القاهرة - حسنين كروم
ما تزال الأحداث تتلاحق ويسابق بعضها بعضا في صحف مصر، اجتمع رئيس الوزراء هشام قنديل مع رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية، والذي يتحرك من مدة بشكل مكثف ليثبت انه مستمر وقادر على الانجاز وإعلان محافظ البنك المركزي الى تراجع الاحتياطي النقدي بحيث يكفي شهرين ونصفا.
وكان حسن مالك قد أعلن في 'الأهرام' أنه لم يسمع بذلك، رغم انه ثالث تصريح لهشام رامز محافظ البنك، الذي أعلن ايضاً زيادة الدين الداخلي والخارجي، والفوائد المترتبة عليها، واستمرار العصيان المدني في بورسعيد، ومظاهرات متفرقة في عدد كبير من المدن، هذا وقد أخبرني زميلنا الرسام الإخواني بجريدة 'الحرية والعدالة' شفيق صالح، انه كان يسير الهوينا في أحد الميادين فشاهد شجرة مورقة جميلة عن مبادرات بناء مصر، التي تقوم بها جماعته، بينما أحد المعارضين في الفضائيات يمسك ميكروفونا ويجري بعيدا عن الشجرة ويقول فيه: موضوع أهم، عشرين واحد عاملين مظاهرة رهيبة.
كما لا تزال أزمة الوقود مستمرة، خاصة السولار والغاز والمازوت، واجتماع وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، مع قادة وضباط سلاح الطيران، وتصاعد حدة الغضب بسبب تصريحات السفير التركي، في القاهرة حسين عوني عن ضرورة تخفيض ميزانية الجيش المصري، وكذلك تصريحات القيادي الإخواني علي عبدالفتاح الذي اتهم القيادة العسكرية السابقة بأنها التي دبرت مقتل الجنود المصريين في رمضان على نقطة الحدود مع إسرائيل.
وإلى بعض ما عندنا وهو كثير، كثير، ومنه معارك نساء الإخوان والمعارضة، غدا إن شاء الله.
مرسي يرفض إملاءات
وتغيير الحكومة والنائب العام
نشرت صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة'، حديث الرئيس محمد مرسي مع زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير صحيفة 'الخميس' الاسبوعية عمرو الليثي على قناة 'المحور'، التي أذاعته صباح الاثنين، فقد واصلت الصحف المستقلة سخريتها منه بسبب تأجيل إذاعته من الثامنة مساء الأحد الى الثانية وخمسة وأربعين دقيقة فجر الاثنين، وتضارب الأخبار في هذه الصحف عن المونتاج الذي حدث في الرئاسة وفي مكتب الارشاد وحذف فقرات كاملة عن محمد البرادعي وحمدين صباحي، وغيرهما، والحديث بعد الاستماع إليه وقراءته، مليء بعبارات الأنا بشكل غريب، وبتحدي المعارضة والاستعداد للوصول بالصدام معها إلى النهاية.
وذلك من خلال إعلانه انه يرفض أي إملاءات وتغيير الحكومة والنائب العام وأنه يدعو إلى حوار وسيلتزم بنتائجه، رغم معرفته ان من سيحضره هم من حضروا الحوارات السابقة من المؤلفة قلوبهم، وأن أحزاب وقوى جبهة الانقاذ الوطني ترفض التحاور معه، إلا إذا استجاب لشروطها، وتضاربت الأنباء حول خوض الانقاذ انتخابات مجلس النواب، كما اعلنت الرئاسة ان الرئيس سيجتمع كل اسبوع مع رجال الأعمال باعداد وتنظيم عضو مكتب الارشاد ورجل الأعمال ورئيس لجنة التواصل بين الرئاسة ورجال الأعمال ورئيس جمعية ابدأ لرجال الأعمال حسن مالك، كما اجتمع الرئيس مع رئيس وأعضاء الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، والتي انسحب منها حزب النور والشيخ محمد حسان بسبب انحيازها للإخوان في السياسة.
السلفيون والسوس و'البيتيلز الإسلاميين'
والى الأزمة التي نشبت بين الإخوان المسلمين وحزب النور بسبب قرار الرئيس مرسي إقالة مساعده لشؤون البيئة خالد علم الدين وهو من قيادات النور بأن نسبوا إليه اتهامات باستغلال النفوذ والفساد، ونفي خالد واستياء حزب النور ومطالبته الرئاسة بتقديم الأدلة والإشارة إلى أن الإخوان يريدون معاقبة النور على مبادرته التي قبلتها جبهة الانقاذ الوطني لحل الأزمة السياسية وتقوم على الكثير من مطالب الجبهة مثل إقالة الحكومة والنائب العام، واتهام النور للإخوان بالعمل على الاستيلاء على مفاصل الدولة، ثم قيام محاولات من جانب الجماعة الإسلامية وذراعها السياسي حزب البناء والتنمية لحل الأزمة واستعادة وحدة الأحزاب والتجمعات الدينية لمواجهة العلمانيين وأحزابهم.
