شملان يوسف العيسى

&


يدور جدل سياسي في الخليج حول مستقبل القمّة الخليجية التي من المقرر عقدها في الدوحة بقطر في شهر ديسمبر القادم، ففي الوقت الذي أكدت فيه القيادة القطرية أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يظل البيت الإقليمي الأول، ويأتي دعمه وتعزيز علاقاتها بكافة دوله الشقيقة، وتعميق أواصر الأخوة بينها، في مقدمة السياسة الخارجية لقطر.. فإن الأمور حتى الآن غير واضحة بالنسبة لعقد القمّة الخليجية.

&

&
وقد تفاءل المراقبون السياسيون بانفراج خليجي قادم، بعد الزيارة التي قام بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى كل من دولة الإمارات وقطر، ومملكة البحرين، خاصة أن أمير الكويت في اتصال دائم مع القادة الخليجيين، أملاً في التوفيق بين المواقف.. لكن تأجيل اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين الذي كان مقرراً عقده يوم الاثنين الماضي في الدوحة لبحث تحضيرات القمّة، يدل على استمرار الخلافات.

الصحف البحرينية ذكرت أن قمة خليجية استثنائية سوف تعقد في الرياض هذا الأسبوع.. لكن أمين عام مجلس التعاون صرح بأن القمّة الخليجية ستعقد في موعدها بالدوحة.

ويبقى السؤال قائماً: هل تعقد القمّة في وقتها ومكانها أم تؤجل؟.

جريدة «أخبار الخليج» البحرينية، ذكرت أن السعودية تحضِّر لاستضافة قمّة قادة مجلس التعاون، وأرجعت الصحيفة ذلك إلى تعثر قطر في الوفاء بالتزاماتها، خصوصاً فيما يتعلّق بتدخلها في الشؤون الداخلية لبعض الدول.

وأكدت الصحيفة أن إنجاح الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت مرهون ببدء الالتزام الفعلي باتفاقية الرياض، وعدم المراهنة على كسب الوقت، كما حدث في مرات كثيرة سابقة.

ويبدو أن الخلافات الخليجية لن تحل هذه الأيام، لأن كل طرف من أطراف النزاع لديه رؤية مختلفة حول الأوضاع في الخليج والوطن العربي، فدول الخليج الثلاث تطالب قطر بقطع علاقتها مع تنظيم «الإخوان المسلمين»، لأن «الإخوان» كتنظيم دولي يشكلون خطراً على مصالح دول الخليج والدول العربية، وعلى رأسها مصر.

كما تطالب دول الخليج الثلاث قطر بوضع حد للهجمة الإعلامية ضد مصر فهذه الدول ترى أن مصالحها الداخلية والعربية مرتبطة باستقرار مصر. وهنالك تصور لدى هذه الدول بأن قوة مصر هي ذخر للعرب جميعاً في مواجهة تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة.

أما قطر، فترى أن إقامة علاقة وثيقة مع «الإخوان المسلمين» يجعلها أكثر قوّة ونفوذاً من غيرها، خصوصاً وأن تنظيم «الإخوان» لديه نفوذ في العديد من الأقطار العربية، لذلك ترى الدوحة أن من مصلحتها أن تكون لها علاقة قوية بتركيا و«الإخوان» وأميركا في الوقت نفسه، وهي ترفض تحجيم دور محطة «الجزيرة»، وربما تراهن على فوز «الإخوان المسلمين» في الانتخابات البرلمانية القادمة في مصر، ما يعطيها قوّة ونفوذاً أكبر!

&