لبنان: laquo;يوم غضبraquo; في صيدا وطرابلس laquo;ضبطتهraquo; الفاعليات ومذكرة إلى سليمان تؤكد عودة مسلحي laquo;حزب اللهraquo; إلى عبرا


بيروت

شهدت مدينتا صيدا وطرابلس، وبعض المناطق اللبنانية الأخرى أمس، laquo;يوم غضبraquo; سعت فاعليات المدينتين، لا سيما عاصمة الجنوب، الى احتواء مظاهره قدر الإمكان، بعدما تفاعلت آثار المواجهة العسكرية بين الجيش اللبناني وبين المسلحين من أنصار الشيخ أحمد الأسير. ومن هذه الآثار حملة التوقيفات الواسعة التي قام بها الجيش في صيدا، وشملت العديد من الشبان، الذين عاد الجيش وأخلى عدداً كبيراً منهم، فضلاً عن مشاركة laquo;حزب اللهraquo; في المعارك وإقامته الحواجز بعدها في بعض أحياء المدينة.

ورفع نائبا صيدا رئيس كتلة laquo;المستقبلraquo; النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والسيدة بهية الحريري وبعض فاعليات المدينة، مذكرةً الى كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عصر أمس، تناولت laquo;الملاحقات والتوقيفات العشوائية لعشرات الشبان وثبوت قيام مجموعة مسلحة بتوقيفات وتحقيقات، ما يؤدي الى نقمة شعبيةraquo;، و laquo;عودة بعض المجموعات المسلحة التابعة لحزب الله وسرايا المقاومة مع كامل سلاحهم الى شقق في عبرا، وظهور سلاح هذين التنظيمين في صيدا استناداً الى رخص حمل أسلحة معطاة لهم، اضافة الى رفع الأعلام والرايات الحزبية في أحياء في المدينة بطريقة استفزازيةraquo;.

وطالبت المذكرة سليمان وميقاتي بمعالجة هذه الشكاوى، وبإحالة ملف أحداث المدينة على المجلس العدلي. وتناولت مجموعة تفاصيل laquo;تتطلب التعاطي معهاraquo;، مشيرة الى laquo;تصاعد القلق والمخاوف حيالهاraquo;.

وأبلغ سليمان الوفد الصيداوي الموسع الذي سلمه المذكّرة أنه يتابع الوضع في المدينة ومهتم جداً بالوقائع فيها، وأنه سيعقد قريباً اجتماعاً مع الرئيس ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي لمعالجة الإشكالات والشكاوى.

وأطلع أعضاء في الوفد سليمان على مبادرة عنوانها laquo;صيدا للجميع ولا غالب ولا مغلوب فيهاraquo;، وتشمل عريضة ستوقع عليها فاعليات ومواطنو المدينة تحت شعار: laquo;بكفّي خوفraquo;. فوقعها الرئيس قائلاً: laquo;يكفي عنوانها كي أوقع عليهاraquo;.

ولم تمنع جهود استيعاب يوم الغضب هذا من فاعليات المدينة، ولا سيما مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان وقادة laquo;تيار المستقبلraquo;، بعضَ مظاهر التطرف والتصعيد من الانفلات وصولاً الى التضامن مع الشيخ الأسير، بعد انتهاء صلاة الجمعة التي أمّها سوسان وحضرها السنيورة في مسجد الزعتري في صيدا، حين انتقل شبان صيداويون يرافقهم بعض الشباب من طرابلس جاؤوا الى المدينة للتضامن معها، الى منطقة عبرا وحاولوا تخطي حاجز الجيش الذي أبقى على المنطقة عسكرية، من أجل الدخول الى مسجد بلال بن رباح، فاضطر الجنود الى اطلاق النار في الهواء لتفريقهم.

وكان اتفق على اقامة صلاة جمعة موحدة في كل من صيدا وطرابلس لحصر المصلين، وبالتالي ضبط ردود الفعل الشعبية الغاضبة. واحتشد المؤمنون من الصيداويين داخل جامع الزعتري وخارجه، حيث ألقى المفتي سوسان خطبة قوطع فيها من بعض المصلين مرات عدة، سواء لمهاجمة laquo;حزب اللهraquo; أو للاحتجاج على التوقيفات، فاضطر الى إسكاتهم.