والكرة هنا أصبحت في ملعب رئيس الجمهورية، أما أن يتم تقديم خالد علم الدين للنيابة للتحقيق معه وتبرئته أو إحالته للمحاكمة، وأما أن الرئاسة لفقت له الاتهام نكاية في حزب النور، وإفقاده القدرة على منافسة الإخوان في انتخابات مجلس النواب، ومن جهتنا لن نشير إلى الاتهامات التي وجهها مسؤولون إخوان والرد عليها من جانب خالد وغيره، فهذه لا شأن لنا بها إلا إذا بدأت محاكمة.
'الفتح': من حق الرئيس وحزبه أن
يغتالوا من شاءوا من المواطنين معنوياً
ولكن ما يعنينا هو تتبع المعركة التي ترتبت عليها، وشهدت العجب العجاب من الحجج التي نعتاد عليها في معاركنا السياسية، قد شن المهندس عبدالمنعم الشحات نائب رئيس جمعية الدعموة السلفية يوم الجمعة الماضي في جريدة 'الفتح' لسان حال الجمعية هجوما قال فيه: 'ما يزعمه بعضهم من أن الحاكم بوسعه أن يصدق الظنون وأن يكيل لهم الاتهامات مستدلين بذلك بعزل عمر رضي الله عنه ولاته بالشبهات وهم لا يفرقون بين حق الحاكم في اختيار ولأنه 'وهو تخيير مصلحة لا تخيير إباحة محضة ومن ثم فللحسبة على الحاكم في ذلك الأمر مدخل' وبين تعبده بعدم جواز اتهام الناس حتى ولو بالشبهة، ثم إن بعضهم يزيد الطين بلة في زماننا ولعدم إدراكه أن شروط وصلاحيات وواجبات رئيس الجمهورية في الدولة الحديثة غير نظيرتها في الأمانة في الفقه الإسلامي، حتى وإن نص الدستور على مرجعية الشريعة، وسعي الحاكم الى تطبيقها، فنظرا لغياب ذلك الفهم يعد بعضهم الرئيس إماماً 'بمعناه الاصطلاحي وإلا فهو إمام بالمعنى اللغوي بلا شك'، ثم يعطيه حقوقاً ليست له حتى لو كان إماما ثم ِإن بعضهم وجد أن الرئيس الحالي له حزب فعد تلك الحقوق المتوهمة إلى حزب الرئيس فصار في عرفهم أن من حق الرئيس وحزبه أن يغتالوا من شاءوا من المواطنين معنوياً، وهو أمر يخالف الشرع ثم يخالف الدستور والقانون ويخالف حقوق الإخوة، أقول: إن الدعوة السلفية لم تتصرف من منطلق عصبية جاهلية أو من منطلق أن أبناء الدعوة لا يمكن أن يخطئوا ولا من باب المطالبة بأن يعامل أبناء الدعوة مثل غيرهم ممن طبق عليهم قاعدة 'المتهم بريء حتى تثبت إدانته'.
لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
مع أنه توجد دعاوى مادية منظورة أمام القضاء تجاههم، وإنما تصرفنا من منطلق قول النبي صلى الله عليه وسلم 'لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها'، إن تناقض التهم الصادر عن عدة أفراد في مؤسسة الرئاسة وتضاربها كاف لردهه، فبين متهم له بالفساد وثان باستغلال النفوذ وثالث يبرأه، ولكن يعيره بتهمة لأحد مرؤوسيه، وتلك اتهمة غير ثابتة هي الأخرى، وإن ثبتت فأين قوله تعالى: 'ولا تزر وازرة وزر أخرى' وكل منهم يحي على جهة غامضة تدعي سرية التحقيقات، وقد تسني لي مع آخرين مساءلة هذه الجهة فما زادوا عن ذكر بلاغ مرسل من مجهول ذكر أن الدكتور خالد علم الدين قد تعامل مع شركات قطاع خاص، وبالتحرير وجدوا أن الأمر صحيح، ولكن وجدوا في ذلك الأمر أن الدكتور خالد علم الدين رعي توقيع اتفاق بين مورد لمعدات توليد الطاقة من القمامة، وبين مستورد لها، وكلاهما قطاع خاص وقد كانت هذه الرعاية بغرض تشجيع هذا النوع من الاستثمار نحل به مشكلة تكدس القمامة ونقص الكهرباء في آن واحد، وقد تم التوقيع في وجود وزير البيئة ومسؤولين من الرئاسة ومن الأحزاب منهم حزب الحرية والعدالة، فا ندري ربما كان المُبلغ ممن يستمتعون بروائح القمامة أو ممن يستروحون الجو الشاعري عند انقطاع الكهرباء المتكرر'.
