هاشم عبده هاشـم

ما سوف يحدث في لبنان في الفترة القادمة هو أخطر بكثير مما حدث ويحدث في أكثر من عاصمة عربية.. وبصورة أكثر تحديدا في laquo;سوريةraquo;.

bull;bull; فباستقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي يوم أمس الأول.. فإن لبنان مرشح لحرب أهلية جديدة ومدمرة هذه المرة.. وليس فقط لمجرد تنازع للسلطة ــ في المرحلة القادمة ــ بين قوى (8) آذار و(14) آذار.. وإنما لتأجيج حرب كسر عظم يدفع ثمنها كل لبنان بسنته وشيعته ودروزه وموارنته وكل طوائفه وتكتلاته.. نتيجة تشبث كل طرف بمواقفه وتصميمه على المضي في فرض هيمنته على الدولة والشعب وإملاء القرار الذي يريده..

bull;bull; استقال ميقاتي لأن قوى (8) آذار التي كان هو محسوبا عليها وتمثل الغالبية في حكومته رفضت الموافقة على لجنة الإشراف على الانتخابات كما رفضت التمديد لولاية المدير العام لقوى الأمن الداخلي laquo;اللواء أشرف ريفيraquo; المحسوب على (14) آذار رغم شهادة الجميع بقدرته وكفاءته ونزاهته ومهنيته ووطنيته أيضا..

bull;bull; وهذا يعني أن laquo;ميشيل عونraquo; وlaquo;حسن نصر اللهraquo; قد ساهما في إسقاط حكومة كانا في مقدمة الداعمين لها.. بعد أن أسهما في مجيئها منذ سنتين.. وبالتالي فإن أحدا لن يتقدم لرئاسة حكومة في ظل وضع كهذا.. وهذا هو المأزق الذي كان ميقاتي شجاعا عندما أعلن أنه لا خيار أمام لبنان سوى في تشكيل حكومة إنقاذ وطنية بالتوافق.. وهو laquo;المعضلةraquo; الأشد تعقيدا أيضا.. وعلى الرئيس اللبناني laquo;ميشيل سليمانraquo; .. ورئيس مجلس النواب laquo;نبيه بريraquo; أن يخوضا الصعب الآن لتوفير مخرج سريع للبنان من السقوط كأول ضحايا النظام السوري القائم.. وكنتيجة طبيعية لاصطفاف قوى (8) آذار وراءه ودعمه بالمال والرجال والسلاح بقوة..

bull;bull; لكن السؤال الآن هو: ما ذنب لبنان في أن يدفع الثمن وحده..؟!.. هذا السؤال يوجهه العقلاء والمنصفون للبنان إلى تكتل (8) آذار .. كما يوجهونه بنفس القوة أيضا إلى تكتل (14) آذار.. لأنه لا ذنب للبنان.. ولا للبنانيين بأن يواجهوا مصيرا خطيرا كهذا.. دون مسؤولية ما قد يترتب على هذا الوضع الملتهب..bull;bull; وذلك لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة لبنان على مصالحهم كتكتلات.. أو تغليب مصالح الدول والأطراف الإقليمية والدولية الأخرى..

bull;bull; وبصورة أكثر تحديدا.. فإن التفكير في مصلحة لبنان (أولا) ترتبط ــ إلى حد كبير ــ بمدى الالتزام حقا بسياسة النأي بالنفس عن الوضع السوري.. كما تردده الألسن فقط.. وتعمل على سواه تماما حتى أوشك لبنان على الاحتراق حتى قبل سقوط نظام الأسد الجائر.

***ضمير مستتر:

bull;bull; روعة وجمال لبنان في بقائه واحة حب وسلام وأمان.