القاهرة

امتلأت الصحف الصادرة يومي السبت والأحد، بالأخبار والموضوعات الهامة والمثيرة، فقد قامت جماعة الإخوان وبمساندة من أحزاب دينية بالتظاهر يوم الجمعة أمام دار القضاء العالي للمطالبة بتطهير القضاء، وحدثت بينهم وبين المعارضين اشتباكات عنيفة، بدت عندما هاجم الإخوان مؤتمرا صحافياً داخل جمعية الشبان المسلمين الواقع مبناها على بعد أمتار، وبعد عدة ساعات جاءت مجموعات من المعارضين لهم وبدأت الاشتباكات واستمرت مدة وسقط عشرات الجرحى وحرق أتوبيس في ميدان عبدالمنعم رياض كان يقف في انتظار الإخوان الذين أحضرهم من محافظة الشرقية للمشاركة في المظاهرة، وكانت الرسالة المرسلة للإخوان ومن يساندهم من الجماعات المتطرفة أن أي عنف من جانبهم سيتم مواجهته بعنف مضاد، وهو ما تكرر من قبل عدة مرات، كما اندلعت في عدد من المحافظات مظاهرات للإخوان وأنصارهم تطالب بتطهير القضاء، ومظاهرات مضادة لهم، وأعلنت الأحزاب والقوى المعارضة انها لن تسمح بالاعتداء على القضاء أو أخونته، وأصدر المجلس الأعلى للقضاء بيانا أدان فيه مظاهرة الإخوان، كما ان نادي القضاة هدد بتدويل القضية، وصدر حكم آخر ببطلان الحبس الاحتياطي لمبارك في قضية الكسب غير المشروع لانتهاء مدته، وتم استمرار حبسه على ذمة قضيتي القصور الرئاسية وهدايا مؤسسة الأهرام، أي انه لا أحكام بالبراءة وإنما بطل الحبس الاحتياطي.
أيضاً أشارت الصحف الى حديث الرئيس مع قناة الجزيرة، والذي أجرته معه، احدى جميلاتها، وهي خديجة بن قنة، وأظن ان هذه كانت محاولة لتقديمه في صورة مخالفة للصور التي كان يظهر بها في أحاديثه السابقة وتورطه في معارك وألفاظ تجلب له السخرية، وكان واضحاً تماماًَ انه كان على علم مسبق بالأسئلة، والاتفاق عليها وأن تكون إجاباته مراعية للانضباط والدقة، كما كتب الرئيس تغريدة على حسابه في تويتر بأنه سيتم تعديل وزاري وحركة محافظين.
وإلى بعض مما عندنا:

مرسي في روسيا على طريق عبد الناصر

واهتمت الصحف بزيارة مرسي لروسيا واجتماعه مع رئيسها بوتين وحديثه مع وكالة ايتارتاس وامتداحه خالد الذكر بقوله عنه lsquo;بذل الرئيس جمال عبدالناصر في الماضي جهودا لتعزيز العلاقات مع الاتحاد السوفيتيrsquo;.
وطالب بتحالف مع روسيا، والتعاون معها في جميع المجالات الصناعية والزراعية والذرية، والغريب في أمر هؤلاء الناس ان الرئيس وهو يمدح خالد الذكر أمام بوتين ليدخل إلى قلبه وكأنه جاء لاستكمال مسيرته، كانت صحيفة حزب الإخوان ndash; الحرية والعدالة ndash; تهاجم المتظاهرين ضد الجماعة وتقول انهم رفعوا صورة عبدالناصر وبجوارها صورة لصليب أسود، وبينما هللت الصحيفة لنجاح الزيارة فان صحفاً معارضة أبدت سعادتها في فشلها، وقد ادعت زميلتنا الرسامة سماح فاروق في lsquo;الدستورrsquo; أمس ان روسيا ترفض دعم مرسي، وأنها شاهدت بنفسها حرف التاء المربوطة في نهاية كلمة روسية على هيئة رأس تضرب مرسي بالروسية في رأسه.

