لماذا انحازت رئيسة مجلس حقوق الإنسان للوفد الأهلي بحسب البيانات الرسمية؟ فهو أمر يستحق البحث، هل لأنها تنتمي الى دينهم ومذهبهم وأصبحت laquo;صفويةraquo; وlaquo;مجوسيةraquo; كما يحلو للبعض من وصفٍ لمكون كبير في المجتمع؟ أم لأنها تسلمت منهم مبالغ مالية كبيرة تجعلها تتخلى عن مبادئها وقيمها؟

إيلاف: يدعو الكاتب صلاح الجودر جميع أبناء الخليج العربي الى تحمّل المسؤولية وتحديد مواقفهم وهويتهم من الاحداث التي تعصف بمنطقة الخليج العربي والبحرين والتي تلعب فيها ايران دورًا بارزًا في السعي الى زعزعة الاستقرار بحسب الجودر، مذكرًا بزيارة مبعوث الأمم المتحدة الى البحرين العام 1970 حين طرح على شعب البحرين سؤالاً محددًا : هل أنتم إيرانيون أم عرب؟، في محاولة منه ndash; بحسب الكاتب ndash; لتذكير الشعب هناك بهويته الحقيقية.
وعلى الصعيد نفسه،يدعو الكاتب هاني الفردان الى البحث عنالاسباب التي تقفوراء مطالبة رئيسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لورا ديبوي لاسير، الجمعة الماضي، الوفد الرسمي البحريني في جنيف، بضمان حكومة البحرين حماية أعضاء الوفد الأهلي المشارك في جلسات الاستعراض الدوري الشامل للبحرين، بعد عودتهم إلى بلادهم، وذلك على إثر التهديدات التي وُجهت لهم، متسائلاً : لماذا انحازت رئيسة مجلس حقوق الإنسان للوفد الأهلي بحسب البيانات الرسمية؟ هل لأنها تنتمي الى دينهم ومذهبهم وأصبحت laquo;صفويةraquo; وlaquo;مجوسيةraquo; كما يحلو للبعض من وصفٍ لمكون كبير في المجتمع.
من جهة أخرى، يشدد جاسم بونوفل على أن الدولة البحرينية لن تقف عند الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها بعض الجمعيات بحق الوطن حيث استفادت من المناخ الديمقراطي في توطيد تواصلها مع العالم الخارجي واستثماره في تحقيق أجندتها حيث عملت من خلال بوابة الديمقراطية على نقل صورة سلبية عن النظام السياسي في البحرين، وقامت بنشر صور مشوهة عن نظام الحكم وعمّا يجري في الساحة السياسية المحلية حتى أن العالم صدق بأن ما يجري في البحرين هو امتداد لثورات دول الربيع العربي.
الإتحاد الخليجي.. خيانة عظمى
ويبرز صلاح الجودر في مقال له في جريدة الايام البحرينية تصاعد وتيرة التصريحات والخطب الإيرانية في الفترة الأخيرة في اتجاه دول الخليج العربية، وليس البحرين والجزر الاماراتية كما كانت في السابق، مشيرًا الى أنه في أقل من 25 يومًا يخرج تصريحان هما الأخطر في العلاقات العربية الإيرانية، فبعد أن قطعت إيران علاقاتها مع دول العالم بسبب (غطرسة) قادتها وساستها الذين دفعوا بها إلى مرحلة الصدام، نراها هذه الأيام تنهي البقية الباقية من علاقاتها بدول الجوار الخليجية مستغلة في ذلك إنشغال الدول العربية لترتيب أوضاعها الداخلية بعد (الربيع العربي)!.
ويذكّر الجودر بأنه في 30 إبريل الماضي خرج رئيس أركان الجيش الإيراني وعضو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الجنرال حسن فيروزأبادي منذراً ومتوعداً دول الخليج العربية بأسرها، وليس البحرين فقط، من محاولة تشكيل هويتهم العروبية الجديدة تحت مشروع الإتحاد الخليجي، ومهدداً قادة وشعوب الدول الخليجية بالتسقيط والموت والرحيل قائلاً: المنطقة كانت دائما ملك إيران، وكلكم لنا.