هجوم على داعية سلفي منحاز للإخوان
بسبب هجومه على الشيخ ياسر برهامي
وفي نفس عدد جريدة 'الفتح' شن علي حاتم هجوماً على الداعية السلفي المنحاز للإخوان الشيخ محمد عبدالمصود بسبب هجومه على الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدوة السلفية، لمحاولته التوفيق بين الإخوان وأحمد شفيق وكذلك على نادر بكار فقال هاشم: 'الذي يقدمه الشيخ محمد عبدالمقصود - حفظه الله - على شاشة 'قناة الناس' مساء الاثنين الماضي، حيث تحدث الشيخ عن الصبر وأفاض وأجاد الأمر الذي أراح نفسي وأشعرني أن الشيخ يؤكد للمشاهدين ما سبق أن صرح به، وهو أنه بالفعل قد سامح كل من ظن أنه أساء إليه من شيوخ الدعوة السلفية ودعاتها وأبنائها، ولكن مع الأسف بدلا من أن يطبق كلامه الجميل في الصبر عملياً شن الشيخ حملة شديدة على 'الدعوة السلفية' وعلى الشيخ 'ياسر برهامي' وعلى الاستاذ 'نادر بكار' وسخر منهم على مرأى ومسمع من المشاهدين، فوصف الشيخ ياسر في سخرية من خطبة للجمعة أداها الشيخ 'ياسر'، امتدح فيها الفريق 'أحمد شفيق' واستدل في خطبته يقول الله - عز وجل: 'وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما'، الآية، ثم علق قائلاً: إن 'أحمد شفيق' نما إلى علمه أنه لا يصلي واكتفى الشيخ بهذا ولم يستطرد، ونحن نتساءل ما العيب في ذلك والجواب: أن تلاوة الشيخ 'عبدالمقصود' للآية وسخريته من الشيخ 'ياسر' وتعليقه بأن 'أحمد شفيق' لا يصلي حسب ما نما إلى علمه لا يعني ذلك إلا رؤية معينة للشيخ 'عبدالمقصود' وهي أن 'أحمد شفيق' كافر بتركه للصلاة وهو ليس إذا من المؤمنين الذين تناولتهم الآية الكريمة التي استدل بها الشيخ 'ياسر'.
الشيخ وتكفير أحمد شفيق تارك الصلاة
ونحن نعلق على رؤية الشيخ من عدة وجوه: أولا: أن الحكم عليه أنه لا يصلي جاء تأسيسياً على خبر نما إلى علم الشيخ وليس عن يقين بذلك، ثانيا: هل الشيخ في حاجة إلى أن نذكره بأن مرتكب الكبيرة - ومن ترك الصلاة - عند جمهور أهل السنة لا يكفر ولا يحكم بخلوده في النار إلا إذا استحلها إما بتكذيبه بفرضيتها بعد أن بلغه ذلك أو استكباره عن أدائها، وهو استكبار على شرع الله عز وجل يكفر به صاحبه، أما فيما يتعلق 'بنادر' فقد دعا عليه الشيخ 'عبدالمقصود' دعوة أحزنت قلوب أبناء الدعوة السلفية، بالتأكيد حيث قال: 'نادر بكار' فض فوه وهذا بالتأكيد لا يليق بعالم في مثل الشيخ 'عبدالمقصود' ولا بالموضوع التي تحدث فيه وهو الصبر، وقد أحزنني كما أحزن غيري حديث الشيخ عن الانتخابات المقبلة ومحاولة تقليله من فرص حزب النور بشكل لم يكن يتناسب مع حديث الشيخ في الأصل، مما أعطى الانطباع بأن الخلاف الكبير للشيخ مع 'الدعوة السلفية' لم يكن مؤسساً على مصلحة الإسلام أو مصلحة البلد وإنما هو خلاف حزبي مقيت دخل فيه الدنيا ولا حول ولا قوة إلا بالله'.
