فهيد البصيري

رحم الله المتنبئة (أم علي ) وأنزلها فسيح جناته مع الخيرين والأبرار.. لقد تذكرتها وأنا أمر (بوكعة صحية حادة ) كما تنطقها رحمها الله، لقد قتلتها الفئة الباغية، وما أكثرهم هذه الأيام.
كم تمنيت أن تكون (أم علي) معنا في هذه المحنة، لترسم لنا خارطة الطريق بتنبؤاتها بعد أن أضاعونا، واي بلد أضاعوا. لقد تنبأت (أم علي) بكل شيء. لقد قالت كلاما كثيرا، وتوقعت موت الكثيرين. ورحمها الله، لقيت ربها على عجل، وبقي هؤلاء الكثيرون، لقد توقعت حدوث سلسلة من المفاجآت سارة، وحفنة من المفاجآت الضارة، وبالفعل وقعت المفاجآت ولكن الضارة منها فقط، أما السارة (فالله يستر منها)، قالت (ام علي) رحمها الله كلاما كثيرا وأحاديث غريبة، وضربت بنا شمالا وجنوبا، وفككت دول العالم، واعادت جمعها من جديد على طريقتها الخاصة، وكله من نسج الخيال، ومع ذلك لم يخطر في بالها ما يجري اليوم.


لقد كانت (أم علي) مجتهدة، وليس كل مجتهد مصيباً، ولكن،لا هي ولا حتى أكبر العرافين والكهنة والضالعين في العلم استطاع أن يتوقع ما نحن فيه اليوم، فمن كان يتوقع اسكات 75% من السكان؟! ومن كان يتوقع أن يصحو من النوم فيجد نفسه وكأنه في عام 1990 والغزو العراقي على الابواب؟! وسبحان محيي الموتى، من كان يتوقع أن يبعث الله - وقبل يوم القيامة - أعضاء مجلس 2009 كاملا (وزيادة عليه حبتين دعاية)؟ ومن كان يتوقع أن يأتي يوم نشاهد فيه وسائل الإعلام تصفق للمجرمين وتلعن الضحايا؟! ومن كان يتوقع أن يصبح السارق أمينا على الامة والأمين في السجن؟ من كان يتوقع أن الراشي يصبح مصلحا والمرتشي أمينا والجاني حكما والضحية متهما؟ بل من كان يصدق أنه سيأتي يوم في الكويت نشاهد فيه الخائن بطلا، والأبطال تنصب لهم المشانق، والسارق يطارد المسروق، والجاني يقبض على الضحية، والدين بلا أخلاق، والرجال بلا ضمائر، والنساء بلا مشاعر، والوطن بلا مواطنين؟!
رحم الله أم علي فكل شيء توقعته إلا أن تبدأ علامات الساعة من الكويت.