عقل العقل
تناقلت وكالات الأنباء خبر منقول عن مصدر أمني مصري أن بعض كوادر جماعة الإخوان قد اعتدوا على سيارتين تابعتين للقنصلية السعودية في مدينة السويس المصرية. محل الاستغراب قيام هذه الجماعة بهذا العمل الإرهابي ضد دولة عربية وإسلامية شقيقة، ولكن يبدو أن جماعة الإخوان المسلمون قد أظهرت وجهها الحقيقي، وهو ممارستها للإرهاب، وليس كما تدعي أنها حركة سياسية تؤمن بالعمل السياسي السلمي، ولكن هذه الجماعة بارعة على مر تاريخها بالخطاب المزدوج في نفي علاقتها بالإعمال الإرهابية، وبممارستها على مر تاريخها منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا، فلهذه الجماعة ذراع عسكري متعارف عليه بالتنظيم السري، يقوم بالأعمال الإرهابية من قتل وتفجيرات على مر تاريخ هذه الجماعة، وقد قام جهازها السري مثلاً: باغتيال رئيس وزراء مصر في الحقبة الملكية النقراشي باشا بعد حله الجماعة عام 1948، ومحاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر لاحقاً، أما الرئيس السادات الذي أطلق لهم حرية العمل السياسي لمحاربة القوى اليسارية في الجامعات المصرية فقد ذهب ضحية لهذه الجماعة.
&
يعتقد بعضهم أن جماعة الإخوان المسلمون قد غيرت من سلوكها الإرهابي بعد الثورة المصرية، ولكن تجربتهم الفاشلة بالحكم، التي لم تستمر طويلاً، وإسقاط الشعب المصري لهم، أظهرا وجههم الحقيقي، فلو كانت حزباً سياسياً يؤمن بالتعددية والعملية السياسية، ويسعي للوصول إلى الحكم بالطرق السلمية، لما شاهدنا هذا السلوك التدميري، الذي تقوم به الجماعة ضد وطنها، وكأن الكرسي أهم من الوطن، ولكن التغني بالشرعية هو خطاب الجماعة منذ سقوط حكم مرسي، والمتابع للوضع المصري يشاهد العنف في الشارع، ولاسيما في الجامعات، ولكن الجماعة فقدت بوصلتها، وأصبحت -للأسف- أداة في يد قوي غربية وعربية وإقليمية، فإذا كانت الجماعة واثقة من شعبيتها فلماذا لا تعمل مراجعة فكرية حقيقية تكون مصلحة مصر هي أهم أولوياتها. إن ما تقوم به الجماعة من عمليات تخريب ومظاهرات عنف تبين أن «الإخوان المسلمون» جماعة إرهابية، وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت أن معظم الجماعات الإرهابية الإسلاميوية قد خرجت من رحم الجماعة الأم، وقد تنكر الجماعة علاقتها بتلك الجماعات الجهادية، ولكن المتتبع للعمليات الإرهابية التي تقع في منطقة سيناء قد زادت وتيرتها منذ سقوط حكم الجماعة في مصر، وآخر هذه العمليات العملية التي وقعت قبل أيام في سيناء وذهب ضحيتها العشرات من ضباط وعساكر الجيش المصري، وقبلها بأيام الانفجار الذي وقع في القاهرة وذهب ضحيته أحد رجال الأمن.
&
المملكة وقنصليتها بالسويس، التي استُهدفت الأسبوع الماضي من الجماعة هو راجع للموقف السياسي السعودي الشجاع، بالوقوف إلى جانب الشعب المصري عندما خرج ضد حكم «الإخوان المسلمون»، إضافة إلى ما عملته الديبلوماسية السعودية مع النظام المصري الحالي في المحافل الدولية، التي خففت من الابتزاز والضغوط الدولية على مصر في الأشهر الأخيرة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى قيام المملكة بإصدار تشريعات تجرِّم الجماعة والمنتمين إليها على أنها جماعة إرهابية. هذه بعض العوامل التي تجعل الممثليات والسفارات السعودية عرضة لبعض الهجمات من جماعة الإخوان المسلمون، ولاسيما في مصر، سعياً منها لإحراج الحكم في مصر مع أكبر المساندين له، وهي المملكة، من خلال قيام الجماعة بمثل هذه الأعمال الإرهابية الطائشة.
&
التعليقات