بسام البدارين 
في الوصلة الدعائية لأحد برامج فضائية lsquo;رؤياrsquo; يصبح مقدم البرنامج وهو يتراقص قائلاrsquo; الأردنيات ثاني أكثر البدينات في العالمrsquo;.
وفقا لمسح أجرته منظمة دولية لقياس منسوب الرشاقة تميزت الأردنيات في الصفوف الأولى والحمد لله مما يثبت بأن الرجل الأردني يحرص على رعاية المرأة غذائيا وصحيا وبأن المرأة بالضرورة تلتهم كميات من الطعام تفوق الرجل.
لم نسمع من ناشطات حقوق المرأة تعليقا على هذه الحيثيات، وأعتقد أن السر يكمن في أسلوب حياة الأردنيين بصرف النظر عن الجنس، فنحن شعب لا نؤمن بالمشي إلا إلى الأعراس وبيوت العزاء، والطبخة الأكثر حضورا على موائد الأردنيين هي lsquo;المنسفrsquo; الشهير الذي يعتبره الدكتور كامل العجلوني lsquo;مؤامرةrsquo; حقيقية على الشعب والنظام في الأردن.
قد تتقدم المرأة الأردنية في سلم الرشاقة قليلا لو وضع برنامج وطني لترشيد إستهلاك وطبخ المنسف فبلادي قد تكون المكان الوحيد التي يلتهم فيها الناس الطعام في حالات الحزن والفرح وفي المناسبات كلها كذلك.
لا يكاد lsquo;أهل الميتrsquo; يلملمون جراحهم حتى تنزل المناسف مثل المطر ولا يمكن بطبيعة الحال إقامة حفلة عرس أو مؤامرة سياسية ونخبوية بدون الطبق الشهي الذي يقول الخبراء إنه يكلف الخزينة الأردنية في الفاتورة الصحية فقط نحو 400 مليون دولار سنويا.
الإيمان الكبير بالمنسف كتراث قومي وإنساني دفع البعض لصرعة جديدة، حيث توضع الشمعة اليوم على طبق المنسف في أعياد الميلاد الشخصية وتراجع نفوذ الـrsquo;جاتوهrsquo;hellip; بصراحة دعوني أعترف أنا بنفسي فعلتها في عيد ميلادي الأخير.
الرشاقة والمنسف لا يجتمعان في الأردنhellip; لذلك لا عزاء للمرأة الأردنية ولا بد من إطلاق حملة وطنية لمقاطعة المنسف.
مفاجأة بشار الأسد
يتجول المذيع مع مايكروفون ضخم من النوع الذي حمله في الماضي lsquo;غوار الطوشةrsquo; على شاشة الفضائية السورية لكي يبلغنا نحن في الرأي العام العربي بان كل الدوائر الحكومية الرسمية في المدن التي يسيطر عليها النظام تمارس اعمالها كالمعتاد وكأن عرس الحرب عند الجيران.
في زوايا إحدى حلقات الريبورتاج التلفزيوني ظهرت موظفة ممتلئة تتحدث بطلاقة عن واجباتها في إستقبال وتنظيم سجلات المواليد الجدد في الدائرة المختصة بـrsquo;الأنفسprime;.
هنا حصريا تذكرت السر الذي وضعه في أذني مسؤول بيروقراطي أردني يتابع بكفاءة سجلات القيود المدنية في سورية، لإن عمله في إدارة ملف اللاجئين يتطلب ذلك.
المفاجأة التي سيقدمها نظام بشار الأسد قريبا للعالم تتمثل في lsquo;تنظيفrsquo; القيود المدنية من أي سجلات للاجئين وللمعارضين وللهاربين وللمسلحين، فكل الفئات التي لا تستطيع في وقت محدد سلفا توثيق وإعادة تسجيل قيودها ستفقد هذا الحق مما يعني بان الرئبيس بشار يجهز لدول الجوار مفاجأته الجديدة وقوامها: توطين المشردين من الشعب السوري في أماكن لجوئهم تمهيدا لسحب جنسيتهم.