الإخوان والجيش: التحذير المتبادل

والى توالي الاهتمام بقضية العلاقة بين الجيش من جهة والرئاسة وجماعة الإخوان من جهة أخرى، وتأزمها بعد تسريب جزء من تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس وكان في حوزته إلى صحيفة lsquo;الغارديانrsquo; البريطانية والذي يتهم الجيش بممارسة الخطف والتعذيب والقتل، وما تلاه من غضب الجيش واجتماع الرئيس مع أعضاء المجلس العسكري وظهور علامات التجهم والغضب على وجوه أعضائه، والارتباك الذي كان عليه الرئيس وهو ما لاحظه الجميع، وأبدى المعارضون للإخوان شماتتهم فيه وما واجهه من موقف محرج، قال عنه يوم الثلاثاء زميلنا في lsquo;الشروقrsquo; أحمد الصاوي: lsquo;يمسك الرئيس وجماعته وحزبه تقارير عن أخطاء المرحلة الانتقالية يلوحون بها بين وقت وآخر للمؤسسة العسكرية لوقف تقدمها وكبح تهديدها الذي يتزايد دعمه شعبياً مع كل تراجع في شعبية الجماعة، ويمسك الجيش في يديه صورة لمبارك داخل القفص متهماً بقتل المتظاهرين وكل إدعاء عليه وكل شهيد سقط أمام عينيه، وسحل وتعذيب حدث في عهده تكرر مثله بـrsquo;الكربونrsquo; في عهد الرئيس المنتخب هذه هي المعادلة إذن، إذا كان المشير كقائد سابق مهدد بملاحقة قضائية فإن الرئيس الحالي نفسه مهدد بذات لملاحقة، هذا هو توازن القوى الجديد، القوتان الفاعلتان عملياً على رأس كل منهما بطحة ومن داخل هذه المعادلة تتحرك موجات المد والجزر، لكن الجيش يبقى متهماً في ماضيه ويحاول حمايته بعد أن اطمأن لاستعادة مستقبله بينما الجماعة متهمة في حاضرها ومهددة في مستقبلهاrsquo;.

لماذا تسرب فقط الأوراق
الخاصة بالقوات المسلحة؟

أما زميلنا في lsquo;الأهرامrsquo; جميل عفيفي فكان رأيه في نفس اليوم هو: lsquo;أن من قام بتسريب تلك الأوراق يعلم جيداً تبعات ما فعله، وإلا لماذا يسرب فقط الأوراق الخاصة بالقوات المسلحة، ألم يدر في ذهن ذلك الشخص أنه من الممكن أن تقوم بعض الدول بوقف مساعداتها العسكرية للقوات المسلحة بحجة أنه يتم استخدام السلاح ضد الشعب، أم أنه يحاول أن يوقف العمليات العسكرية التي تتم في سيناء الآن وغلق الأنفاق، أم حرق الجيش المصري عالمياً حتى لا يقحم نفسه في السياسة مرة أخرى، إن تلك الواقعة يجب ألا تمر مرور الكرام كسابقاتها وأن يكون هناك ردة فعل صادمة من قبل المؤسسة العسكريةrsquo;.