واستنكر الشيخ سوسان الاعتداء على الجيش ورفض دعوات الانشقاق عنه، أكد أن laquo;الطائفة السنية جزء من مكونات هذا الوطنraquo;. وطال laquo;بفتح تحقيق عادل وموضوعي وشفاف مع بعض المجموعات العسكرية التي أساءت بتصرفها الى المؤسسة العسكرية بالضرب والإساءةraquo;. كما رفض laquo;قيام مجموعات مسلحة غير شرعية وغير نظامية بالمداهمات والاعتقالات والاستفزازات والتحقيقات مع الناسraquo;، وحمّل الدولة المسؤولية، laquo;وإلا سيفلت الشارع ويخرج الناس عن قهرهم وغضبهم وهدوئهمraquo;. وقال: laquo;ما أحوجنا الى القامات الإسلامية الوطنية الكبيرة لتجمع كلمة المسلمينraquo;. وأكد أن صيدا مدينة laquo;الاعتدال والحكمة والتنوع من دون أي استقواء أو أسرraquo;.

ولفتت مصادر صيداوية الى أن المفتي سوسان تجنب أي إشارة الى laquo;حزب اللهraquo; بالاسم، رغم تهجم بعض المصلين عليه، نتيجة قرار بخفض منسوب التوترraquo;.

وقالت إن بعض المصلين حاولوا الطلب من سوسان، بعد انتهائه من خطبته، أن يلقي الإسلامي السلفي داعي الإسلام الشهال، الذي قدم مع مجموعة من الشبان الطرابلسيين الى صيدا، خطبة، إلا أن المصلين الذين كان سوسان أمهم غادروا الجامع، فألقى الشهال خطبة قصيرة في إحدى الساحات الخارجية بمن تبقى من الحضور، وبعد الصلاة توجه شبان الى عبرا وهتف بعضهم للأسير وفرّقهم الجيش بطلقات نارية حين حاولوا تخطي حاجزه الى منطقة المربع الذي ما زال مقفلاً بقرار من الجيش لاستكمال مسح المنطقة أمنياً وإحصاء الأضرار. ثم غادر المتظاهرون.

وأيد رئيس المكتب السياسي لـ laquo;الجماعة الإسلاميةraquo; بسام حمود الصلاة الجامعة، مؤكداً أن صيدا laquo;وقفت مع الجيش وترفض الاعتداء عليه، كما انها ترفض التجاوزات من حزب الله وشبيحة سرايا المقاومة التابعة للحزبraquo;. وطالب بوضع حد laquo;للاعتقالات والتعذيب للمواطنين لأبسط الأسبابraquo;.

وفي طرابلس، أقيمت صلاة جامعة بدعوة من جمعيات اسلامية عدة ودار الفتوى في المدينة، وعند انتهائها تظاهر عدد من الشبان عند ساحة عبدالحميد كرامي ثم قطعوا الطريق الدولية من المدينة واليها تضامناً مع الأسير، ورفع بعضهم، وهم من السلفيين، صورة للشيخ الأسير عند الساحة، بعد أن حاول بعض الفتية تمزيق صورة تجمع زعيم laquo;تيار المستقبلraquo; رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والرئيس الراحل رفيق الحريري، فعمد أنصار laquo;المستقبلraquo; الى نزعها (منعاً للتعرض لها).

وفي بيروت وسعدنايل أقام laquo;حزب التحريرraquo; الإسلامي اعتصاماً هتف فيه بعض الفتية للشيخ الأسير. وانتقد أحد خطباء من قام بتغطية عملية الجيش العسكرية ضد الأسير من دون أن يسميه، قاصداً الحريري.

من جهة اخرى، قالت مصادر نيابية لـ laquo;الحياةraquo; ان الجلسة النيابية المقررة الاثنين، وعلى جدول اعمالها التمديد للقادة الامنيين، خصوصا قائد الجيش، قد تكون معرضة للتأجيل. وذلك نتيجة استشارة قانونية مفادها بانه لا يجوز التشريع في ظل حكومة مستقيلة، وكي لا تشكل هذه الجلسة سابقة. وعلم ان ميقاتي ابلغ بري مضمون الاستشارة، ما يعني الاتجاه الى تأجيل الجلسة.