أيمـن الـحـمـاد

قبل شهرين كشفت أجهزة وزارة الداخلية الكويتية عن ترسانة أسلحة ضخمة تم إخفاؤها تحت الأرض بطريقة احترافية في إحدى المزارع، تلك المضبوطات تنوعت بين قذائف (ار بي جي) وذخائر حية، ومواد شديدة الانفجار، تبين أنها تعود إلى خلية تابعة لتنظيم "حزب الله" الإرهابي في الكويت.

وبالأمس ضرب الأمن البحريني موعداً مهماً عندما حقق إنجازاً حيوياً بتفكيك تنظيم إرهابي على صلة وثيقة مع جهات إيرانية، وكشفت الأجهزة الأمنية عن أسلحة نارية، وورشة لصناعة المتفجرات، ومعمل لتحضير المواد المتفجرة تابع لتلك الخلايا تم تخزينها في القرى البحرينية ووسط مناطق مأهولة بالسكان.

منذ دخول قوات درع الجزيرة إلى مملكة البحرين تحاول إيران بكل ما أوتيت إرباك المشهد السياسي في البحرين بعد أن تم إجهاض مشروعها التخريبي، فمرة من خلال زعزعة استقراره، ومرة عبر تصريحات مسؤوليها العدائية التي تمس سيادة المنامة، ومرة تلجأ إلى تنظيماتها الإرهابية وأذرعها الموجودة هنا وهناك، فتعمل على تجنيدهم وعسكرتهم وتأسيسهم على الطريقة "الميلشياوية" التي تجيدها وتفضل العمل بها، متوقعة أن تمكُّنها الإقليمي يأتي من بوابة إضعاف الجوار وتدميره وإحلال الفوضى والخراب فيه، في حين أن المثل العربي الذي اقتبسه جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني عنواناً لإحدى مقالاته يقول "الجار قبل الدار".

إن الاستمراء على حدود الدول ذات السيادة والتدخل في شؤونها مسلك إيراني بامتياز، والشواهد حاضرة أمامنا لا يمكن الجدال فيها بدءًا من العراق وسورية والبحرين ولبنان واليمن وهو أمرٌ لا يستقيم مع سلوك الدول الطبيعية، ولا يمكن أن يتأتى لإيران أي تأثير في المنطقة من خلال تفخيخ الدول بالأسلحة والقنابل، وإن هي أرادت خلق التأثير والقوة، فعليها التعلم من تاريخها نفسه الزاخر بالعلم والثقافة والفنون والذي أثر في ثقافتنا العربية وأسهم في تقاربنا، لكن المؤسف أن إيران لا تعير ماضيها اهتماماً أو حتى احتراماً بقدر ما تؤرخ لنفسها من لحظة الثورة وما بعدها.

من المهم اليوم التأكيد على أهمية المنطقة وتأثيرها على المصالح الدولية وهو أمر يستوجب التفاتة صارمة تجاه طهران لإيقاف سلوكها المؤذي وكبح محاولات عبثها باستقرار جيرانها، لأن مآلات هذه الأفعال خطيرة جداً على الأمن الإقليمي والسلام الدولي.