الاسد المتأهب2: المناورات الاضخم والرسالة سياسية ..السفير السوري يواصل الشغب والمناكفة والبرلمان الاردني يطالبه بالاعتذار


بسام البدارين

لا يمكن بالرغم من التصريحات الرسمية الاردنية فصل مناورات الاسد المتأهب في نسختها الثانية عن السياق السياسي والاقليمي في المنطقة خصوصا في اطار تداعيات الملف السوري حيث ما زالت كل الاحتمالات والسيناريوهات واردة.
عمليا يمكن القول بان انطلاق واحدة من اضخم المناورات العسكرية على الاراضي الاردنية امس الاحد رسالة سياسية بامتياز لها علاقة مباشرة بمشروع غير مسبوق اعلنت عنه واشنطن باسم تعزيز الدفاعات العسكرية الاردنية وهي صيغة احترافية لمناورات العسكر كانت تحظى بها اسرائيل فقط.
ومن الواضح ان العامل الجيوسياسي للاردن فرض هذا النمط من الاستعراض العسكري فعدد المشاركين في الوجبة الجديدة من الاسد المتأهب ستة عشر الف عنصر ما بين عسكري ومدني ومقاتل ومراقب وداعم لوجستي.
وفقا للجنرال الاردني عوني العدوان تشارك في هذه المناورات 19 دولة بعدد من العسكريين يبلغ ثمانية الاف بين هؤلاء 3500 عسكري امريكي وهو اكبر عدد من الجنود الامريكيين يدخل الاراضي الاردنية عمليا ويستقر فيها لاغراض تدريب ضخم بعنوان دفاعي وفي زمن واحد ودفعة واحدة.
مع الجانب البشري تشارك طائرات اف 16 المقاتلة، وتشارك منصة صواريخ باتريوت.
هذه الضخامة في العدد والعتاد هي التي تدفع المراقبين للاعتقاد بأن مناورات الاسد المتأهب في واقعها واهدافها ذات طابع سياسي.
وهو طابع اصرت المؤسسة العسكرية على نفيه فقد اكد الجنرال العدوان في مؤتمر صحافي في عمان امس الاحد ان تدريبات الاسد المتأهب روتينية وبدأت عمليا منذ عام 2010 ولا علاقة لها بالاحداث في سورية وهي تمارين دفاعية وانسانية بامتياز، موضحا بان نصب بطارية باتريوت هو قرار سياسي وليس عسكريا.
هنا حصريا يرد الجنرال العدوان على السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان الذي اكثر من الشغب والمناكفة واصدار التصريحات المثيرة بالتزامن مع انطلاق تدريبات الاسد المتأهب، مشيرا الى ان صاروخ الاسكندر الموجود في سورية بكثافة يستطيع ابطال مفعول بطارية الباتريوت.


لكن العدوان رد بصورة غير مباشرة على سفير دمشق عندما قال بان القوات المسلحة الاردنية لديها وسائل كافية لحماية البلاد برا وبحرا وجوا مما يعني ضمنيا بان عمان تستعد فعلا لكل الاحتمالات.
وعمليا تتعاكس مضامين التصريحات الاردنية مع تصريحات وزارة الدفاع الامريكية التي ربطت بين نشر بطارية باتريوت في الاردن وبين التحديات التي تفرضها مشاركة حزب الله اللبناني في الحرب الدائرة في سورية خصوصا وان بعض الاوساط الاردنية قلقة من الانباء التي تتحدث عن وجود قوات حزب الله في محيط محافظة درعا الامر الذي يعني الاقتراب اكثر من الحدود الاردنية.
بدوره اكد الجنرال العدوان بان تدريبات الاسد المتأهب ستنحصر جغرافيا في وسط وجنوب المملكة بمعنى انها لن تقترب من الحدود مع سورية.
اللافت ان حفل تدشين المناورات الجديدة حصل بعدما تمت دعوة رجال السياسة والاعلام والبرلمان في الاردن لحضور الانطلاق وهو امر يعني بان السلطات الاردنية تراهن بدورها على تدريبات عسكرية ضخمة بمضمون سياسي عميق على الارجح.
واللافت ايضا ان هذه التدريبات تنطلق فيما حذرت السفارة الامريكية في عمان رعاياها مجددا وطالبت معظمهم بمغادرة الاردن اعتبارا من الاسبوع المقبل بسبب اضطرابات محتملة لم تحدد هويتها بعد وفقا لمصادر lsquo;القدس العربيrsquo; وهو امر يدفع للشك بان العلاقات الاردنية السورية مؤهلة للتصعيد مجددا.
وقد عبرت عن ذلك لجنة الشؤون الدولية في البرلمان الاردني امس الاحد عندما طالبت السفير السوري بهجت سليمان بالاعتذار عن اساءاته المتكررة بدلا من اللجوء الى المطالبة بطرده مجددا.
بدوره واصل سليمان وعبر صفحته على lsquo;فيسبوكrsquo; التصعيد ضد وزير الخارجية ناصر جودة حيث نشر دعوات محلية لاقالة الوزير جودة. واوضح بانه يحب الدفاع عن بلده حتى في حالة الاستشهاد، كما قال معترضا بشدة على دعوة الوزير جودة له بالتوقف عن الشغب والمناكفة.
سليمان عمليا تحدى وزارة الخارجية الاردنية مجددا بان تعتبره غير مرغوب فيه موضحا بان بعض فعاليات الشعب الاردني لا ترغب بالوزير جودة وهذا التلاطم بالتعليقات والتصريحات يؤشر دبلوماسيا على الاقل على ان العلاقة بين عمان ودمشق مفتوحة على انماط التوتر، فيما يفترض ان تتكفل مناورات الاسد المتأهب المتجددة والضخمة بالرسالة السياسية الامريكية