عبد المنعم سعيد

rlm;'rlm;مصر أولاrlm;',rlm; واحد من الأضلاع الأربعة للقفص الحديدي الذي يلم بنا وفق رؤية الأستاذ هيكل

في حديثه إلي الزميل ياسر رزقrlm;.rlm; وهو عندما أتي إلي الساحة المصرية كان ترجمة لاثنين من قوانين العلاقات الدوليةrlm;.

أولها: أن الدول تحشد قدرات غير محدودة لكي تحقق- وتضمن- أهدافا محدودة; وثانيها أن الدول لا تدخل المعارك إلا لكي تنتصر فيها, ومن ثم فإن عليها أن توفر الظروف الملائمة, فلا تدخل المعركة وهي تنتظر أطرافا أخري تنقذها, أو تحارب علي جبهتين في وقت واحد. والتاريخ المصري الحديث كله يشير إلي اللحظة التي ذهبت فيها مصر إلي خارجها بما يتجاوز قدراتها فإنها تواجه الهزيمة والانكسار. جري ذلك في عهد الوالي محمد علي, والخديوي إسماعيل, والملك فاروق, والرئيس جمال عبد الناصر. في كل هذه المرات تراجعت مصر بعد تقدم لأن تقدمها كان أكبر كثيرا من قدراتها, ولأن تقدمها كان كافيا لكي يستفز قدرات أكبر لكي تتكالب عليها.
الحكمة في' مصر أولا' أنها تعني بناء القدرات المصرية الهائلة والتي لم يستغل منها إلا القدر الطفيف; وتعني تحقيق تراكم رأسمالي يكفي لإطلاق كل الطاقات الكامنة في البشر الحجر المصري. وهنا لا يجوز أن تستدرج مصر إلي معركة عام1967 بينما جزء كبير من جيشها في اليمن; أو أن تخوض معركة في فلسطين بينما قاعدة إنجليزية واقعة خلف جنودها, كما أنها لا تستطيع أن تكتسب مكانا ودورا إقليميا وعالميا بينما جزء غير قليل من أهلها لا يعرف القراءة أو الكتابة; وقدر مماثلا أو أكثر يعيش دون حد الفقر. هذا وذاك كان سائدا بنسب مختلفة تتراجع ببطء نعم, ولكن ما بقي منها كان لا يسمح ولا يغطي الكثير مهما كانت الأصوات زاعقة والكلمات أنيقة وأخاذة وفي أغلب الأمر مثيرة طالما أنها بعيدة عن الفترة الناصرية.
الحجة الذائعة وراء هذا الضلع من' القفص الحديدي' أن السياسة الخارجية النشيطة والدور الإقليمي يولد موارد لمصر; وهذا في بعض منه صحيح, ولكنه من النوع الذي لا يدوم ولا يلبث أن يقود إلي الضغط علي أقدام وأصابع قادرة أحيانا علي الصبر, وأحيانا أخري علي الضرب, فيكون الانكشاف الأعظم والطامة الكبري' والتسونامي' الحقيقي الذي يأخذ البلاد خلفا لعشرات السنين.' مصر أولا' ليست جزءا من قفص حديدي, بل إنها الباب الذي بدأت به كل الدول التي سبقتنا حينما انتهت من تعليم كل أولادها, وعبأت كل مواردها, وبعدها فإن حديثها وحركتها يحسب لها حساب.