حسن عبد الله عباس

لم نسمع عن هذا الفيلم الدنيء إلا بعد أحداث القنصلية الاميركية ومقتل السفير الاميركي فيها في بنغازي- ليبيا. بمجرد أن خرجت التظاهرات هناك وفي مصر، بدأنا نسمع عن الاخبار التي سأختصر لكم عناوينها كالتالي:
فرنسا تطالب بمعاقبة القتلة.
الفاتيكان يدين laquo;الاستفزازاتraquo;.
الحكومة المصرية تدين وتدعو إلى laquo;ضبط النفسraquo;.
ايران تندد بالفيلم المسيء.
حجب موقع يوتيوب في افغانستان لمنع مشاهدة الفيلم المسيء للاسلام.
تظاهرة في غزة احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام.
حاخام اسرائيلي يندد بفيلم اميركي مسيء للاسلام (ميخائيل مليكور الذي شغل منصب وزير سابقا).
أقباط مصريون يدعون للتظاهر احتجاجا على الفيلم المسيء.
منذ ذاك الحين والوطن العربي من شرقه لغربه (باستثناء الخليج طبعا) يغلي وينتفض بصورة عفوية للتعبير عن مأسوية التجرؤ والتعدي على مقام النبي روحي له الفداء.
مع ان العنف والتعدي على حرمات الناس والارواح غير مبرر اطلاقا، لكن الناس خرجوا لا اراديا وعبروا عما يجول بخاطرهم من جرح عميق، إلا اسلاميينا هنا بالكويت (والخليج)! حاولت أن اتابع حركة الاسلاميين عندنا وبشكل خاص قيادة الغالبية، فوجدتها لا محل لها من الإعراب. ففي الوقت الذي نقلت الاخبار عن أن الاشتباكات الدائرة في مصر وتونس والسودان واليمن وليبيا وتسببت في مقتل أكثر من ثمانية اشخاص وجرح العشرات، كان وليد الطبطبائي ولغاية السبت الماضي (اي بعد مُضي أربعة ايام من الازمة) بعيدا عن ميدان التظاهر ومتفرغا ليدافع عن نفسه لماذا حمل العلم السوري ولماذا قال عن علم الكويت laquo;خرجةraquo;، ويدافع عن الجيش السوري الحر البطل! ومع ان الفيلم الحقير يتعرض لاعظم رمز لدى المسلمين وهو مقام النبوة المطهرة، ترك الاسلاميون أمثال فيصل المسلم والطبطبائي التظاهرات أمام سفارة laquo;العم سامraquo; يوم الجمعة الماضي وتفرغوا للرد تويتريا على نائب ايراني laquo;دايخraquo; يقول انه يريد أن يحرر شيعة الكويت!
تبدو لي الاولويات واضحة، فمع أن الصهاينة يستحلون أراضي المسلمين، ومع أن الاميركان كل يوم يمرمطون المسلمين والعرب بالأرض وبالتراب ويهينونهم بشتى الصنوف والصور، يتفرغ أكثر الناس laquo;ايماناraquo; وطهوراً لتسليح وتجنيد جيش هدفه محاربة الدولة الوحيدة التي تقف أمام الكيان الصهيوني وأمام مخطط الاذلال الذي تديره السي آي ايه الاميركية تحت عنوان laquo;السلامraquo;.
وقبل الختام وفي السياق نفسه، أنقل لكم عنواناً رئيسياً لإحدى القنوات وذلك للمزيد من الوضوح، يقول الخبر: laquo;مفاجأة، الفيلم المسيء للرسول غير موجود اصلاraquo;، وفي المقابل غفلت القناة عن خبر آخر غاية في الأهمية مفاده laquo;غوغل ترفض سحب المقطع المسيء من يوتيوبraquo;!