&

&

&

أسماء الحسينى

&

&

&سيظل العنوان الأبرز لعام 2015 فى عالمنا العربى هو الحرب على الإرهاب ومواجهة عوامل التمزق ومخططات التفكيك والتجزئة، والخيار هنا هو بين استمرار الدول أو الفوضى فى ظل واقع مأزوم بالدول العربية، التى تواجه اليوم ظروفا استثنائية تفرض عليها تحديات غير مسبوقة فى تعقيداتها الداخلية وتشابكاتها الخارجية.

وقد ظلت دولنا تراوح جميعا فى أزماتها خلال العام الحالى بشكل أو بآخر، سواء تلك التى اندلعت فيها ثورات الربيع العربى أو ماعداها، فمسيرة الشعوب نحو التحرر والتقدم والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، واجهتها العديد من التحديات فى الداخل ومن الخارج، التى أحالتها إلى صراعات ، أو فجرت فى طريقها المشكلات، فتعاظمت الانقسامات والتجاذبات والاستقطابات داخل كل دولة وفى المنطقة، واندلع مزيد من الحروب الأهلية فى بعضها ، ووصل بعضها إلى حافة الهاوية.
وعلى مشارف عام 2015 مازال الأمل قائما، فمهما اشتدت ظلمة الواقع ومأساويته فى العديد من بقاعنا، فإن الأمل مازال معقودا على قدرة البلدان العربية وإنسانها على تجاوز هذا الواقع المرير، ومقاومة كل عوامل الفشل والإحباط، والأمر يستلزم جهودا جبارة وتوازنا دقيقا، للحفاظ على وحدة وسلامة واستقرار واستقلالية دولنا، ولضمان عدم وقوعها فريسة فى أيدى تيارات أو جماعات متطرفة، وفى الوقت ذاته تجنيبها التدخلات الخارجية المتزايدة لقوى كبرى تعيد الآن رسم خرائط المنطقة من جديد. و بذل أقصى الجهود للوصول إلى التوافق الداخلى وتسويات سلمية لحل الأزمات القائمة.

والإرهاب هو التحدى الأكبر الذى تواجهه دولنا اليوم ، وقد أصبح يفتك بأقطارنا جميعا من المحيط إلى الخليج ، لايستثنى منهم أحدا، وتتوقف القدرة على كبح جماح الإرهابيين والجماعات المتشددة التى تنسق فيما بينها إلى حد كبير على مدى قدرة الدول العربية على الوصول إلى استراتيجية شاملة للقضاء على الإرهاب، الذى لن يتم القضاء عليه بالملاحقة الأمنية وحدها ، وإنما يحتاج منظومة متكاملة تتضافر فيها جهود رجال الدولة وعلماء الدين والإعلام والثقافة والتربية فى كل قطر عربى ، للقضاء على الفكر المتطرف، وسحب البساط من تحت اقدام الظروف والذرائع والبيئات المثالية الحاضنة للفكر المتطرف ، الذى ينمو ويترعرع فى ظل تضعضع الدول وعدم وجود مشروع وطنى جامع .
&