لواء سابق بالجيش يتحدى الاخوان
السيطرة على القوات المسلحة

ويوم الأربعاء نشرت lsquo;المصري اليومrsquo; حديثاً مع اللواء السابق بالجيش وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أحمد عبدالحليم، أجراه معه زميلنا خالد الشامي، وصف فيه قادة الإخوان قادة الجيش بأنهم فئران، كم توعد الإخوان بالكثير مما هو آت، قال: lsquo;أعطانا جمال عبدالناصر درساً في التاريخ الحي وكانت له هيبة ضخمة وجمعني به لقاء في 23 يوليو 66 بنادي ضباط القوات المسلحة في حضور أم كلثوم وعبدالوهاب وآخر أثناء زيارته لـrsquo;حمصrsquo; بسورية أثناء الوحدة العربية بين مصر وسوريا عندما قام السوريون بحمل سيارته، وفي أواخر 67 بعد النكسة جمعني به لقاء في الجيش الثالث الميداني بالإسماعيلية وكنت واحدا من اثنين مكلفين بتأمينه فقط، وحرص ناصر على المهام الثلاث للقوات المسلحة بأن تعود لمكانها الطبيعي في إطار البناء السياسي للدولة وكان يرى أن قوة الدولة ليست بالجيش فقط وغرس مبدأ الكرامة في النفوس، من المستحيل أن يتغلغل الإخوان داخل المؤسسة العسكرية والحديث عن أخونة أي مؤسسة سهل فيما يصعب تحقيقه داخل الجيش ولو أرادوا تحقيق ذلك فهذا لن يتم إلا بعد عقود وأجيال طويلة بحيث يتم إلحاق أبنائهم بالجيش في ظل حكم الإخوان الذي لن يطول، ودعني أحسم هذا الأمر بأن لا يوجد ضباط كبار لهم توجه إخواني ولو قلت واحد منهم لن تمكنه باقي القوت، والهدف من هذه الأحاديث هو إحداث الخلخلة، فالجيش وجهاز المخابرات يعرف أصل كل شيء ودعني أذكر بأن من يطالب بتربية اللحى في الجيش lsquo;يقعد في بيتهrsquo;، ومن هنا دعني أرد على lsquo;محيي الزايطrsquo; عضو مجلس شورى الإخوان الذي قال إن على رأس الجيش lsquo;فأرrsquo; والحقيقة أن الجيش ليس به فئران والفأر في جحره مع بقية الفئران في المقطمrsquo;.

lsquo;الوفدrsquo;: اخطاء الرئيس مع الجيش والدولة

أما زميلنا في lsquo;الوفدrsquo; طارق تهامي وهو رئيس لجنة الشباب النوعية في حزب الوفد، والذي لا يطيقه الإخوان، فقد أبدى شماتته في منظر الرئيس وطالب الجيش أن ينهي المشهد، بقوله: lsquo;لم نسمع كلمة واحدة تقولها قيادات الجماعة عن هذا المشهد lsquo;المرعبrsquo; لرئيس الدولة الذي وقف في وضع انتباه بجوار قادة الجيش ليسمع تصريحات وزير الدفاع بإنصات شديد، وكأنه في طابور تكدير، إذن هم لا يعترفون سوى بالقوة سبيلا للحوار ولا يعرفون سوى lsquo;التكديرrsquo; طريقة تعامل حتى يلتزموا بالدولة ومؤسساتها، وحتى يدركوا أن هذا البلد له أصحاب وفيه شركاء يجب الاستعانة بهم في إدارة شئونه، ما حدث في لقاء الدكتور مرسي ndash; الي فقد شرعيته في نوفمبر الماضي ndash; أنه وجد نفسه بلا جماعته ففقد سيطرته على أدائه فهو ليس مقتنعاً حتى الآن بأنه رئيس لجمهورية مصر العربية، فما زالت تسيطر عليه فكرة الموظف عند جماعة ومرشد، وتتملكه مشاعر التابع وليس المتبوع، ولذلك سوف يظل الرجل مضطرب الأداء حتى يرحل أو يعدل أدائه وفقاً لأدوات الدولة، وأية نتيجة من الاثنتين ndash; أيهما أقرب ndash; هي في صالح مصر ndash; نفس هذا الرئيس الذي أقسم على الحفاظ على وحدة أراضي الدولة هو من وعد رئيس السودان بمنحها حلايب وشلاتين! هكذا بكل بساطة يقرر وحده دون الرجوع للدولة بمنح بلد شقيق أراضي مختلفاً حولها ويفرط في أراضي الدولة دون تفكير!! هذا كله ليس غريباً على جماعة لا تؤمن بلوطن، عموماً ما حدث في هذا المشهد المثير للاهتمام وظهور الرئيس مرتبكاً وسط القادة كان رسالة فهمها الجميع، فالإخوان لم يسيطروا على كل مفاصل الدولة كما يروجون، وأن البلد مازال مستيقظاً وعفياً ومقاوماً، وأن استمرار محاولات الأخونة سوف يؤدي لمواجهات حتمية قد تؤدي لاتفاق الجميع، مؤسسات الدولة والقوى السياسية الحية والمواطنين العاديين على عدم استمرار سلطة الإخوان في طريقة أدائها المقسمة للبلاد، وأن بقاء الوضع بهذه الطريقة سوف يدفع ثمنه بلد لا يحب الاضطراب وتركيبة شعبه لا تسمح به! وهذا يفسر صمت اللجان الالكترونية التي لم تظهر بفجاجتها المعهودة ولم تسب وتشتم بلا رحمة، فقد تلقت الأوامر بالتوقف عن إطلاق الشائعات التي أغضبت الجيش وتوقفت عن التشكيك في قياداته لأن اللعبة أصبحت خطراً، ولكنها لم تنته، لأن الجماعة لا تتعلم فهي تعتقد أنها الأذكى والأقوى والأكثر قدرة على المناورة ولكن يفوتها ما يجعل غيرها موجوداً ويجعلها تفقد توازنهاrsquo;.

