الرياض - ناصر الحقباني

لم تفلح الجهود التي بذلتها السلطات السعودية لاحتواء laquo;الانتحاري الحيraquo; السعودي أحمد عبدالله الشايع (30 عاماً) فكرياً ومعنوياً بعد أن تعرض جسده لحروق إثر عملية انتحارية فاشلة بواسطة صهريج في حي المنصور السكني في العاصمة العراقية في تموز (يوليو) 2005 خلال زعامة أبي مصعب الزرقاوي لـ laquo;تنظيم القاعدةraquo; في العراق (اغتيل في 2006)، إذ أعلن الشايع عبر حسابه في laquo;تويترraquo; انضمامه إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في سورية للمشاركة في القتال الدائر هناك.

وأكد عبدالله الشايع والد laquo;الانتحاري الحيraquo; خلال اتصال هاتفي مع laquo;الحياةraquo; وصول نجله أحمد إلى سورية، وقال: laquo;افتقدت أحمد بعد عودته مع شقيقه من جدة، وبعد خمسة أيام تلقيت اتصاله يبلغني أنه على الحدود السورية، وقتها نزل الخبر علي مثل الصاعقة، إذ حاولنا نسيان ما فعله في خروجه الأول إلى العراق، إلا أن المأساة تكررت من جديدraquo;. وأوضح الشايع أن ابنه أحمد الذي ظهر في صورة وهو يحمل سلاحاً نارياً من نوع laquo;كلاشنيكوفraquo; وآثار الحروق لا تزال في يديه ووجهه، غادر إلى سورية منذ فترة، ولم تلاحظ عليه أي بوادر للتطرف أو نية للخروج على ولي الأمر والمشاركة في ساحات القتال من دون إذن. وأضاف: laquo;ابني تعرض للحروق جراء حادثة التفجير التي نجا منها، والجهات المختصة لم تقصر معه، إذ وفرت له العناية والعلاج لآثار الحروق التي لحقت بجسده كاملاًraquo;. ووجه رسالة إلى ابنه قائلاً: laquo;ارجع يا ابني إلى بلدك وأسرتكraquo;.

وقال laquo;الانتحاري الحيraquo; أحمد الشايع عبر حسابه في laquo;تويترraquo;: laquo;سبق وأن نفذت عملية استشهادية على عهد أبي مصعب الزرقاوي في العراق، وقدر الله علي ألاً أستشهد وقتها، وتم أسري، وقد أحسن الله بي إذ أخرجني إلى سوريةraquo;، مروجاً لمجريات ما يحدث داخل تنظيم laquo;داعشraquo; الذي يتزعمه أبوبكر البغدادي ويدّعي أنه يحارب نظام بشار الأسد.

وكانت السلطات السعودية تسلمت أحمد الشايع في 2005 عبر طائرة إخلاء طبية من العراق، وذلك بعد انضمام الشايع إلى جماعة التوحيد والجهاد بطريقة غير مشروعة من خلال تجاوز الحدود السورية العراقية، واستخدم كأداة انتحارية لتنفيذ عملية إرهابية هناك بقيادته صهريجاً مفخخاً انفجر به في بغداد.

وكان laquo;الانتحاري الحيraquo; يعاني حروقاً وإصابات بالغة، إذ قامت السلطات السعودية بتوفير العلاج اللازم له، وأجرت له عمليات عدة، وقامت باحتوائه فكرياً وصححت أفكاره ومنهجه في مركز التأهيل والمناصحة بعد استكمال الإجراءات النظامية في حقه، إلا أن أفكار التغرير عادت إليه من جديد لينتهي به المطاف في سورية.