صاحبنا يسعى لمعاقبة كل سوري تجرأ على الفرار من لهيب المعركة، سواء غادر مكانه او قريته او بلدته خوفا من قاطعي الرؤوس او خوفا من البراميل المتفجرة.
هنيئا للشعب السوري بقيادته الملهمة، ولدول الجوار بمواطنيها الجدد، وعلى حد تعبير أحد المعلقين الساخرين في الأردن سيتابع الجمهور السوري قريبا على الأرض الأردنية مباراة القمة بين فريق تشرين فرع lsquo;المهجرينrsquo; وفريق الشهباء فرع lsquo;حلب بالخارجrsquo;.. ذلك طبعا ضمن مسابقات كأس وبطولة الدرع الوطني الأردني.
الوحدات والفيصلي
الحديث عن كرة القدم يعيدنا إلى مباراة الوحدات والفيصلي الشهيرة ومذيع الرياضة في التلفزيون الأردني الذي أثار عاصفة من الجدل دفعت الإدارة للتحقيق معه عندما دعا كل من يرفع علما غير أردني لمغادرة البلاد.
صاحبنا نادم ndash; كما فهمنا ndash; على فعلته غير الرياضية، ويبحث عن طريقة للإعتذار، وأقدر بأن الفرصة متاحة لطي الصفحة، فمن المهم أن الزميل أدرك أنه lsquo;اخطأrsquo; وعبث بالروح الرياضية، وأن ما قاله لا ينطوي على lsquo;وطنيةrsquo; من أي طراز وذلك يكفي.
وكنت أتمنى أن يمتلك علية القوم من كبار المسؤوليين، الذين عملوا على تأزيم الوضع الداخلي نفس جرأة الزميل المعتذرhellip; عندها فقط يستطيع مركز الدراسات التابع لصحيفة lsquo;الرأيrsquo; التقدم بتقييم نتائج بحثه الجديد عن ما يسمى بـrsquo;الهوية الموحدةrsquo;.
تمزيق جواز السفر
فضائية إلكترونية تحمل إسم lsquo;النورrsquo; أعادت عدة مرات بث اللقطة التي يقدم فيها طفل لا يزيد عمره عن عشر سنوات على تمزيق جواز سفره الأردني أمام الكاميرات بدعوى أنه من lsquo;أحفاد أبو مصعب الزرقاويrsquo;، متوعدا حكمrsquo;الطواغيتrsquo; في الأردن.
كنت أفضل بكل الأحوال أن يجلس هذا الصبي في مقعده الدراسي، ويلعب بالشارع قليلا، ويتعلم ويحصل على شهادة جامعية تؤهله لمعرفة قيمة وثيقة جواز السفر على أن يقرر بعدما يكبر ما إذا كان سيصبح lsquo;داعشياrsquo;.
مكان الأطفال الطبيعي وسط عائلاتهم وفي ملاعب الرياضة وفي المساجد لتعلم السباحة وركوب الخيل والتفصح في الدين إقتداء بسيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام وليس بين نخبة من المقاتلين المسلحين في ساحة قتال.
هذا الطفل محتاج لصدر أمه ولأجواء عائلة وليس لأزيز الرصاص على الأقل حتى ينمو وينضج ويقرر ماذا سيكون.
مجرد لقطة
فضائيات مصر، التي بايعت الجنرال عبد الفتاح السيسي رئيسا للمحروسة حتى قبل الإستماع لبرنامجه الإنتخابي، ومنها فضائية lsquo;القاهرة والناسprime; لم تنتبه كثيرا وهي تمر على صورة عملاقة للمرشح الرئاسي زرعت قرب عمود كهرباء في احد أحياء القاهرة للمشهد تحت الصورة.
تحت صورة السيسي العملاقة ثمة عمود كهرباء بجانبه حاوية نفايات وبكل بساطة الدنيا يتجمع سبعة مواطنين مصريين خمسة منهم ينبشون في الحاوية دون أدنى إلتفاتة للزعيم الجاثم فوق العمود.













التعليقات