lsquo;الاهرامrsquo;: هناك من يعمق الخلافات
بين الرئاسة والقوات المسلحة

وإلى lsquo;أهرامrsquo; الخميس وزميلنا منصور أبو العزم وقوله: lsquo;من المؤكد أن هناك داخل مؤسسة الرئاسة من يريد أن يفجر خلافات أو يعمق الخلافات بين الرئاسة والقوات المسلحة ويتعين على الرئيس محمد مرسي أن يبحث عن المسؤول الذي سرب تقرير لجنة تقصي الحقائق عن تورط الجيش في قتل المتظاهرين خلال إدارة المجلس العسكري للبلاد وأن يبحث عمن وراء تسريب بعض أجزاء من التقرير، أما إذا كان التسريب مقصوداً خاصة بعد قيام مئات المواطنين بتحرير توكيلات الى الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع بإدارة البلاد، فإن من يفعل ذلك يلعب بالنار، التي لن تحرق فقط القابض عليها، بل قد تمتد إلى الجميع، وقد كشف التوتر الذي ظهر على الرئيس مرسي والفريق السيسي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد اجتماع المجلس العسكري منذ أيام عن أن ثمة خلافات قوية في الرؤى بين الجانبين في العديد من القضايا خاصة فيما يتعلق بما خرج عن الرئاسة بشأن منطقة حلايب وشلاتين، والوضع في سيناء وهدم الأنفاق وقضية مذبحة رفح التي راح ضحيتها 16 ضابطاً وجندياً مصرياً ولم يعرف أو يكشف عن تفاصيلها بعد وترغب بعض الأطراف في lsquo;طرمختهاrsquo; لاحتمال تورط حماس في المذبحة، من الجائز أن يكون هناك من يرغب في تدمير القوات المسلحة التي مازالت القوة الوحيدة الباقية قوية في الدول لعربية جميعاًrsquo;.