ما دخل صلاة أو عدم صلاة
شفيق بحزب النور والانتخابات؟
هذا ومن المعروف أن الشيخ محمد عبدالمقصود يقود مع غيره حملات تحريض واسعة النطاق لصالح الإخوان المسلمين، وقوله عن شفيق يا راجل بأنه نما إلى علمه انه لا يصلي، يكشف حقيقة إيمان هؤلاء الناس وعملهم بقوله تعالى 'ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة'.
فهل نبين الشيخ المؤمن الصالح؟ ثم ما دخل صلاة أو عدم صلاة شفيق يا راجل بحزب النور والانتخابات؟
وهؤلاء هم من يريدون إقناع المصريين الكفرة بالإسلام الذي يزعمون انه نزل عليهم ولم نكن نعرفه من قبل؟
'المصريون': سلفي ظريف وتعريف الخنفساء
سبحان ربك في هؤلاء القوم الذين قال عنهم أحد السلفيين الظرفاء وهو الدكتور أحمد زكريا عبدالطيف في نفس اليوم - الجمعة في جريدة 'المصريون' مشبهاً الإخوان بـ - الخنفساء - والعياذ بالله، قال خفيف الظل: 'الخنفساء كائن بغيض وكريه إلى النفوس السوية، وهي رمز لكل نفس لا ترى إلا القبيح، فهي تنفر من ريح المسك والورد، وإذا شمت الرائحة الطيبة ماتت لوقتها، والانثى خنفسة وخنفساء وخنفساءة، بل هي في المنام إنسان بغيض قذر والخنفس الذكر يدل على خادم الأشرار والأنثى دالة على موت، والعجيب أن تقع في إنسان يحمل أخلاق الخنافس فلا يميل طبعه إلا إلى النقائص والمعايب، وموته وهلكته في الطهارة والعفة، تسعده النجاسات والفواحش، وتمرضه مكارم الأخلاق والفضائل، لا يرى دائماً إلا النقص، ولا يلفت نظره الكمال والجمال بل همه التفتيش في خفايا الضمائر ليبحث عن مطعن وليمسك بزلة على إخوانه، قوم يتصيدون الأخطاء ويشوهون النجاحات وما أشبه بعض وسائل الإعلام في عصرنا بالخنفساء، فلا يعلو صوتها إلا على الأخطاء، ولا تضع في حسبانها إلا ما يطعن في عرض المجتمع وشرفه، ويؤجج الفتن بين أطيافه، أما الصلاح والخير، فالخنفساء الإعلامية لا تراه أصلا فضلا عن أن تنشره أو تثمنه وترفع من قيمته، وأخطر شيء أن يوجد ذلك في التيار الإسلامي، فكلما كثرت الخنافس كلما كثر الطعن في العلماء والتجريح في المشايخ والدعاة، إن الخنفساء جاحد للمعروف ناكر للجميل ما أسهل أن يعض اليد التي أطعمته زمانا وأحسنت إليه دهرا، وتسببت في تصريج كريه عمراً، ولابد للتيار الإسلامي إذا أردت النجاح والفلاح أن يضع هذه الخنافس في مكانها الطبيعي، وأن يطئها بقدمه إن لم يرجع عن الدونية والحقارة'.
الخنفسة تعمل جاسوسة أو مرشدة للعقرب
هذا ما كتبه أحمد زكريا الذي فاجأني بخفة ظله، فمن يقصد يا ترى يا هلتري؟ وهل هذا سؤال، الإجابة واضحة وهي في بطن الخنفس الذكر، وقد لفت انتباهي معلومة ذكرني بها، وهي أن الخنفس الذكر خادم الأشرار، لأننا ونحن أطفال نلعب في الحارة، إذا رأى أحدنا خنفسة تسير، أمسكنا بها بورقة وجلسنا ننتظر قدوم عقرب، لأن الناس وقتها كانوا يعتقدون أن الخنفسة تعمل جاسوسة أو مرشدة للعقرب، وتستطلع لها الطريق، ولم تكن لنا دراية بمعرفة ان كان ذكرا أم أنثى، فمن يا ترى يا هلترى تكون أسماء الخنافس الذكور في التيار الإسلامي الذين يعملون جواسيس لحساب العقارب من الإخوان؟!
وهكذا، أصبحت مسؤولية أحمد زكريا عبداللطيف أن يزيدنا علماً بارك الله فيه وفي أمثاله من العلماء المجتهدين، باكتشافه وجود فريق من الإسلاميين البيتلز.