ويصف الجودر هذه التصريحات بأنها ( الغطرسة والعنجهية) التي تكشف نوايا إيران في المنطقة، فهي تريدها منطقة فارسية صفوية خالصة، لذا يطلق قادتها هذه الأيام التصريحات الاستفزازية المتتالية دون خجل أو وجل.
ويشير الجودر الى ما تضمنته خطبة الجمعة 25 مايو في جامع طهران حيث وقف إمام الجامع (أحمد خاتمي) ليصف الإتحاد الخليجي بـ(الخيانة العظمى)، بل ويرفع وتيرة خطابه الديني للتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية حينما دعا شعوب المنطقة للخروج على أنظمتهم ودولهم، في تحريض مذهبي وشعوبي سافر، وإعادة للإطماع الإيرانية، محاولاً تحريك الحس الشعوبي والمذهبي لأبناء تلك الدول، وإيهام أبناء الدول الخليجية بأنهم خاضعون له ولنظامه.
ويعتقد الجودر أن التصريحات الإيرانية الإخيرة تكشف عن أزمة متفاقمة داخل نظام الحكم الإيراني، فتلك التصريحات دليل على أزمات كبيرة يعيشها النظام الإيراني مع شعبه المسلوب الإرادة، ولعل من أبرز أسبابها هو الحصار الدولي الذي تعاني منهإيران بسبب المفاعل النووي، وقرب سقوط حلفائها في المنطقة وأبرزهم (سوريا وحزب الله)، كل تلك الأسباب تدعو الى رفع وتيرة الخطابات السياسية والمنبرية.
دعوة للخلايا النائمة لزعزعة الأمن
ويرى الجودر أن هذه التصريحات ربما تكون دعوة للخلايا النائمة لزعزعة الأمن والاستقرار في تلك الدول، مذكرا بـ ( ثلة ) باعت دينها وضميرها ووطنها من أجل هوية فارسية صفوية.
ويعرج الجودر على التاريخ مشيرًا الى حادثة ترتبط باحداث اليوم : عند العودة إلى عام 1970م نشاهد بأن الصورة تتكرر مرة ثانية هذه الأيام، ولكن بشكل أكبر، ففي عام 1970م احتلت إيران الجزر الإماراتية(أبوموسى و طنب الكبرى وطنب الصغرى)، وسعت الى احتلال البحرين وعزلها عن أمتها العربية، ولكن أبناء هذا الوطن، سنة وشيعة، تصدوا لتلك الدعاوى، ورفضوها أمام مبعوث الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، واليوم المسؤولية على جميع أبناء الخليج العربي أن يحددوا مواقفهم وهويتهم، ففي عام 1970م حينما جاء مبعوث الأمم المتحدة لمعرفة هوية أبناء البحرين كان يطرح عليهم سؤالاً محدداً: هل أنتم إيرانيون أم عرب؟!.
لورا ديبوي الصفوية
الكاتب هاني الفردان من صحيفة الوسط البحرينية يتساءل عن الاسباب التي جعلت رئيسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لورا ديبوي لاسير، الجمعة الماضي، تطالب بأن تضمن حكومة البحرين حماية أعضاء الوفد الأهلي المشارك في جلسات الاستعراض الدوري الشامل للبحرين، بعد عودتهم إلى بلادهم، وذلك على إثر التهديدات التي وُجهت لهم في تقارير إعلامية، على حد قولها.
ويشير الفردان الى أن هذا الحديث رفضته الحكومة على لسان وزير شؤون حقوق الإنسان صلاح علي ودعمتها في ذلك أربع دول أعضاء في مجلس حقوق الإنسان. وأربع دول من أصل 67 دولة يمكن أن تعتبرها صحف محلية laquo;إجماعاً دولياًraquo; لأن أربع دول (السعودية، اليمن، الكويت، وبيلاروسيا) تشكل أكثر من (50+1) من إجمالي أعضاء مجلس حقوق الإنسان!