lsquo;الوفدrsquo; تحذر من مذبحة
مماليك قادمة

وأخيراً، إلى lsquo;وفدrsquo; السبت والنصيحة الغالية والهامة التي وجهها القيادي الوفدي محمد عبدالغفار الى قادة الجيش ان يطيحوا بمرسي والإخوان قبل أن يقتلوهم في مذبحة تشبه المذبحة التي نفذها محمد علي باشا للمماليك، وقال: lsquo;الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة، لم تكن في حاجة أبداً أن تقسم بالله أن القوات المسلحة منذ يوم 25 يناير 2011 لم تقتل ولم تأمر بقتل ولم تغدر أو تأمر بغدر ولم تخن أو تأمر بخيانة، فالجيش المصري موضع ثقة هذا الشعب ويسكن في قلوب المصريين الذين يعلمون الآن تماماً علم اليقين ويعرفون من قتل ومن تآمر ومن خان هذا الشعب وسرق ثورته، شعب مصر ينتظرك وينتظر قواته المسلحة أن تحمي مصر من الانهيار والفشل وتعيد الأمن والاستقرار للوطن. والمهم ألا تخذلوا هذا الشعب وأن تستجيبوا قبل أن تأكلكم يد الغدر التي تتربص بكم للقضاء على المؤسسات الوطنية العريقة، نحذركم مما يدبر لكم بالغدر والخديعة والتاريخ يعيد نفسه، فمذبحة القلعة الشهيرة قادمة وعلى الأبواب، أنهم يريدون أن يفعلوا بكم مثلما فعل محمد علي والي مصر بقادة المماليك عندما طمأنهم وأعطاهم الأمان ثم دعاهم إلى القلعة واستقبلهم بالترحاب والود ولاطفهم وأمنهم وبعد دقائق حدث لهم ما حدث وبعد أن قضي عليهم، اطمأن محمد علي أنه حكم مصر بالفعل، لا تطمئنوا إلى الكلمات المعسولة منهم فهي طمأنة لا تغني ولا تسمن من جوع، الفرق بينكم وبين هذه الجماعة أنكم رجال شرفاء تحترمون كلمتكم وهم لا كلمة لهم ولا وعد ولا عهد ويحنثون بالإيمان المغلظة، سيادة الفريق إنني كنت دائماً متعاطفاً مع جماعة الإخوان المسلمين وهم نواب في البرلمان وكنت أحسبهم موسى ولكنهم ظهروا على حقيقتهم انهم فرعون فهم بأفعالهم وتصرفاتهم فقدوا ثقة المصريين بعد أن وصلوا إلى السلطة واكتشفنا حقيقتهمrsquo;.
والغريب أن كل الموضوعات والتقارير التي نشرت عن اجتماع الرئيس مع أعضاء المجلس العسكري أجمعت على أن الرئيس طلب من الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع أن يكون الاجتماع في القصر الجمهوري، بدلا من وزارة الدفاع رفض، لأن التقليد هو أن يكون الاجتماع مع رئيس الجمهورية في مقر الوزارة.

الأحوال السيئة التي آلت إليها
أوضاع الجامعات والمؤسسات الحكومية

وإلى المعارك والردود التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، وسنكتفي اليوم باثنتين منها، الأولى لزميلنا والكاتب بـrsquo;الأهرامrsquo; الدكتور حسن أبو طالب الذي كان في غاية الحزن إلى الأحوال السيئة التي آلت إليها أوضاع الجامعات، والمؤسسات الحكومية والخاصة الأخرى فقال عنها يوم الاثنين الماضي: lsquo;تحول بعض الطلاب إلى عصا غليظة تطيح بالعلم والعلماء تماماً كالموظف محدود الموهبة والتافه بين أقرنائه حين يطالب بأمور لا يستحقها ويعطي لنفسه الحق في ابتزز قيادته وإهانة زملائه والتجاوز في حقهم والإساءة الى المؤسسة التي يعمل بها وسرقة وثائقها ومستنداتها والعبث بها واختيار بعضها والتلاعب بها ونشرها على الملأ لتصوير الأمور على عكس حقيقتها ولتوجيه الإهانة إلى من هم أكثر منه علماً وخبرة وشرفاً وعطاء، ثم بعد ذلك يتطاول على اللوائح ويسعى إلى ابتزاز رؤسائه ويستحل لنفسه أموال السحت بطرق غير شريفة ويسعى بين زملائه بالنميمة والأكاذيب والمغالطات وحين تنقلب القيم رأساً على عقب يصبح أمثال هؤلاء الحقراء كأبطال أشاوس في نظر المجتمع المريض والذي يزداد مرضاً على مرضه، إن تصحيح المعوج والفاسد بالحسم والقانون وعدم الخضوع للمبتزين والحقراء ومحبي السحت والمال الحرام هو المدخل الذي لا بديل عنه إن أردنا أن نحمي مصر من الخراب الذي ينتظرها على ناصية لم تعد بعيدة بل تقترب منا حثيثاً مادام قادتنا ورموزنا خائفون ومذعورون من هؤلاء المبتزين ذوي الصوت العالي والفكر الشيطانيrsquo;.