تشبيه تيارات النور والإخوان السابقين بالسوس
ولكن الإخواني خفيف الظل علي العمري رئيس منظمة فور شباب العالم أراد أن يفسد علي فرحتي بخفة ظل أحمد زكريا، فدخل على خط خفة الظل والتشبيه على أساس حشرة بحشرة ولا يفل الخنافس إلا السوس، بأن شبه يوم الاثنين في 'الحرية والعدالة' تيارات النور والإخوان السابقون بأنهم مثل السوس، قال خفيف الظل: ذكر الله تعالى في كتابه أن الحيوانات أمم مثل البشر! قال الله تعالى: 'وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم' فكما أن هناك كلاباً عاوية فهناك خلائق من البشر تبيع بيوتها وتنافق بصوتها وتزعج بعجيج صوتها، وفي الحيوانات الذئاب ومثلهم من البشر أمم في المكر والخديعة واللؤم والانقضاض على الشرعية وأكل الأخضر واليابس بل من عجيب ما في القرآن في شأن الأمم قوله تعالى: 'ويخلق ما لا تعلمون' قال قتادة: أي السوسة وفي الخلق البشري كذلك من مهمتهم نخر الصف وزعزعة النفوس وإقامة الشحناء، ونشر الأكاذيب، وهذه الأصناف اللئيمة لا تتورع عن الدخول في معارك لفظية بما تحمله قلوبهم من عهر أخلاقي، تجدهم اليوم على شاشات التلفزة وفي اللقاءات العامة والخاصة، وفي الكتابات بأسمائهم الصريحة أو أسمائهم المستعارة، هذا الصنف اللئيم وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفاً دقيقاً بقوله: 'وإذا خاصم فجر'، والعجيب أن يدخل في سرب اللئام هؤلاء من يحسب نفسه كاتباً إسلامياً أو حزباً إسلامياً'.
دعوة قادة جبهة الانقاذ الوطني
لقبول الحوار مع الإخوان
وإلى المعارك والردود، المتنوعة، ولدينا منها اليوم ثلاثة، الأولى لزميلنا يوسف سيدهم رئيس تحرير صحيفة 'وطني' القبطية التي تصدر كل أحد، حيث واصل دعوته لقادة جبهة الانقاذ الوطني بقبول الحوار مع الإخوان والرئيس بدون أي شروط مسبقة، أي يدعوهم عملياً للإذعان للإخوان، وفي الحقيقة، فأنا لا أتفهم ولا أقتنع بصدق دوافعه التي يسوقها، وإنما يخفي موقفاً لا يريد الإفصاح عنه صراحة يعتقد به بعض أشقائنا الأقباط خوفاً من تطور الصراع إلى تصور أن يكونوا هم أول ضحاياه، خاصة وأن الإخوان وفريق من السلفيين يوجهون الاتهامات قبل وأثناء وبعد معركة قصر الاتحادية بأن الأقباط شكلوا سبعين في المائة من مهاجمي القصر كما قال خيرت الشاطر وستون في المائة كما قال محمد البلتاجي، وأما الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية وغيرهم فان عددا من قادتهم وكذلك الإعلامي الإخواني أحمد منصور تورطوا في محاولة إثارة الفتن الطائفية، سيدهم قال يوم الأحد الماضي: 'وأقول بكل صدق - ودون إغفال مشاعر الغضب والقهر التي تتسلط على عقول وقلوب الكثيرين - أني أستشعر خطورة الموقف، كما أتصور أن رئيس الجمهورية وجماعته وعشيرته ومؤسسة الحكم يستشعرون ذات الخطورة وأن الموقف لم يعد يحتمل المزيد من المكابرة والعناد وأن رصيد التأييد للسياسات المتبعة أخذ في التآكل داخلياً وخارجياً وبالتالي أصبح من المحتم عمل شيء لإعادة لم الشمل بغية توحيد الصف الوطني وحصار المشاكل التي خرجت عن حدود السيطرة واستعصت على الحلول الصادرة عبر حكومة لا تمتلك الرؤية تستقبلها معارضة متربصة تتمنى إفشال الدولة، إذا لا بد من تجنب الشكوك والهواجس ولاد من ترك الباب موارباً لصدق الدعوة للحوار هذه المرة، ولا بد من المشاركة حتى وإن انطوت على مغامرة فهي مشاركة لإنقاذ الوطن ومغامرة منعدمة لتكلفة تستحق الفرصة، وكما يردد الكثيرون في معرض قبول الدعوة لمائدة الحوار أن في السياسة ما لا يدرك كله لا يترك كله، وأن هناك روشتة معلنة مقبولة لبدء العلاج موضوعة فعلا على مائدة الحوار وأن ما يتم إنجازه منها قادر على إحلال مزاج جديد من الاسترخاء، محل مزاج المواجهة السائد بين أطراف اللعبة السياسية من شأنه أن يمهد الطريق للاستمرار ويخلق مناخاً جديداً للمضي قدماً نحو آفاق أرحب، هل تتحلى التيارات الوطنية بالبصيرة والحكمة في هذه اللحظة المصيرية نحو رأب الصدع في الصف الوطني؟ إن مصر تتطلع إلينا جميعاً'.
