.. النيابة العامة بعهدها الجديد أفرجت عن غالبية المتهمين بمهاجمة قصر الاتحادية، وأبقت فقط 4 منهم قيد الاحتجاز.. لأن الادلة لم تكن كافية لاحتجازهم، وهو امر يخضع لقرار النيابة وسلطتها التقديرية.. ليخرج لنا الولي الفقيه المصري، أو مرشد الاخوان محمد بديع السبت الماضي خاطباً في الجماهير المصرية التابعين لحزب الاخوان، مهاجماً النيابة العامة المصرية هجوماً ضارياً بسبب افراجها عن 130 منهم وامر بحبس 4 فقط!

بديع استنكر اعمال العنف التي ادت لحرق 28 مقراً من مقرات الجماعة والاعتداء على مقرها العام بالمقطم ومحاولة اقتحام جريدتهم laquo;الحرية والعدالةraquo;.

بديع في خطابه الناري لم يعطِ مبرراً لهجوم انصار الجماعة على اعتصام المعارضة الرمزي امام قصر الاتحادية، الامر الذي تسبب باشتباكات سقط فيها قتلى وجرحى.. وهو امر يذكرنا بما فعله حراس الثورة الايرانيون laquo;الباسيجraquo; بعد انتخاب احمدي نجاد في مواجهة المعارضين له أو اصحاب الثورة الخضراء، وهكذا نرى ما يفرزه الحكم الديني الشيعي والسني على حد سواء.. فالحكم الديني لا يؤمن بالرأي والرأي الآخر فهو يؤمن بأنك إما معي واما ضدي.

* * *

هجوم الولي الفقيه المصري بديع على النيابة العامة، لإفراجها عن المتهمين ادى لاحتجاجات واسعة، نقيب المحامين المصريين الزميل سامح عاشور قال: laquo;ان حديث بديع دعائي نفى فيه اي مسؤولية لتنظيمه وألقى بها على الآخرين، رغم ان الاخوان هم من بدأوا بالاعتداء وهو أمر موثق، أما انتقاده للنيابة فقد علق عليه عاشور بالقول: واضح ان بديع يدير الدولة ويريد ايضا ان يدير القضاءraquo;!

فنرجو من الجميع السائرين في ركب الاخوان في الكويت المنخدعين بطروحاتهم ان يعوا ان شهية هؤلاء لـlaquo;التكويشraquo; على كل السلطات في الدولة هي شهية مفتوحة، وها هي الاحداث في تونس ومصر وقبلهما السودان وايران تثبت لنا ذلك.. فالدين عقيدة واعتقاد، وليس وسيلة حكم او استيلاء على الحكم.. قلوبنا مع مصر ام الدنيا واخواننا المصريين، الذين لا يعرفون من يحكمهم، مرسي من انتخبوه ام بديع؟!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

[email protected]