القدس المحتلة

مخاوف إسرائيلية من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، ودعوة لفتح صحفة جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية، والتشكيك في المباحثات الإيرانية في كازخستان، والدفاع عن تشاك هاجل وزيراً للدفاع في إدارة أوباما الجديدة... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية.


قبل الانتفاضة الفلسطينية

خصصت laquo;هآرتسraquo; افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي لتسليط الضوء على سلسلة الاحتجاجات الفلسطينية في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية، والتي بدأت تأخذ منحى تصعيدياً يفتح باب الاحتمالات واسعاً أمام انتفاضة فلسطينية ثالثة تضع إسرائيل وجهاً لوجه أمام مسألة الاحتلال والفلسطينيين اللذين سعت إلى تغييبهما طويلاً، فالصحيفة تحذر من أن تفاقم العنف وخروجه عن السيطرة في الضفة الغربية واندفاع الفلسطينيين نحو انتفاضة أخرى يجب ألا يكون مستغرباً من قبل السلطات الإسرائيلية بالنظر إلى جملة من الأسباب الموضوعية التي تقود جميعها إلى ذلك. فبعد سنوات من الركود السياسي، وفي ظل حملة انتخابية أهملت تماماً موضوع السلام مع الفلسطينيين والاحتلال، ثم التصريحات الإسرائيلية المتعالية التي تضع الحوار مع الطرف الفلسطيني في أدنى سلم الأولويات باعتباره بؤرة غير ساخنة وقضية يمكنها الانتظار، هذا كله يتضافر مع الإجراءات والقرارات الإسرائيلية على الأرض التي تزيد من إحباط الفلسطينيين في إمكانية وجود حل سياسي مثل الإعلان عن بناء منطقة laquo;إي 1 raquo; وزيادة عدد المستوطنات، بالإضافة إلى اعتقال 14 من السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم في إطار صفقة الجندي شاليط، ثم الوسائل القمعية التي يلجأ إليها الجيش الإسرائيلي لإخماد المظاهرات الفلسطينية فيما تفشل أجهزة الأمن في وقف اعتداءات المستوطنين على أرضي الفلسطينيين وممتلكاتهم، هذه كلها عوامل، تقول الصحيفة، كان على السلطات الإسرائيلية التنبه إليها قبل فوات الأوان وعودة العنف مجدداً إلى الأراضي الفلسطينية.

ورغم محاولات البعض داخل إسرائيل تحميل المسؤولية للسلطة الفلسطينية، تؤكد الصحيفة أن ما يجري يخرج تماماً عن نطاقها، فالاحتجاجات الفلسطينية تلقائية الطابع ولا تتبع أي قيادة بعينها، وربما كانت بعض التطورات الأخيرة مثل دخول معتقلين فلسطينيين في إضرابات عن الطعام ووفاة جرادات في المعتقل الشرارة التي قد تشعل فتيل الانتفاضة.

التصالح مع تركيا

في مقاله المنشور على صفحات laquo;هآرتسraquo; يدعو laquo;نيمرود جورينraquo; أستاذ دراسات الشرق الأوسط بالجامعة العبرية إلى فتح صفحة علاقات جديدة بين إسرائيل وتركيا، مستنداً في ذلك إلى التحسن الملحوظ في تلك العلاقات خلال الآونة الأخيرة، ويدلل الكاتب على سريان الدفء بين البلدين بالتقارير الإيجابية التي حملتها الصحافة في البلدين تجاه بعضهما البعض، وذلك في الفترة التي أعقبت مباشرة الانتخابات الإسرائيلية خلال شهر فبراير المنصرم لتصل إلى ذروتها بعد نشر أنباء تشير إلى أنه ولأول مرة منذ حادثة سفينة مرمرة، تمد إسرائيل تركيا بمنظومة دفاعية متطورة تحسن على نحو نوعي قدرات القوات الجوية التركية. وبالإضافة إلى ذلك نقلت التقارير الإخبارية أيضاً أن إسرائيل وافقت على نقل المساعدات الإنسانية التركية إلى قطاع غزة فيما يناقش البلدان خطة لمد خط أنابيب لنقل الغاز تحت سطح البحر بينهما، وأن إسرائيل وافقت على ترحيل رجل متهم بالاتجار في البشر إلى تركيا، وذلك كله في غضون شهر واحد، وقبل ذلك ومباشرة بعد الانتخابات التركية في شهر يونيو الماضي، التي كرست فوز حزب laquo;الحرية والعدالةraquo;، كان رئيس الوزراء، رجب طيب أردوجان، قد رفض السماح لسفينة تركية أخرى بالتوجه إلى قطاع غزة، وهو الأمر الذي استدعى بعث نتيناهو برسالة تهنئة لأردوجان على فوزه في الانتخابات، بل إن نائب وزير الخارجية، داني أيلون، الذي أهان السفير التركي بإجلاسه على كرسي منخفض، استضاف صحفيين أتراك وجلس هو نفسه على نفس الكرسي فيما عد تعبيراً عن الندم، والأهم من ذلك، يقول الكاتب، يدرك البلدان حاجة بعضهما بعضا في ظل تنامي الضغوط الأميركية لعودة المياه إلى مجاريها، فإسرائيل تحتاج إلى حليفتها تركيا في منطقة مضطربة فيما أنقرة بحاجة إلى إسرائيل بعد خسارتها لسوريا، ورغم أن الخلافات حول الموضوع الفلسطيني ستظل قائمة بين البلدين وربما لن تعود العلاقات إلى سالف عهدها، فإنه على الأقل يتعين عودة البعثات الدبلوماسية إلى البلدين وطي صفحة الخلافات.