القبطي الذي يغازل الاخوان
يا سبحان الله، معارضة متربصة تتمنى إفشال الدولة؟ في ماذا يختلف عن قيادات الإخوان المسلمين؟ ولماذا لم يقل معارضة تعمل - بدلا - من تتمنى إفشال المشروع الإسلامي؟ ماذا يريد يوسف سيدهم ومجموعة الأقباط الذين يرون رأيه بالضبط؟ هل يريد من المعارضة أن تتعامل مع الإخوان على طريقة أحبوا أعداءكم أو قاتلتكم، وإذا ضربك الإخوان على الخد الأيمن أدر لهم الأيسر؟
أم هل يريد أن يهاجم لا موقف كنيسته الأرثوذكسية ومعها الانجيلية والكاثوليكية التي انسحبت من قبل من اللجنة التأسيسية للدستور، ويشارك بطريقة غير مباشرة في مهاجمة موقف البابا تواضروس؟ أم يريد مغازلة الإخوان بأن يحل محل الدكتور رفيق حبيب الباحث والكاتب الانجيلي الذي عمل من سنوات طوال من الإخوان وأصبح من أهم مفكريهم وعينوه نائبا لرئيس حزبهم - الحرية والعدالة، وأحد مستشاري الرئيس، ثم لم يحتمل واستقال منذ حوالي شهرين واعتزل العمل السياسي كله؟
الله أعلم بنواياه، ولكن ما يكتبه يستحيل تفسيره من الناحية السياسية، إلا انه دعوة للخضوع والقبول بما هو أسوأ من نظام مبارك.
الارتباك والفوضى يسودان مؤسسة الرئاسة
والمعركة الثانية ستكون لزميلنا وكاتب 'صوت الأمة' الساخر محمد الرفاعي صاحب العبارات والكلمات المتميزة، وقوله في نفس اليوم - الأحد - 'يسود الارتباك والفوضى مؤسسة الرئاسة التي شايلة العفش على دماغها وبتلف على القصور لحد ما تلاقي حتى تتاوى فيها بعيدا عن الطوب والمولوتوف، فما يعلنه السيد الرئيس بعد صلاة الفجر ينفيه بعد صلاة الظهر، المتحدث باسم الرياسة دكتور الأمراض الجلدية اللي ربنا وفقه وهايمسك مركز دعم واتخاذ القرار بمباركة مشايخ الفتة وما فيش فرق بين الجرب واتخاذ القرار، وما يعنه المتحدث باسم الرياسة بعد صلاة العصر يخرج مستشار الرئيس لأي شؤون وينفيه بعد صلاة المغرب وأن الراجل ما كانش يقصد، وكل واحد ونيته وعلامه، آخر مظاهر الفوضى والارتباط - وكأننا في سويقة وليس مؤسسة الرئاسة - إقالة خالد علم الدين مستشار الرئيس لشؤون البيئة والاتهامات التي وجهت إلى الرجل ثم نفيها وإعلان اعتذار الرياسة له ثم نفي اعتذار الرئاسة وتهديده بأنه إذا أصر على إحالة الموضوع للنائب العام فسوف يفرشون له الملاية اللف ويفتحون كل الملفات والصناديق السودة والزرقا يعني باختصار مؤسسة الرياسة تتستر على الفساد - إذا كان هناك فعلا - وتستخدمه فقط للانتقام من خصومها السياسيين، بعد ذلك، عاد المشايخ بتوع أهل أهله وعشيرته في جمعة معاً ضد العنف إلا إذا كان ضد المعارضة خصوصاًَ جبهة الانقاذ وأعلنوا أن محمد مرسي لو أراد أن يكون ملكاً لفعلها بعون الله، بس فين النفس اللي تلبس طربوش لمملكة في الظروف المنيلة دي وخاتم الملك ضيق على صوابعه لا مؤاخذة ويا بخت من زار وخف يا مشايخ، والمملكة في الزمن الأغبر ده مهلكة لكن المشايخ لن ترتاح ويهدأ بال حتى يختار ما بين الخلافة والمملكة حتى يحدد المشايخ طريقة تقسيم الوطن، إما إلى ولايات أو إقطاعيات والمواطنين الجبلات الكفرة، إما موال وعبيد، وإما سخرة وترحيله وكأن المصريين جميعاً مجموعة من المعاتيه والمجاذيب يستطيع الأهل والعشيرة أن يضعوا فوق نافوخهم العمة ويطلعوا بيهم على سوق الجمعة أو قرافة المجاورين ومنكم لله يا كفرة'.
