& محمد صالح صدقيان

&

&

&

&

&


&

&

بدأت القوات المسلحة الإيرانية أمس، مناورات «فريدة» تشارك فيها كل وحداتها، البرية والبحرية والجوية، إضافة إلى «الحرس الثوري»، في جنوب البلاد وشرقها على مساحة تمتد من شرق مضيق هرمز إلى بحر عُمان وقسم من المحيط الهندي حتى جنوب خليج عدن.

وتتجاوز ساحة المناورات 2.2 مليون كيلومتر مربع، بحراً وبراً، ويشارك فيها 13 ألف جندي كما قال قادة عسكريون، علماً أنها المرة الأولى التي تنظّم إيران فيها مناورات بحرية على هذه المسافة البعيدة من سواحلها.

وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن المناورات التي تستمر أسبوعاً، ستشهد استخدام صواريخ وسفن وعوامات بحرية «ذات سرعة فائقة». وأضافت أن هدفها «تعزيز الاستعدادات القتالية للجيش والتركيز على التنقّل البري والبحري في آنٍ، وتدشين مراكز قيادية في محافظتَي سيستان وبلوشستان وهرمزكان في جنوب البلاد وشرقها».

وقال الجنرال عبد الرحيم موسوي، قائد المناورات نائب قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، إن اليومين الأولين مخصصان للقوات البرية، والثالث لسلاح الجوّ ومقرّ «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي، قبل مشاركة القوات البحرية. وأشار إلى أن المناورات ستُختتم في 31 الشهر الجاري بـ «عرض للوحدات العسكرية المشاركة». واعتبر أن «الهدوء والاستقرار في المنطقة يتحققان عبر التعاون بين الدول»، وزاد: «لذلك نعارض أي وجود أجنبي في المنطقة». واستدرك أن «المناورات تحمل رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة، في ظل الوحدة الإسلامية والإقليمية»، مؤكداً أن طهران «ترفض الهيمنة على آخرين».

وأعلن العقيد رضا خاكي، قائد وحدة الطائرات بلا طيار التابعة للقوات البرية، أن المناورات ستشهد استخدام «طائرات انتحارية بلا طيار» من طراز «رعد»، وفق «سيناريو حرب حقيقية». وأشار إلى أن تلك الطائرات «قادرة على تدمير أهداف تبعد 250 كيلومتراً، مستخدمةً قنابل أو صواريخ». وأكد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني الجنرال أحمد رضا بوردستان أن قواته ستنفذ «تمريناً على إنقاذ رهائن من إرهابيين»، فيما وصف الجنرال حشمة الله ملكيان، قائد المقر الإقليمي للقوات البرية في شمال غربي إيران، المناورات بأنها «فريدة في الشرق الأوسط»، لافتاً إلى أنها ستُظهِر «القدرات الرادعة» لبلاده.

وتحدث قائد مقرّ «خاتم الأنبياء» الجنرال فرزاد إسماعيلي عن «رصد طائرات تجسس أجنبية في اليوم الأول من المناورات، وإنذارها». وكان قائد البحرية الأميرال حبيب الله سياري طلب الأسبوع الماضي من القوات الأجنبية «مغادرة المنطقة» إلى حين انتهاء المناورات، مشدداً على أنها لا تشكّل «خطراً على القوات الأجنبية المنتشرة في الخليج».

وأبلغت مصادر إيرانية «الحياة» أن المناورات هدفها «توجيه رسائل خاصة لمَن يهمهم الأمر»، في شأن التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في المنطقة. وربطت التطورات في العراق وتداعيات تشكيل الائتلاف الدولي لمواجهة تنظيم «داعش» وتراجع أسعار النفط، إضافة إلى المفاوضات بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، مشيرة إلى رغبة إيران في تأكيد قوتها خارج مياهها الإقليمية.
&