lsquo;الشروقrsquo;: إطلالة مبارك
وتلويحاته وصحوة فلول نظامه

وفي اليوم التالي ndash; الثلاثاء ndash; أثار زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي في lsquo;الشروقrsquo; مشكلة مبارك بقوله: lsquo;لا نستطيع أن نفصل بين إطلالة مبارك وتلويحاته وبين صحوة فلول وذيول نظامه، كما اننا لا نستطيع أن نفصل بين تلك الصحوة وبين أزمة الثورة المصرية الآن المتمثلة في تعثر الرئاسة وتعثر المعارضة وانقسام الجماعة الوطنية الى معسكرين متخاصمين ومتحاربين الأمر الذي اثر سلباً على مجمل الأوضاع العامة في البلد، وطرح خيار عودة العسكر لاستلام السلطة، مفهوم أن يسعى أنصار مبارك لإعادة ترتيب صفوفهم ومحاولة الانضمام إلى المعارضة في مواجهة ما يوصف بأنه حكم الإخوان، لكن المدهش وغير المفهوم أن تجد هذه الدعوة صدى إيجابياً في بعض دوائر المعارضة لأن الأخيرين إذا كانوا يحاولون إسقاط الرئيس مرسي فإن الأولين يسعون لإجهاض الثورة كلا والإجهاز على جماعات المعارضة الوطنية المتحالفة معهم وهو ما ينطبق عليه المثال الشائع الذي يقول: أكلت يوم أكل الثور الأبيض، إن ما بات يحتاج إلى إنصاف ورد اعتبار حقاً هو الثورة التي قامت قبل عامين وليس مبارك الذي دمر سفينة الوطن ودفعها الى مشارف الغرق جراء عبث استمر ثلاثين عاماًrsquo;.
وفي حقيقة الأمر، فأنا لا أجد أي مبرر لأن تنقلب الدنيا رأساً على عقب لأن مبارك وهو داخل القفص ابتسم، ولوح بيده لعدد من الأفراد داخل قاعة المحكمة، أي لم يلوح بيديه لجماهير كانت تنتظره خارج القاعة وتحتشد من أجله وتهتف طالبة عودته للرئاسة، فإذا كان وهو حاكم مطلق وبيده كل السلطات، تم عزله، فمن الذي بإمكانه ان يعيده هو أو أنصاره، وإذا كان الإخوان والرئيس مرسي، ومعهم كل الأحزاب والقوى الإسلامية، قادرون على فرض ديكتاتوريتهم الآن، بل المؤكد أنه سيتم الإطاحة بهم، بالعنف أو بالسلم، لإفشال مشروعهم الديكتاتوري الذي لا يختلف عن نظام مبارك وسرقات رجال أعماله، فمن الذي بإمكانه رض نفسه الآن بالقوة على المصريين!
هذه معركة وهمية يشعلها الإخوان وحلفاؤهم من المؤلفة قلوبهم من أصحاب خُمس الغنائم ليتمكنوا من تنفيذ جزء آخر من مخطط سيطرتهم على الدولة وهو القضاء برفع شعار تطهيره، على طريقة النائب العام الإخواني، وهويدي يعرف ذلك ويعارضه بالتأكيد، وأرجو أن لا تكون لديه حساسية من أي هجوم يتعرض له الإخوان إذا جاء من خصم له، أي لهويدي، لأن القضية الحقيقية الآن هي، من مع الديمقراطية الحقيقية ومن ضدها؟

