سايمون تيسدال

إذا صح ما تشير إليه الحكومة البريطانية ومسؤولون أميركيون، أن قنبلة على متن الطائرة الروسية التي تحطمت فوق سيناء السبت الماضي وقتلت 224 شخصا، فإن الثمن البشري لمغامرة الرئيس الروسي فلادمير بوتين في سورية ربما يكون ارتفع بكثير.


جاء التدخل الروسي في سورية فجأة الشهر الماضي بعد زيادة سرية وسريعة في العتاد والجنود في سورية. وكان الهدف الرئيس لبوتين من التدخل، دعم نظام بشار الأسد المتداعي وتعزيز قواته.
ولكن بوتين برر تدخله الذي لم يكن مخولا من مجلس الأمن الدولي، أمام المجتمع الدولي بأن طائراته ستستهدف مواقع تنظيم داعش.


وعلى الرغم من أنه اتضح سريعا أن القوات الروسية كانت تقصف قوات المعارضة السورية المسلحة المدعومة من الغرب، إلا أنها كانت تقصف أحيانا أهداف تنظيم داعش، وتعهد التنظيم بالرد.
زعم تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم داعش، والذي سبق أعلن مسؤوليته عن مقتل مئات الجنود المصريين منذ عزل الرئيس محمد مرسي عام 2013، مسؤوليته على الفور عن إسقاط الطائرة الروسية في سيناء. وهوَّن مسؤولون مصريون وروس على الفور من شأن مزاعم تنظيم ولاية سيناء.


وبالطبع، إن الرأي العام الروسي لن يكون راضيا عن تعريض حياة الروس للخطر، خصوصا بعد عدم إظهار الرأي العام الروسي كثيرا من التأييد لتدخل روسيا في القرم وأوكرانيا. فضلا عن أكياس جثث العسكريين والمدنيين الروس، التي تعيد إلى الأذهان ذكريات سيئة للروس في حرب أفغانستان الكارثية في الثمانيات.
قال وزير الدفاع الأميركي، آرش كارتر، الشهر الماضي، إن بوتين بدأ شيئا ستكون له عواقب وخيمة بالنسبة لروسيا نفسها، وربما في الأيام القليلة المقبلة، تبدأ معاناة الروس من إصابات".


من ناحية أخرى، قال كارتر "لا تبدو أن هناك تكلفة سياسية فورية للرئيس بوتين، نظرا لسيطرة حكومته المهيمنة على البرلمان ووسائل الإعلام".


ومع تزايد ترجيح أجهزة الاستخبارات الغربية بأن السبب وراء تحطم الطائرة كان قنبلة زرعت على متنها، سيكون السؤال التالي: لماذا كان المستهدف طائرة روسية تحديدا، ولماذا يحرص بوتين على التهوين من شأن المزاعم الإرهابية فيما يتعلق بالطائرة؟
الإجابة الأكثر ترجيحا على السؤالين ستكون تدخل روسيا في سورية، وبمغامرته في سورية، يكون بوتين قد وضع بلاده في خط النار.