مشاري الذايدي


بث الإحباط، وتعميم التذمر، وبناء اليأس، ورعاية القلق، في كل المجتمع، هو ضمن أهداف وأساليب الحرب النفسية على أي مجتمع من قبل الأطراف المعادية.


السعودية في هذه المرحلة بوجه خاص، تشكل تحديا لكثير من القوى المعادية؛ أكانت هذه الجهات دولا، أم جماعات سياسية، أم تشكيلات إرهابية.
على رأس هذه القوى إيران، بكل مؤسساتها؛ أي إيران الدولة، وأيضًا مدمنو كره السعودية من شتى التيارات.


من نسمات الهواء النقية التي تنقي النفس من ضرر الإحباط، معرفة قوة البلد ومكامن التفوق فيه، ومصادر التميز، كما قراءة تاريخ البلد، وكيفية تكون هذه الملحمة السعودية منذ أيام المؤسس عبد العزيز.


في اللقاء الأخير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بثلة من السعوديين؛ من الصحافيين والكتاب والباحثين والفنانين، ارتجل كلمة حول الروح السعودية العامة.
كان مما حرص عليه الملك الإشارة إلى ضرورة تربية الأجيال الجديدة من السعوديين من شباب وشابات، على مكانة وتاريخ بلادهم.


قال: «يجب أن نربي شبابنا؛ أبناء وبنات، أن يعرفوا ويتأكدوا ما هي أهمية بلدهم». هذا المعنى من أهم المفاتيح التي تفضي إلى مناعة وطنية راسخة في النفوس، متجذرة في الوجدان، عصية على الاختراق.
كثير من الدعايات المضادة للسعودية المزيفة لتاريخها، التي تؤلف الأكاذيب عن حكايتها، هي مما يؤثر على الصغار، خاصة في منصات الـ«سوشيال ميديا»، مع أخلاقيات هذه المنصات التي تكرس صفتي الجرأة والجهل، في نفوس كثير من الشبان.


لاحظ الحرص لدى أي دولة كبيرة في العالم، على بث الفخر الوطني والتعرف العميق على أيقونات التاريخ المحلي، ومحطات النصر الكبرى، والملاحم الوطنية التي مرت بها.
هذا الكلام ليس مجرد نشيد وطني عابر، بل كلمات ضرورية تتعلق بصيانة الأمن الوطني العام، وجزء من صيانته العميقة هو في الذهاب نحو الوجدان والعاطفة ليبنى الوطن هناك، قبل أن يبنى على شكل مقررات مدرسية عن التربية الوطنية أو بعض الترانيم الوطنية في الأغاني والأناشيد.


لسنا نتحدث عن «عصمة» أو خلو من الأخطاء أو الأشياء التي تستفز أي باحث عن الصواب، أو حتى التوتر من تصرف أو سلوك موجود، هذا حاصل، ويتحدث الجميع عنه.
حديثنا عن «إسقاط» الشعور بالوطن «الديرة» بالنفس، وهذا بداية كل الشرور.


أختم بما استشهد به الوزير عادل الطريفي أمام الملك سلمان في ذلك اللقاء الجميل:
«عداتي وصحبي لا اختلاف عليهم
سيذكرني كل كما كان يعهد».


لا عزاء لمن لا وطن له.
&