اذا كان النظام يعجز عن استعادة سيطرته على البلد وخسائره الى ازدياد، فلماذا لا يذهب الى دولته العلوية التي يؤكد سير المعارك في حمص وحلب وشريط القرى السنيّة عند السهل، حيث تبدأ جبال العلويين، أنها كانت في حساباته منذ البداية؟

إيلاف: يعيد (توني كارن) من صحيفة تايم الى الاذهان ما يتردد من اخبار عن حملة تطهير إثني خلال الهجمات على الأحياء السنّية في دمشق وحلب وحمص في سوريا بهدف السيطرة على أراضي الدويلات العلوية.
وكتبت صحيفة تلغراف أن القيادة الكردية في سوريا أصبحت quot;جزءاً من الخطط التي ترمي إلى إنشاء منطقة كردية تخضع لحماية جيشها الخاص على طول حدود كردستان العراقية ،ويشجع الزعيم الكردي العراقي مسعود برزاني على حصول تطور مماثلquot;.
وفي الوقت ذاتهيرى راجح الخوري أنه آن أوان القول الآن أنquot; تقسيم سوريا مطلب الجميعquot; . ويلخص الخوري المستقبل السوري ،quot; فإما الانغماس في حرب اهلية طويلة تجعل سوريا ساحة معركة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية، وإما تنظيم الخلافات الاقليمية والدولية حول مستقبل سوريا على قاعدة حصول الجميع على جائزة ترضية من الجغرافيا الجديدة التي قد تنشأ من التقسيمquot;.
ويعتقد محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ أن العميد مناف طلاس هو quot;أفضل الحلول لخلافة الأسدquot;، ضمان مرحلة انتقالية دون مخاطرـ لتجنب تقسيم سوريا أو اشتعال اتون حرب طائفية .
وربما عده ال الشيخ quot;أفضل الحلول السيئة quot;، الا أنالخيارات المتاحة تظل محدودة ، وكلها - أيضاً - قد تؤدي بسوريا إلى الكارثة.
ويصف الشيخ المشهد السوري الحالي الذي يكتنف الثورة السورية فيقول إن quot;الثورة بلا قيادة وليس لها رأس، والمعارضة الداخلية أو الخارجية، المسلحة وغير المسلحة، لا تخضع لقيادة موحَّدةquot; .
وتضم المعارضة السورية قيادات متعددة، ذات توجهات متباينة ومختلفة ومتصارعة أيضاً، تجمعهم فقط مناوأتهم للنظام الحالي، وما دون ذلك يختلفون اختلافات جذرية في التوجهات وفي الأجندات، بل وفي كل شيء غير إسقاط الأسد.
ويرجح ال الشيخ أن quot;سقوط الأسد الآن أصبح حتمياً ، والمسألة مسألة وقت، والمعارضة أخفقت في أن تتحد، وسقوطه دون إيجاد بديل يعني أن مؤسسات الدولة السورية ذات الأكثر من عشرين طائفة ومذهباً وإثنية، مُرشحة لأن تتفكك وتذوب، وتنزلق سوريا إلى حرب أهلية طاحنة لن تبقي ولن تذرquot;.
ويعتقد ال الشيخ في مقاله في جريدة الجزيرة السعودية ، أن طلاس يمكنه أن يحافظ على مؤسسات الدولة قائمة، وهو كذلك الوحيد الذي قد يكون حلاً وسطاً لجميع الأطراف للحفاظ على الدولة من الانهيار، لذلك فإنه الرجل المناسب ليخلف الأسد بعد رحيله
وينبّه ال الشيخ الى أن quot;كثيرين من أقطاب المعارضة سيشكلون حجر عثرة في تحقيق هذا الحلquot; .
لكن ال الشيخ يرى أن quot;مناف هو بمثابة الحل الوحيد لأن تصطف المعارضة بجميع أطيافها خلفه لتحقيق الهدف الذي يجتمعون عليه وهو (تنحي الأسد) quot;.
ويضع راجح الخوري في مقاله في جريدة النهار اللبنانية جملة من الاحتمالات وفق تطورات الاوضاع في سوريا:
اولاً: اذا كان النظام يعجز عن استعادة سيطرته على البلد وخسائره الى ازدياد، فلماذا لا يذهب الى دولته العلوية التي يؤكد سير المعارك في حمص وحلب وشريط القرى السنيّة عند السهل، حيث تبدأ جبال العلويين، أنها كانت في حساباته منذ البداية؟
ثانياً: اذا كانت روسيا قد تيقنت من أن النظام لن يتمكن من الاحتفاظ بسيطرته، فلماذا لا تقبل بدولة علوية تبقي لها نفوذها ومواطئ اقدامها؟
ثالثاً: لماذا تخسر ايران 35 عاماً من الجهود التي بذلتها للوصول الى شواطئ المتوسط عبر سوريا، ولماذا تنخرط مع النظام الى النهاية في لعبة دموية خطرة وخاسرة، وما المانع من أن تدعمه لا بل أن تسيطر عليه اكثر في دولته العلوية؟
رابعاً: وماذا يضير الاميركيين من تقسيم سوريا وقيام دولة علوية في مواجهة دولة سنية وربما ثالثة للدروز والاقليات ورابعة كردية منضبطة إرضاء لتركيا؟
خامساً: هل هناك من سيكون اكثر سعادة من العدو الاسرائيلي الذي يضاعف الآن من حركة دفن فلسطين وقضيتها تحت ركام هذا الخواء العربي الطويل والمرعب سواء كان خواء انظمة الممانعة والصمود والتصدي المنهارة أو انظمة التسويات الواهمة واللاهية؟