&&أمين حمادة

&


ما زالت النجمة اللبنانية ورد الخال إحدى اللواتي ينضجن من دون أن يكبرن، فيبقين وجهاً فنياً قديراً حتى بالإنتقال من جيل فني إلى آخر، ويرتبطن بالذاكرة و «الآن»، فـ «تهب مرتين». عوّضت غيابها عن دراما رمضان الماضي، بتصدر أعمالها الشاشات اللبنانية حالياً. بين تجسيدها دور القابلة النسائية في مسلسل «عشق النساء» على «إل بي سي»، ودور الخاطبة في مسلسل «عروس وعريس» على «ام تي في» في التوقيت نفسه، تظهر الخال في دورين مختلفين تماماً، على رغم تأديتها مهنتين تقليديتين مرتبطتين بالعائلة في شكل أو آخر.

تقول في حديث إلى «الحياة» أنها تقدم في كل منهما «المرأة بين ما تعيشه قبل الزواج وبين ما تختبره بعده»، في نصين للكاتبة اللبنانية منى طايع التي تثق «بكتاباتها الهادفة والشغوفة دائماً».

تختبر الخال في شخصية «غادة» في «عشق النساء» صراعاً بين الزوج القاسي والظالم (جهاد الأندري) وبين حبها الكبير لرجل آخر (باسل خيّاط)، غيّر حياتها ودعمها بصفته صديقاً لا أكثر. الجديد في الدور بالنسبة الى الخال أن المرأة لا تقع في جرم الخيانة. تقول: «أديت في دوري شخصية جديدة، هي المرأة المثالية والنبيلة التي تحافظ على عائلتها وشرفها ومبادئها، وكثرة الخيانة في مجتمعاتنا اليوم لا يعني أنّ صفة الوفاء لم تعد موجودة»، في إشارة إلى ظاهرة «تغليب صورة المرأة الخائنة في الدراما».

وعلى المقلب الآخر، تجسد الخال في المسلسل الكوميديّ «عروس وعريس» دور صاحبة مكتب للزواج، فتختلط بنماذج كثيرة تزور مكتبها بهدف إيجاد الشريك المناسب، بينما هي تعاني من مشكلة في اختيار شريكها، الى أن تعشق شاباً (يورغو شلهوب) أثناء عملية بحثه عن زوجة مناسبة له. وعن الدور تقول الخال: «الشخصية عصرية، مستقلة، مليئة بالحياة ولم أؤدِ مثلها، أما النماذج التي أقابلها، فتمثل حالات واقعية في مجتمعاتنا».

وبعد غيابها عن الشاشة المصرية منذ مشاركتها في مسلسل «أسمهان» الذي جسدت فيه دور والدتها، عادت الخال الى مصر في رمضان 2013 لتشارك النجمة يسرا في مسلسلها «نكدب لو قلنا ما بنحبش»، بشخصية أرملة تعيش بإستقلالية وبطابع خاص ومتحرر، بعدما عانت من زواجها المبكر وقسوة زوجها، لتقع في صراع مع المجتمع الذي يعتبر ذلك أنانية وخيانة منها لزوجها الراحل. وعن وقوفها الى جانب يسرا تؤكد الخال أنها «تجربة لا تنسى، تعلمت منها كيف يجب استخدام النجومية بإنسانية ومن دون غرور، ورأيت فيها مثالاً للفنانة المتواضعة أكثر بكثير من ممثلين لم يمض على وجودهم في الدراما أكثر من يومين».

وتعلن الخال أنها تحضر لمسلسل لبناني جديد من كتابة والدتها مهى بيرقدار، مكوّن من ستين حلقة ويحمل عنوان «خارج الزمن». وفي هذا الإطار، ترى أن الدراما اللبنانية تشقّ طريقها وتتطوّر، وأصبحت أكثر واقعية على رغم كل الصعوبات التي تواجهها، لافتةً إلى أنه «يجب أن نجد طريقة ننطلق منها لنصل مثلما وصلت الدراما السورية، بخاصةً أن دولتنا لا تولي إهتماماً بالدراما أبداً، نحن نقاتل بمخرجين وممثلين ومنتجين وبكتّاب مميزين لا يتعدى عددهم عدد أصابع اليد الواحدة». وبرأي الخال، أن تطعيم العمل اللبناني بممثلين سوريين ليس استفادة للدراما اللبنانية فقط، بل للدراما السورية أيضاً، «الممثل اللبنانيّ لو لم يكن قوياً لما وقف أمام أهمّ نجوم العالم العربيّ، ولما طلب عالمياً في وقتٍ لم يجد فرصته في وطننا»، مشيرةً إلى ضرورة التركيز على النصوص العربية والإبتعاد عن الأعمال المقتبسة، «التي لا تشبهنا وتسيء الى مجتمعاتنا وقيمنا ومبادئنا».

وفي هذا السياق، تجد الخال في الكوادر السورية التي تعمل في الدراما اللبنانية، «أهمية كبيرة تستفيد من خبرتها الدراما اللبنانية».

وتعبّر عن أسفها من طريقة تعاطي بعض اللبنانيين مع جيرانهم السوريين، بعد الأزمة التي عصـــفت بوطنـــهم بخاصةً انها متحدرة من أمّ سوريّة، كاشفةً عن حادثة وقعت أثناء تصوير مسلسل «عشق النساء» تعرض فيها الكادر السوري لإهانة من بعض اللبنانيين «الذين لا يدركون ان كل من يعمل معنا هو منّا وفينا، بخاصة السوريين الذين يعتبرون أصحاب تاريخ طويل وعريق في الدراما، ما جعلني أكره كوني لبنانية للحظة»، على حد قولها. وتختم متسائلةً «كيف يمكن أن نكون محترمين بحق غيرنا، ان لم نكن محترمين مع بعضنا بعضاً؟».
&