كل ما يمكن فعله أن يتم تجريم هؤلاء بعد أن يتم سن القوانين والأنظمة التي من خلالها يمكن تخفيف الطائفية - العلنية على الأقل عبر المنابر العامة - وتجفيفها، والتشهير بعقوبات تتخذ بحق من يخالف نظام تجريم الطائفية.


إيلاف : ينبّه عبد الرحمن الراشد الى أن العيد الذي يجمع المسلمين لم يَحُل دون استمرار الفتنة الطائفية، السنية الشيعية العلوية، وغيرها.

ويصف الراشد ما يحدث في الوقت الحاضر بأنهquot;صراع ثقافي مذهبيquot;، يبلغ ذروته اليوم بعد ما أشعلته الخلافات السياسية وانتشر كالنار في الهشيم على مساحة جغرافية واسعة.
ويعرج الراشد على حدث إعلان اثنين من (سادة)الشيعة في لبنان، هما هاني فحص ومحمد حسن الأمين، وقوفهما ضد نظام بشار الأسد .
يقول الراشد quot; موقف شجاع في خضم الانقسام الشيعي السني حول ما يحدث في سورياquot;.
وعلى الصعيد نفسهيذكر عضوان الأحمري ، بمن يقودون التأجيج الطائفي، واولئك معروفون بأسمائهم.
يتابع الأحمري quot; لن تستغرق مهمة البحث عنهم وقتاً طويلاً، كل ما يمكن فعله أن يتم تجريم هؤلاء بعد أن يتم سن القوانين والأنظمة التي من خلالها يمكن تخفيف الطائفية - العلنية على الأقل عبر المنابر العامة - وتجفيفها، والتشهير بعقوبات تتخذ بحق من يخالف نظام تجريم الطائفيةquot;.
ويسمي الراشد في مقاله في جريدة الشرق الاوسط اللندنية ، بعض السلوكيات ( الطائفية ) ، ففي العراق تنادى عدد من القيادات الدينية والثقافية محذرين من عودة الفتنة الطائفية، بعد جريمة قتل استهدفت ثلاثة من قادة السنة هناك. وبعيدًا عن المنطقة العربية، هز قتل عشرين شيعيًا في باكستان المجتمع هناك وتنادى كثيرون من السنة يطالبون باعتقال القتلة ومحاسبة دعاة الطائفية.
والفتنة بين السنة والشيعة بدأت جدلاً سياسيًا، ثم لجأت إلى التاريخ والدين، وصارت الآن صراعًا مذهبيًا. وهي تعكس حالة التوتر والتنافس السياسي الذي ينتهي بشحن الأتباع.
يقول الراشد quot; في الكويت، مثل غيرها، الجدل الطائفي جزء من الترفيه الخطير. أحد النواب قال(لدي معلومات خطيرة بأن أطرافًا مرتبطة بجيش الاحتياط الطائفي في الكويت تقوم بشراء أسلحة من سوق سوداء بكبد والجليب وبنيد القار استعدادًا لساعة الصفر). وسواء كان ما قاله صحيحاً أم غير صحيح فإن الحديث عن التسلح خطير، تجاوز كل ما تسمح به الملاسنة السياسية بين النوابquot;.
ويرى الراشد أن الخطوة الأولى لمحاربة الطائفية هي أن quot;يقتنع كل الناشطين في المجال السياسي والإعلامي بأنها تمثل أكبر خطر على نسيج المجتمع والدولةquot;.
ويدعو الراشد الى عدم تصنيف القتال الدائر اليوم في سوريا على أنه rdquo;سني ضد العلويينquot; ، فالكثير من السنة ndash; بحسب الراشد - عملوا مع النظام، وقاتلوا إلى جانبه، وشاركوه آثامه لعقود طويلة ، إنه نظام يمثل نفسه وإن كان حريصاً على دفع الثورة نحو حرب طائفية هو يبشر بها منذ نحو عام.
متى يتم تجريم الطائفيين؟
وفي مقاله في صحيفة الوطن السعودية يشير الأحمري الى أن quot; كل مذهب وكل طائفة تريد أن تلغي الأخرى، وتقدم نفسها على أنها الطائفة المنصورة، أو الفرقة الناجية، ولن يتم هذا إلا باجترار التاريخ الذي كتبه المؤرخون بعقلية السياسي، فحتى التاريخ الإسلامي تختلف الروايات فيه باختلاف هوية ومذهب من يقوم بتدوينهquot;.
إن كل المتناحرين ينطلقون من منطلق الثأر لتاريخ لم يعاصروه، والمدنية وحدها هي القادرة على جعلنا نتجاوز هذه المرحلة من الصراع الطائفي والمذهبي، الذي تجاوز الخلاف فيه مرحلة الإقصاء، حتى وصل إلى التكفير والإخراج من الملة.