تحذير الإخوان من سياساتهم نحو الجيش
وثالث وآخر المعارك ستكون عن الإخوان والجيش لزميلنا بـ'الأهرام' محمد السعدني وتحذيره الإخوان يوم الاثنين من سياساتهم نحو الجيش بقوله عنه وعنهم: 'ومع تنفيذ العهد بتسليم السلطة إلى الإدارة المدنية التي اختارها الشعب، عاد الجيش إلى ثكناته والتزم أن يكون على مسافة واحدة من جميع أطراف الصراع السياسي أملاً في ارتقاء القوى السياسية الى مستوى المسؤولية الوطنية في إنهاء هذا العبث والالتزام بالعملية الديمقراطية حكماً ومعارضة، والتزمت الصمت والحكمة بعد الإطاحة بقيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، هذا الالتزام المنضبط كان مرجعه الإصرار على إبقاء القوات المسلحة على حالتها الصلبة والمتماسكة وجاءت القيادات الجديدة وعلى رأسها الفريق أول عبدالفتاح السيسي والفريق صدقي صبحي، عارفة للجهد الخارق الذي بذلته القيادة السابقة ممثلة في المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان من أجل الحفاظ على الحد الأدني من تماسك الوطن ومقدرة لمدى القدرة النفسية لهذه القيادات ومدى تحملها للإهانات والبذاءات الت تعرضت لها في أسوأ حال لجيش وطني يحمي ثورة ويمنع سفك الدماء ويتعرض في الوقت ذاته لمحاولات إسقاطه، ليسقط بعده البلد بأكملها في أيدي ميليشيات تم تسليحها في ظروف بائسة عادت بالوطن واستقراره إلى الوراء كثيراً، والآن يعود السؤال من جديد بعد الفشل الذريع والمخزي من جميع الأطراف السياسية، هل يتحرك الجيش؟ وما هي الفترة الزمنية الكافية لإحداث الاستقرار والتعافي الاقتصادي ومن ثم الوصول إلى صيغة محترمة للإدارة الديمقراطية؟'.
لو كنت ابن الرئيس مرسي؟
وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها من يوم الثلاثاء مع زميلنا بـ'الوفد' محمد زكي الذي خاض عشرين معركة اخترنا منها سبعة بعد عمل استخارة، هي:
- لو كنت ابن الرئيس 'مرسي'، تبقى وظيفتك مرموقة في الطيران، ولو كنت ابن 'البطة السوداء' تبقى وظيفتك في الميدان سحل وقطران!
- ياسر علي رحل من 'الاتحادية'، عقبال ما يرحل اللي بالي بالك!
- إذا كان إجبار 'مبارك' على التنحي 'كلام كفتة' يبقى كلام الرئيس 'مرسي' 'طرب' وسحل وتعذيب!
- تلت التلاتة كام؟ واحد شاطر، وواحد بديع، وواحد مرسي في الكلوب!
- آخرة الثائر 'محمد الجندي' حادثة سيارة، وآخرة الإخوان انتفاضة شعب وعربة دبابة!
- بشرى، حكومة الدكتور 'هشام قطونيلة' ستقرر صرف 3 أرغفة لكل مواطن يومياً ومعاهم 'قنبلة دخان' هدية!
- الشعب يغني يأساً: مال الإخوان ومالنا، ما كفاية اللي جرى لنا، سحل وضرب وأكاذيب، ما ييجي العسكر يخلصنا!'.
لا تجدي المناورات الحزبية مع الجيش نفعاً
وإلى 'أهرام' الأربعاء وزميلنا سيد عبلي وخوضه خمسة وعشرين معركة أوصانا بثمانية منها هي: '- لا يمكن عودة الجماعة للسلفيين إلا بعد محلل شرعي وغالبا سيكون مفتي الناتو ومندوب الدوحة لثوار الربيع.
- لا تجدي المناورات الحزبية مع الجيش نفعاً لأن مناوراته عادة ما تكون بالذخيرة الحية.
- الحكاية أن المصريين ينظرون الآن للحاضر بغض وللمستقبل بالشك وللماضي بكثير من الاعتذار.