ويتابع الفردان في مقاله : قد يتهم الكاتب بالإساءة للبلد، والمساهمة في تشويه سمعته، لأنهم كعادتهم ينظرون الى قشور المشكلة، وليس الى لبها وأصلها. فمن يا ترى يشوه سمعة البلد؟ هل من يطالب بالإصلاح والتغيير والحرية والكرامة أم المتمسكون بالإقصائية وهواة التخوين. من يسيء للوطن؟ من يحمل هموم أبنائه، أم من يخوّن النصف أو الأكثر من الشعب؟ من يطالب بالتعليم والخدمات للجميع، أم من يريدها حكراً على أتباعه وحرمان كل من يخالفهم في رأي من كل شيء، والنظر الى الوظائف كغنائم يجب الاستحواذ عليها؟
ويتساءل الفردان : أليس من الأولى محاسبة أولئك الذين مارسوا التحريض والتخوين لفئة من أبناء هذا الوطن ممن حملوا على كاهلهم أعباء إصلاح الخلل في البلد، بينما هناك فئة (متمصلحة) همّها تحقيق المكاسب الشخصية على حساب الأمة.
ولا يعتبر الفردان مطالبة رئيسة مجلس حقوق الإنسان السلطات في البحرين بحماية الوفد الأهلي، سابقة فريدة من نوعها، فهذا الطلب يوجه للدولة المعنية بحماية مواطنيها، إلا إذا كانت الدولة غير معنية بذلك. وعندما دعت الى تأمين عودة الوفد الأهلي وعدم الإضرار به، فذلك كان اعتماداً على رصد مركز خدمات الأمم المتحدة، بعد أن تبين لها الهجمات الإعلامية التي شنت من قبل وسائل إعلامية وكتاب محليين، وخصوصاً ان التجربة التي أثبت صحتها تقرير لجنة تقصي الحقائق أن أي حملة إعلامية تعقبها ملاحقات أمنية ضمن إطار ممنهج وواضح، كما هو موثق في التقرير.
ويستطرد الفردان : ربما لم يتابع وزير الدولة الصحف المحلية، أو أن الفريق الإعلامي الذي كان مرافقاً له ضمن أكبر وفد رسمي يشارك في المراجعة الدورية الشاملة (أربعة صحافيين من أصل 38 عضواً في الوفد) لم يقم بواجبه الكامل من خلال رصد كل ما يكتب عن الوفد والمراجعة الشاملة للوضع الحقوقي في البحرين، ليقدمه للوزير حتى لا يقع في حرج وصف كلام لورا ديبوي لاسير بأنه اعتمد على laquo;معلومات غير موثقة أو غير دقيقةraquo;. وحتى لا يذهب آخرون، وكعادتهم، لتخوين السيدة رئيسة مجلس حقوق الإنسان ووصفها بالانحياز، لأنها فقط طالبت بحماية بشر وصل لعلمها أنهم أصبحوا مهدّدين، لأنهم حملوا هموم بشر لا تتفق مع سياسة حكومتهم.
لكن الفردان يتساءل مرة اخرى : لماذا انحازت رئيسة مجلس حقوق الإنسان للوفد الأهلي بحسب البيانات الرسمية؟ فهو أمر يستحق البحث، هل لأنها تنتمي الى دينهم ومذهبهم وأصبحت laquo;صفويةraquo; وlaquo;مجوسيةraquo; كما يحلو للبعض من وصفٍ لمكون كبير في المجتمع؟ أم لأنها تسلمت منهم مبالغ مالية كبيرة تجعلها تتخلى عن مبادئها وقيمها؟ أم أنها تحمل أحقاداً صهيونية؟ أم أنها تعاطفت مع أحاسيسها البشرية؟
ربما تكون رئيسة مجلس حقوق الإنسان انحازت، ولكن انحيازها للإنسانية التي تمثلها عندما سلمت زمام مجلس حقوق الإنسان، وهذا ما لم يعجب الوفد الرسمي فثار عليها لأنها عبرت عن إنسانيتها.