تطهير الداخلية
يبدأ بـrsquo;الكبير أويrsquo;

وإلى المعارك السريعة والخاطفة حيث اكتشفت عددا منها يوشك أن ينتهي تاريخ صلاحيته، ومن أصحابها زميلنا في lsquo;الوفدrsquo; محمد زكي الذي خاض يوم الثلاثاء قبل الماضي، تسع عشرة معركة اخترنا منها عشرة هي: ndash; الرئيس محمد مرسي وعد السودان بالتنازل عن حلايب وشلاتين، يا خبر أسووود وطحينة!
- عواد باع أرضه، وrsquo;مرسيrsquo; باع شعبه، الله يلعن الكرسي وإخوانه!
- الجو في المقطم lsquo;بديعprime;، والدنيا في lsquo;الاتحاديةrsquo; ربيع، وقفلي على اللي اسمه lsquo;وضيعprime;!
- تطهير الداخلية يبدأ بـrsquo;الكبير أويrsquo;، وتطهير lsquo;الاتحاديةrsquo; بrsquo;المأخون أقويrsquo;!
- أوبريت lsquo;قطري حبيبيrsquo; هز وجدان كل المصريين، ماعدا جماعة الرئيس وأهله وعشيرته!
- أقول للإعلامي الساخر باسم يوسف لو بطلنا نضحك على نوادر أفعال الإخوان، هتشتغلي إيه؟!
- الدولار هزم الجنيه يا رجالة، والشعب سيهزم الطاغية lsquo;مورسايrsquo; يا إخوانا البعدة!
- بعد موافقة الشورى على قانون الانتخابات، أصبح شعار الإخوان lsquo;الإسهال هو الحلrsquo;!
بمناسبة لغة الأصابع، نرى هذه الأيام أصابع رئيس lsquo;مرسيrsquo; بتبصم بالعشرة على lsquo;أخونة البلدrsquo;!
- على فكرة، أصابع الإخوان في الانتخابات اللي جاية خمسة، العيش واللحمة والزيت والسكر، والكذب!rsquo;.
lsquo;الاخبارrsquo;: دولة نونو
تريد أن ترث مصر بالحيا

بينما كانت لإمام الساخرين زميلنا بـrsquo;الأخبارrsquo; أحمد رجب معركة واحدة يوم الأربعاء قبل الماضي في بابه اليومي نص كلمة، هي: lsquo;دولة نونو تريد أن ترث مصر بالحيا، فعرضت أن تستأجر آثار مصر بمليار جنيه، وقد اصر الرجل على إتمام الصفقة لأن الفكرة التي تشغل رأسه لا تتركه ينام الليل وهي تكبير الأهرامات بفتح الأهرامات الثلاثة على بعض واستقبال الزوار الرسميين فيها كمقر للحكومة يصبح مقر الدولة الفخيم اكبر من حجم الدولة ويكف الناس عن تعيير دولته بالترانزستورrsquo;.

الذين يهاجمون مشروع الهوية الإسلامية

وفي نفس اليوم ndash; الأربعاء ndash; قبل الماضي خاض زميلنا في lsquo;الأهرامrsquo; سيد علي تسع عشرة معركة اخترنا منها سبعة هي: ndash; الذين يهاجمون مشروع الهوية الإسلامية ويسخرون منه يسلمون بجهل بأن الإخوان هم الممثل الشرعي والوحيد للإسلام والمسلمين.
- من غرائب الجيش السوري لا مؤاخذة الحر ألا يطلق رصاصة واحدة على الجولان المحتل.
- أخشى على المـتأسلمين من مصير البعثيين الذين ناضلوا في السجون من أجل الحرية فيما وصلوا للسلطة كانت فلسفتهم القهر وتصفية الحسابات.
- كارثة مصر الاقتصادية ان من بيدهم اتخاذ القرارات يعملون عند رجال أعمال المرحلة من فاروق لمرسي.
- طالما ان من في الحكم لا يقبلون مشاركة أحد لهم في السياسة فلن يشاركهم أحد في الاقتصاد.
- أخطأ المجلس العسكري حين انتصر لنفسه ولم يمنح عمر سليمان فرصة الأشهر الستة كنائب للفترة الانتقالية فاستطالت حتى الآن لكي نعيش مرحلة اللا نظام.
- ما زلت انتظر البث المباشر للجزيرة كوريا دون جدوى لأنها خطوة لا تخدم الكفيل الأمريكيrsquo;.

