في وثيقة قدمها الوفد الإيراني وسربتها الإدارة الأميركية

واشنطن - حسين عبدالحسين

أظهرت الوثيقة التي قدمها الوفد الايراني المفاوض في موسكو، وسربتها الادارة الاميركية الى بعض الاعلاميين، انعدام واقعية طهران الى حد laquo;السذاجةraquo; في موضوع العلاقات الدولية، على حد قول مسؤولين اميركيين، كما بدا جليا في مطالبة الايرانيين بالدخول مع مجموعة laquo;5 + 1raquo; في مفاوضات حول الاوضاع في البحرين وسورية، وسماح العالم لايران ببناء 4 مفاعلات نووية جديدة وقيامها بتصدير اليورانيوم المخصب بنسب اكثر من 20 في المئة. في المقابل تساهم ايران في laquo;مكافحة القرصنة والاتجار بالمخدراتraquo; حول العالم.
الوثيقة، التي جاءت في 48 صفحة، تنقسم الى 3 محاور عريضة. في الاول، تفسير ايراني مطول لـ laquo;اتفاقية حظر انتشار اسلحة الدمار الشاملraquo; وبعض اجزاء القانون الدولي. ويهدف التفسير الى اثبات حق ايران laquo;السياديraquo; بتخصيب اليورانيوم، ومطالبة طهران المجتمع الدولي الاعتراف بذلك.
وتحت عنوان laquo;اطار لحوار شامل وهادف الى تعاون طويل الامدraquo;، تقول الوثيقة ان laquo;ايران تشدد على معارضتها انتاج واستخدام الاسلحة النووية حسب فتوى المرشد الاعلى للثورة علي خامنئي ضد هذه الاسلحةraquo;. في المقابل، تطالب الوثيقة الايرانية مجموعة laquo;5 + 1raquo; بالاعتراف بحق ايران بموجب اتفاقية حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل، خصوصا لجهة حق ايران بتخصيب اليورانيومraquo;.
ونقل المعلق في صحيفة laquo;واشنطن بوستraquo; دايفيد اغناتيوس عن مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى على اطلاع على مجريات جولة المحادثات الثالثة بين ايران ومجموعة laquo;5 + 1raquo;، والتي انعقدت في موسكو الشهر الماضي، ان المسؤولين الايرانيين عرضوا شفهيا امكانية قبول بلادهم تصدير كمية من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة لابقاء مخزونهم اقل من الـ 800 كيلوغرام المطلوبة لصناعة قنبلة ذرية واحدة.
لكن رغم قبولهم تقليص مخزونهم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، تظهر الوثيقة رفضا ايرانيا لاغلاق مفاعل فوردو المحصن قرب مدينة قم.
وتعزو الوثيقة سبب التمسك الايراني بهذا المفاعل الى انه laquo;في مواجهة التهديدات الدائمة، نحتاج الى منشأة احتياطية لضمان استمرار نشاطاتنا التخصيبيةraquo;.
المحور الثاني جاء تحت عنوان laquo;اجراءات من اجل تعزيز الشفافيةraquo;، وورد فيه اقتراح الوثيقة تعاونا ايرانيا مع laquo;وكالة الطاقة الذريةraquo; لجهة التقليل من مخاوف الاخيرة من البعد العسكري للبرنامج النووي الايراني.
وكان مركز ابحاث اميركي يرأسه الخبير النووي دايفيد اولبرايت كشف قبل اسابيع ان صورا التقطتها الاقمار الاصطناعية تظهر قيام ايران بهدم ما يبدو انه منشآت نووية داخل قاعدة بارسين العسكرية. وتضاربت الاراء حول النوايا الايرانية في هدم هذه المنشآت، الا ان مصادر في الادارة الاميركية فسرت الخطوة على انها laquo;مناورة ايرانيةraquo; كانت تنوي طهران من خلالها اخفاء اثار نشاطاتها النووية العسكرية، ثم فتح القاعدة امام خبراء laquo;وكالة الطاقة الذريةraquo;، وهو ما صادف مع دعوة طهران لرئيس الوكالة امانو للتوصل الى اتفاق معه في هذا الشأن. بيد ان laquo;امانو رفض توقيع اتفاق تبييض صفحة الايرانيين حسب شروط طهرانraquo;، تقول المصادر الاميركية، وطالب laquo;بفتح الايرانيين لمواقع اكثر واجابتهم عن عدد من الاسئلة لطالما اعتبروها تتعلق بشؤون سياديةraquo; في الماضي القريب.
في مقابل laquo;الشفافيةraquo; حول البعد العسكري للبرنامج النووي، حسب الاقتراح الوارد في الوثيقة الايرانية، تطلب طهران من الولايات المتحدة والدول الاوربية رفع العقوبات الاقتصادية عليها المفروضة من خارج مجلس الامن الدولي.
وورد في الوثيقة ايضا laquo;تنبيهraquo; الى ان ايران ستحتاج الى كمية اكبر من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في المستقبل لتلبية حاجات laquo;على الاقل 4 مفاعلات بحثية نوويةraquo; تنوي انشاءها، وانها تنوي كذلك laquo;تصدير اليورانيوم المخصب الى دول اخرىraquo;.
المحور الثالث جاء بعنوان laquo;مواضيع اقليمية، خصوصا سورية والبحرينraquo;، تقترح فيه طهران laquo;المساهمة في التوصل الى حلولraquo;. ولم يرد في الوثيقة تفاصيل حول رؤية ايران للحل، ولا تشرح الوثيقة الاسباب التي تخول ايران، على الاقل حسب مطالعاتها القانونية الدولية حول حقوقها السيادية، التدخل في شؤون الدولتين العربيتين المذكورتين، الا ان طهران تحاول اعطاء الانطباع ان الامور قد تتحلحل في حال تم عقد طاولة مستديرة للحوار تشارك فيها الاطراف المحلية والاقليمية في كل من البلدين للتوصل الى حلول.
laquo;ربما هذه اشارة ان المفاوضات النووية متجهة فعلا نحو حفرةraquo;، يقول اغناتيوس في افتتاحيته.
بدوره، يقول مسؤول اميركي رفيع المستوى لـ laquo;الرايraquo;، تعليقا على الوثيقة الايرانية: laquo;يريد الايرانيون سورية والبحرين و4 مفاعلات نووية جديدة، وبقاء منشأة فوردو، في مقابل تعليقنا وحلفاؤنا الاوروبيون للعقوبات الاقتصاديةraquo;. ويختم: laquo;اين تعلم الايرانيون اصول العلاقات الدولية؟ ما قدموه في موسكو يبدو لنا ضربا من السذاجةraquo;.