صلاح منتصر

كانت هذه أشهر عبارة نسمعها في الاحتفال بذكري ثورة يوليوrlm;52rlm; سواء في الخطاب الذي كان يلقيه الرئيس جمال عبد الناصر بهذه المناسبة أو من خلال الصفحات الإعلانية

التي كانت تنشرها مؤسسات الدولة لتثبت فيها حجم التطور الذي أحدثته الثورة في حياة الشعب ومعيشة المواطن. واليوم وبعد سنتين مضتا علي ثورة يناير التي أسقطت حكم حسني مبارك وأنهت الجمهورية الأولي باعتبار أنه حكمها ثلاثة من العسكريين عن طريق الإستفتاء.. هل يمكن سؤال: كيف كنا وكيف أصبحنا ؟
باستثناء إنهاء حكم مبارك ودفن مشروع توريث ابنه وتحرر الشعب من حواجز الخوف التي كانت تحاصره, يصعب القول إننا جنينا ثمار الشهداء الذين دفعوا الثمن, إلا إذا اعتبرنا أن وصول الإخوان إلي الحكم كان هو الهدف. أما إذا كان هدف الثورة كما رددت هتافاتها في ميدان التحرير: عيش حرية عدالة اجتماعية وديموقراطية وإصلاح, فالمشوار يبدو اليوم أطول وأصعب كثيرا مما كان قبل سنتين. فقد بدأنا طريق الثورة ونحن فريق واحد واليوم أصبحنا فرقا متنافرة.
وبينما كان هدفنا قبل سنتين إخلاء البيت الذي يضمنا من رئيس سرق منا سنوات طويلة جرف فيها الأرض ممن يمكن أن نلجأ إليهم ونأتمنهم علي حاضرنا, فقد وصل بنا الحال اليوم وبعد سنتين فقط إلي درجة أننا أصبحنا مهددين في سلامة البيت الذي يضمنا بسبب الذين راحوا يضربون معاولهم في أساساته وعلي رأسها أساس الأمن والاستقرار. وإلا فهاتوا لنا دولة واحدة يمكن أن يعيش شعبها في وئام وعمل وتقدم إذا كانت لا تشعر بالأمان.. وإذا كانت شرطتها قد أصبحت هدفا لكل من أمسك طوبة ؟!
قبل سنتين كان حلمنا مستقبلا تملؤه العيون الثلاثة: تعليم وعلم وعمل, واليوم لا نستطيع أن نحلم بعين واحدة, وأملنا سد أفواه البطون المهددة بثلاثة أرغفة يوميا, مما جعل أحد المواطنين البسطاء يصرخ بأعلي صوته وهو يضع وجهه أمام عدسة التلفزيون في استطلاع يجرونه: عاوزين فساد!!