منتصر الزيات محامي الجماعات
الإسلامية والدفاع عن باسم يوسف

ونظل في هذا اليوم في lsquo;الحرية والعدالةrsquo; وزميلنا الإخواني عامر شماخ الذي اض أحد عشر معركة ثلاثة منها كانت: ndash; سبحان الله منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية ذو اللحية المميزة والهدى الظاهر يصحب المهرج باسم يوسف ndash; على رأس فريق دفاعه ndash; لحضور التحقيقات معه بإزدراء الدين الإسلامي والسخرية من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي وقد صدم الرأي العام بنفي التهم عن المهرج أمام وسائل الإعلام بقوله: lsquo;باسم يقدم إعلاماً نظيفاً وأنا حريص على الدفاع عن حرية الإعلام والتعبيرrsquo;، صحيح إن الله لا ينظر إلى صوركم، اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.
- ما من عضو من الإخوان المسلمين ممن تركوا الجماعة ويلعنونها الآن إلا كان للأخيرة يد وفضل عليه منهم ndash; مثلا ndash; ذلك الذي هاجر إلى القاهرة مغموراً لا يؤيه له يشهد على ذلك أتوبيس rsquo;17 نقل عامrsquo; الذي ظل lsquo;يتشعبطrsquo; به لسنين بعد مجيئه من قريته ثم صار ndash; بفضل إخوانه ndash; مهنياً مبرزاً ورجل أعمال يشار له بالبنان، وهو الآن يثني عنقه ويسب المرشد والإرشاد ويتطاول على من تعطفوا عليه من قبل، كل هذا وهو فرح مغتبط ملاحقة الفضائيات له ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- لا خوف على الإخوان إذا كانوا في الحــــكم أو خارجه إنما الخوف ndash; كل الخوف ndash; أن ينجح lsquo;الأحزابrsquo; في إبعاد الفكـــرة الإسلامية عن السلطة إذ دونها سوف تتحول مصر بل العالم العربي إلى مرتفع للإلحاد ومســتنقع للرذيلة ولأنه لن يقال ndash; ساعتها ndash; فشل الإخوان إنما سوف يقال فشل الإسلامrsquo;.

lsquo;الاسبوعprime;: هل جاءت جماعة
الإخوان لتنتقم من الجميع؟

وختام هذه المعارك مسك، لأن صاحبتها زميلتنا الجميلة سناء السعيد، خاصة شهادة الحق التي نطقت بها في lsquo;الأسبوعprime; وهي: lsquo;نعم، معهم يكون الضياع، هذا ما يشعر به الجميع اليوم في مصر وسط مرحلة مرتبكة مشوشة في ظل حكم زمرة الإخوان، ظهرت ككيان يفتقر إلى المشروعية، ورغم ذلك عمدت الى اختطاف الوطن لحسابها، وانبرت تنفث سما زعافا ضد الدولة، حاولت ترويض شعب بأكمله باستثناء الأهل والعشيرة، جاءت جماعة الإخوان لتنتقم من الجميع ولتسقط مؤسسات الدولة أرادت أن تقودنا إلى دائرة الضياع ولهذا علينا الإفاقة للذود عن أنفسنا ضد هذه الزمرة التي ضلت السبيل وحادت عن الطريق واختطفت الوطن كله لتكريس مصالحها الذاتيةrsquo;.