الإدانة الصريحة للعنف
من جهته يرى جاسم بونوفل في مقال له في صحيفة الوطن البحرينية أن تصريحات وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحريني لوكالة الأنباء الفرنسية الأخيرة حول الأوضاع السياسية في البحرين تدفع إلى القول إن الأيام المقبلة ربما تشهد جولة جديدة من جولات الحوار الوطني، وإذا ما تم هذا الحوار الجديد فإننا نتوقع بأنه سيضم كل الأطياف السياسية بما فيها الجمعيات السياسية التي تذيل تحت اسمها ldquo;بالقوى المعارضة ldquo;.
ويفسر بونوفل حديث الوزير بأنه اشارة الى أن أبواب الدولة مشرعة على مصراعيها للجميع وأنها لم تغلقها في وجه أحد منذ اندلاع أزمة فبراير 2011 وما أعقبها من تداعيات لا تزال آثارها باقية في المشهد السياسي المحلي. كما إن يد الدولةلا تزال ممدودة لكل القوى والفعّاليات السياسية وهي على مسافة واحدة من الجميع رغم أن هذه الأزمة هي من افتعال ldquo;القوى السياسية المعارضةrdquo; التي كانت في حينها مشاركة بقوة وفعالية في العملية السياسية، ولها حضور لافت للنظر في البرلمان.
لكن بونوفل يشدد على أن الدولة تؤكد مراراً وتكراراً إنها لن تقف عند الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها هذه الجمعيات بحق الوطن حيث استفادت من المناخ الديمقراطي في توطيد تواصلها مع العالم الخارجي واستثماره في تحقيق أجندتها حيث عملت من خلال بوابة الديمقراطية على نقل صورة سلبية عن النظام السياسي في البحرين، وقامت بنشر صور مشوهة عن نظام الحكم وعما يجري في الساحة السياسية المحلية حتى أن العالم صدق بأن ما يجري في البحرين هو امتداد لثورات دول الربيع العربي، وعلى هذا الأساس بدأت بعض الدول وخصوصاً الغربية منها توجه سهام نقدها إلى البحرين بناء على تلك المعلومات التي وردت إليها من قبل بعض القوى السياسية المعارضة، ومن هنا بدأت بعض الدول توجه اللوم للبحرين في مجال حقوق الإنسان وأخذت تمارس ضغوطاً عليها من أجل تعديل أوضاعها السياسية والحقوقية.. ولم تشعر هذه الدول بأن الذي نقل إليها هذه الصورة كان يحضر نفسه للانقلاب على الدستور والدولة وأن كل ما كان يقوم به من حملات إعلامية عن وطنه تصب في هذا الاتجاه. ومع كل هذا التزييف الممنهج الذي قامت به هذه الجمعيات ضد الدولة ووضعها للنظام السياسي البحريني مع الأنظمة السياسية الدكتاتورية في سلة واحدة؛ إلا أن الدولةلا تزال تقدم المبادرة تلو المبادرة من أجل عودة جميع القوى السياسية إلى الانخراط في العملية السياسية. السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو أين تكمن الإشكالية؛ هل في الدولة أم في المعارضة؟.
ويعتقد بونوفل أن الإشكالية تكمن في القوى المعارضة وليس في الدولة، فالدولة من جانبها تريد أن يكون الحوار مع جميع التيارات السياسية ودون أن تستثني أحداً، بينما تريد المعارضة أن يكون الحوار مقتصراً عليها وعلى مزاجها وحسب رغباتها وهي من تضع أجنداته على اعتبار أنها تمثل الأكثرية في القوى الشعبية المعارضة وهذا لوحده يكفي لإعطائها الحق في فرض ما تراه مناسباً للبحرين. لذا فهي تتجاهل الأطياف السياسية الأخرى؛ لأنها حسب اعتقادها تمثل الأقلية وهذا لا يعطيها حق تمثيل الشعب.