محمد صالح صدقيان

أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني سلطان عُمان قابوس بن سعيد الذي بدأ أمس زيارة لطهران تستمر 3 أيام، أن بلاده تسعى إلى تعزيز تعاونها مع مسقط، معتبراً ذلك laquo;مهماً جداً للسلام والاستقرار في المنطقةraquo;، فيما ترافقت الزيارة مع تكهنات باحتمال توسّط عُمان مجدداً بين إيران والولايات المتحدة.

ورأت مصادر مطلعة في طهران أن الزيارة laquo;ليست عادية وبروتوكولية، بل تدخل في إطار رغبة عُمان في تدشين مرحلة جديدة ومهمة ومستوى أعلى من الوساطة بين ايران والغربraquo;، علماً أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نفى علمه بما أشيع عن laquo;رسالة أميركيةraquo; ربما يحملها السلطان قابوس، مستدركاً أن بلاده laquo;مستعدة لمناقشة أي موضوع يطرحهraquo;.

والسلطان قابوس أول زعيم دولة يزور إيران بعد تسلّم روحاني منصبه، وهذه زيارته الثانية بعد الثورة عام 1979، إذ زار طهران في آب (أغسطس) 2009. وإضافة إلى لقائه روحاني، يلتقي سلطان عُمان مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني.

وشدد روحاني خلال لقائه السلطان قابوس على أن laquo;التعاون بين طهران ومسقط مهم جداً لعودة السلام والاستقرار إلى المنطقةraquo;، لافتاً إلى أن laquo;ايران تسعى إلى متابعة هذه السياسة، عبر تضافر الجهود مع دول أخرى في المنطقةraquo;.

وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن روحاني والسلطان قابوس ناقشا laquo;أهم التطورات الإقليمية والدوليةraquo;، مشيرة إلى أن الأول شدد على laquo;المكانة المرموقةraquo; لعُمان إقليمياً، وقال للسلطان قابوس إن laquo;ايران ترغب بترسيخ علاقاتها مع بلدكم الشقيق والصديق في مختلف القطاعات، خصوصاً التجارية والاقتصاديةraquo;. ونُسب إلى السلطان قابوس وصفه العلاقات مع طهران بأنها laquo;طيّبةraquo;، داعياً إلى laquo;تعزيز العلاقات التجارية والاقتصاديةraquo; بين البلدين.

وأثار وصول السلطان قابوس الذي نادراً ما يقوم بزيارات رسمية للخارج، تكهنات بأنه يحمل رسالة أميركية تتعلق باحتمال فتح حوار مع ايران، لمحاولة تسوية ملفها النووي. وأشارت مصادر إيرانية إلى أن السلطان قابوس سيسمع من خامنئي تصوّراته في شأن حوار مع الولايات المتحدة، وآلية خفض التوتر بين البلدين، إضافة إلى موقف طهران إزاء التطورات الإقليمية التي تهمّ دول الخليج، تحديداً المملكة العربية السعودية.

وسُئل ظريف عن laquo;رسالة أميركيةraquo; محتملة قد ينقلها السلطان قابوس، فأجاب: laquo;لا نعلم إن كان يحمل إلينا رسالة من دولة معينة، لكننا مستعدون لمناقشة المسائل التي يرغب فيها، وكذلك قضايا ثنائية وإقليمية ودولية نرغب نحن في طرحهاraquo;.

أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي فلفت إلى أن laquo;التعاون الاقتصادي وفي مجال الطاقة، هو أهم محاور المحادثات مع السلطان قابوسraquo;، مضيفاً أن زيارته ستشهد أيضاً مناقشة laquo;ملفات إقليمية ودولية، خصوصاً الوضع في مصر وسوريةraquo;.