المباحثات مع إيران

شككت صحيفة laquo;جيروزاليم بوستraquo; في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء الماضي في النتائج التي ستتمخض عنها المباحثات الجديدة بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد، التي عُقدت في كازخستان وذلك بالنظر إلى ما تقول الصحيفة إنه سجل إيراني حافل بالمراوغات في تعاملها مع المجتمع الدولي، وللتدليل على تشاؤمها من احتمال التوصل إلى اتفاق مرض حول الملف النووي تعود بنا الصحيفة إلى اقتراح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في ميونخ بالدخول في مفاوضات مباشرة مع إيران، إلا أن هذه الأخيرة وعلى لسان المرشد الأعلى، علي خامنئي، رفضت العرض الأميركي، وحتى العرض الذي تم تداوله قبيل المباحثات والذي ينص على تخفيف العقوبات فيما يخص تجارة الذهب الإيرانية على أن تغلق طهران منشآتها للتخصيب في laquo;فاردوraquo; رفضته إيران تماماً، مؤكدة حق الجمهورية الإسلامية في تخصيب اليورانيوم، والأكثر من ذلك تواصل الصحيفة أن إيران ومنذ المباحثات السابقة مع مجموعة الخمسة زائد واحد التي عقدت في موسكو استمر النظام في تخصيب المزيد من اليورانيوم، حيث ارتفع مخزونه المخصب بدرجة 20 في المئة إلى 167 كيلوجراماً، حسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هذا ولم توقع بعد السلطات الإيرانية على الاتفاقية التي تسمح للوكالة الذرية بتفتيش منشآتها العسكرية، وهكذا تقول الصحيفة تحرص إيران على إجهاض جميع محاولات المجتمع الدولي للتفاهم معها حول برنامجها النووي ودفعها لاحترام قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدعوها إلى وقف التخصيب، والسبب في رأي الصحيفة يرجع إلى انعدام ثقة إيران في الغرب بالنظر إلى تاريخ طويل من الشك والريبة، وعزم إيران المناورة ونيل أكبر قدر من المطالب، لكن إسرائيل وإن كانت تلتزم حتى الآن بالسياسة الأميركية الرافضة للحرب وتمتنع عن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، إلا أن عليها استجلاء الموقف ومعرفة الخطوة التالية في حال فشل المفاوضات الدبلوماسية خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي إلى تل أبيب.

هاجل وزير للدفاع

يعود الكاتب الإسرائيلي، laquo;ألون بنكاسraquo;، في مقاله المنشور يوم الخميس الماضي في laquo;يديعوت أحرنوتraquo; إلى موضوع ترشيح تشاك هاجل وزيراً للدفاع، محاولا تفنيد المخاوف الإسرائيلية إزاء رجل يتعاملون معه كما لو أنه معاد لإسرائيل، والحقيقة يقول الكاتب أن سجل تصويت هاجل في الكونجرس عندما كان ممثلا لولاية نبراسكا في الفترة مابين عامي 1996 و2008 على القضايا المتعلقة بإسرائيل لم يكن سلبياً، بل وافق على جميع الاعتمادات المالية والعسكرية المخصصة للدولة العبرية، أما عن مواقفه تجاه إيران فهي في جميع الأحوال لا تختلف عن سياسية أوباما نفسه الداعية إلى استنفاد جميع الحلول الدبلوماسية قبل التفكير في أي عمل عسكري، وهو نفسه الموقف الذي يتبناه في إسرائيل، إيهود باراك، ورئيس الدولة، بيريز، بالإضافة إلى الرئيس السابق للموساد، مئير داجان، الذين يرفضون جميعهم فكرة المبادرة بعمل عسكري ضد إيران، والأكثر من ذلك يقول الكاتب ليس وزير الدفاع هو المسؤول عن صياغة السياسة الخارجية الأميركية، ولا هو قادر على وضع السياسات العامة المتعلقة بالتعاون العسكري، فالرئيس يظل القائد العام للقوات المسلحة، والجيش الأميركي تربطه صلات عميقة مع نظيره الإسرائيلي، ومن غير المتوقع تراجع هذه العلاقة، فضلا عن أن الدبلوماسية الأميركية هي من اختصاص وزارة الخارجية ليخلص الكاتب في النهاية إلى أنه لا مبرر من تخوف بعض الساسة الإسرائيليين من تعيين هاجل وزيراً للدفاع.

إعداد: زهير الكساب