- لكل عصر رجال وإعلامه ومنافقيه وحملة مباخر وترزية قوانينه ومبرراته ووزراؤه ومعارضوه ومستشاروه وعملاؤه وصبيانه وأولاده.
- لا يلدغ المصري من الانتخابات مرتين، فان حدث للمرة الثالثة فانه يستح الأخونة.
- لو استمر تراجع الجنيه بتلك السرعة سيصبح أرخص من ورق مشروع النهضة إياه.
- ليست صدفة أن يتظاهر البعض أمام وزرة في نفس يوم إغراق أنفاق الفتنة والإرهاب.
- بعد استبعاد كل قامات الإسلام الوسطي المعتدل أصبح اسمه المجلس الأعلى لشؤون الأخونة والسلفية'.
وسيد يشير إلى التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي أجراه وزير الأوقاف الإخواني الدكتور الشيخ طلعت عفيفي، وهي ثاني عملية أخونة يقوم بها وكانت الأولى داخل الوزارة وتعيينه الإخواني الدكتور صلاح الدين سلطتان أميناً عاماً للمجلس والدكتور جمال عبدالستار لشؤون الدعوة بالوزارة، بالإضافة إلى مديري مديريات الوزارة في المحافظات.
ماذا لو نجحت الثورة المضادة؟
ومن 'الأهرام' إلى الاثنين الأسبوعية المستقلة يوم الاثنين قبل الماضي ورئيس تحريرها زميلنا أبو العباس محمد وخوضه اثنتي عشرة معركة طلب الاكتفاء بخمسة لأنه لا يجب الطمع، وهي: 'عمر الطفل بائع البطاطا من سوهاج والحسيني أبو ضيف الصحافي بجريدة 'الفجر' من سوهاج وغالبية جنود الأمن المركزي الذي قتلهم القطار من سوهاج، ضابط الشرطة الذي استشهد في بورسعيد من سوهاج، حمادة المسحول من سوهاج، سوهاج أكثر بلد في الصعيد فقد أبناءه في عهد مرسي، سوهاج اكثر بلدان الصعيد انتخابا لمرسي، الحساب بات ثقيلاً، يا ترى من يسدد فاتورة شهداء سوهاج.
- في الماضي ومع بدايات الثورة كنت دائماً أسأل نفسي: ماذا لو نجحت الثورة المضادة، الآن أسأل نفسي: ماذا لو نجحت الثورة؟
- سُئلت: ياسر علي طبيب أمراض جلدية، فيا ترى ما هي علاقته حتى يتولى رئاسة مركز معلومات مجلس الوزراء ودعم اتخاذ القرار، قلت: تم اختياره حتى يهرش الناس بكل ما يملكون من أسرار فيهدأ ويحلم الإخوان أحلاماً سعيدة.
- النساء يهددن بخلع ملابسهن بميدان التحرير لإجبار مرسي على الرحيل، ونحن نوافق على التهديد وملابسكن أمانة في أعناقنا.
- قال لي: برأيك من هو الرئيس الحق، قلت: الرئيس الحق هو من يستطيع أن يحافظ على كرسيه حتى آخر شهيد'.
الذين يبالغون في مهاجمة 'خالد الذكر'
وآخر زبون سيكون صاحبنا السلفي خفيف الظل عبدالسلام البسيوني، الذي هاجمني يوم السبت في 'المصريون'، بطريقة غير مباشرة، بقوله: 'شكراً جزيلاً للذين شتموني بأرق الألفاظ واكثرها أدباً، والذين قدموا - بكثير من العنف اللفظي 'الراقي'- صورة ناجحة للحوار العربي الديمقراطي الحضاري، الخالي من البراهين، والأدلة، المتخم بالسب الناصري المعتاد، والحمد لله أنهم لم يزمروا لي 'كدهه' ولم يطلبوا لي 'كدهه' وبعد أن مضى في الزعيم الخالد أمر الله تعالى - الذي لا باقي إلا هو - خلفه الرئيس السادات يرحمه الله'.
وفي الحقيقة فأنا لم أهاجمه في القدس، ولم أتعرض له، إنما أشرت إلى بعض من الذين يبالغون في مهاجمة خالد الذكر، اعتقادا منهم بأنني توقفت عن الإشارة إلى ما يكتبونه، أما انني لم أقم بالتزمير له - كدهه - فهو إشارة إلى ما يكتبونه.
أما انني لم أقم بالتزمير له - كدهه - فهو إشارة إلى أغنية عبدالحليم حافظ وكلمات صلاح جاهين، عن عدو الاشتراكية، وقوله فيها، ونطبل لك كدهو، ونزمر لك كدهو.
التعليقات