حسن عبد الله عباس
بعدما بدأ بكلمة laquo;السلام عليكمraquo; وملوحا بيده للحضور الحاشد، ألقى قبل أربع سنوات الرئيس الأميركي أوباما في جامعة القاهرة خطبة شهيرة لمدة 45 دقيقة تخللتها أربع آيات من القرآن الكريم وتصفيق حار قوطع بسببه مرات عدة. ثم ماذا؟
أتذكر كتبت مقالة بعنوان laquo;طائرة أوباما: الطريق مغلق!raquo; قلت في حينها انه من الخطأ للرئيس الأميركي أن يذهب لعاصمة laquo;العروبةraquo; ويخاطب العالم laquo;الإسلاميraquo; من هناك؟ كان عليه إما أن يذهب إلى المملكة العربية كونها قبلة المسلمين وفيها قبر الأولياء وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أو إلى إندونيسيا كونها الاكبر من حيث التعداد السكاني للمسلمين. أما مصر فلها رمزية عربية كونها الأكبر بين أخواتها العرب وكونها تربعت على عرش القومية خصوصا إبان الحروب مع إسرائيل في ستينات وسبعينات القرن الماضي.
طبعاً هذا الكلام جر عليّ انتقادات شديدة من محبي مصر laquo;مباركraquo; ومحبي القومية العربية. لا بأس فالهجوم أمر طبيعي، لكن نعيد الاستغراب نفسه مع بداية ولاية أوباما الثانية ونسأله هل كانت تلك الكلمة مواتية وصحيحة؟
أكرر laquo;طائرة أوباما، الطريق مغلق!raquo;، فالطائرة أخطأت حينما توقفت هناك. بعد أربع سنوات من تلك الخطبة نقول وبالفم المليان أوباما لم يرد من كلامه ذاك سوى البروز والانجاز السياسي واستغفال العالم الاسلامي لا أكثر. ففي تلك الخطبة وعد بأنه سينسحب من أفغانستان، ووعد بأنه سيغلق غوانتانامو، ووعد بأن يجعل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية يعيشان بسلام جنبا إلى جنب، ووعد بغلق الملف النووي الايراني وكوريا الشمالية، وقال إنه يستبعد فرض النظام الديموقراطي من قبل أي دولة على دولة أخرى في العالم، وقال أشياء كثيرة، ومن أراد فليعود إلى ذاك التاريخ!
لكن لم نحصل من وعوده سوى الكلام، فلا هو انسحب من افغانستان، ولا هو أغلق سجن غوانتانامو، ولا أصلح laquo;ذات بينraquo; الاسرائيليين والفلسطينيين، ولا جلس راحة من دون أن يتدخل هو وزملاؤه ليفرض على السوريين نظاماً من الخارج وبقوة السلاح، ولا استطاع أن يعالج الازمة النووية الايرانية، وقبل أيام فقط قدمت إدارته حزمة جديدة من العقوبات ضد كوريا الشمالية، وإلى آخر قائمة الوعود!
اخواني يا من تضايقتم، آسف لهذه الصراحة لكن الادارة الاميركية لم تكن تهتم في يوم لا فيكم ولا ولا بغيركم. كل الكلام الذي ألقاه أوباما يعلمه هو مسبقا أن الزمن سيلعقه وسيجد لنفسه ألف مخرج ليتبرأ منه. كل ما في الموضوع أن نظام مبارك laquo;الفاشلraquo; مصنف أميركياً أنه إسرائيلي، والمطلوب تكملة اللعب على رأس المسلمين والعرب فدعت الحاجة لإلقاء كلام رومانسي مفرح لا أكثر!
- آخر تحديث :
التعليقات