&الصدمة تتواصل في الأردن ونظرية «الاختراق الداعشي» لا يوجد عليها أدلة والتوقيت حساس


عمان وواشنطن: قلق مشترك ومشاورات معمقة لتفكيك ألغاز حادثة «الموقر»


بسام البدارين

&

&انضمام جريحين أردنيين إلى قائمة قتلى حادثة الموقر، التي صدمت جميع الأطراف في المملكة، مؤشر سلبي يوحي بأن تفاعلات أمنية وجهوية وعشائرية في طريقها للنمو بسبب الحادث الغامض والنادر الذي أدى لمقتل ستة اشخاص ثلاثة منهم أجانب والبقية أردنيين مع اربعة جرحى أخرين. حتى عصر الثلاثاء امتنعت السلطات الأردنية عن كشف اي تفاصيل لها علاقة بخلفيات حادثة الموقر، إذ قرر ضابط برتبة نقيب إطلاق النار بصورة جماعية على زملاء أردنيين وأجانب في قاعة طعام صباح أمس الأول من دون ان تتضح الأسباب والخلفيات.


مطلق النار اردى فورا أمريكيين وجنوب افريقي قبل ان تعلن اليوم التالي وفاة جريحين من زملاء الرجل، وسط حالة ذهول في المجتمع وعلى مستوى عشائر مطلق النار وضحاياه.
الامتناع الرسمي عن التطرق لأي تفاصيل في هذه الحادثة – رغم شغف الرأي العام بالمعلومات – يدلل على تحقيقات معمقة جدا وحذرة تجري خلف الستارة وبكل التفاصيل، وهي تحقيقات شكلت سرا لجنة رفيعة لمتابعتها من خارج نطاق الأمن العام وبالتعاون مع جميع الأجهزة.


في السياق، ليس سرا أن السؤال الذي يتردد بكثافة على ألسن جميع الأردنيين في الحكم والشارع يتعلق بسيناريوهات واحتمالات وجود علاقة بين «تنظيم الدولة ـ داعش» أو غيره من التنظيمات الجهادية وحادثة إطلاق النار، وكذلك بتقييم الترابط الزمني بين الحادث وبين ذكرى تفجيرات فنادق عمان الشهيرة قبل تسع سنوات والتي أمر بها الراحل أبو مصعب الزرقاوي.
لا يوجد عمليا أي دليل من أي نوع على خلفية سياسية لحادثة الموقر، لكن التأخر في إصدار «رواية رسمية» لمسارات الأحداث يقلق الرأي العام ويوحي ضمنيا بتباطؤ وتمهل مدروس لغرض ما.
بالنسبة للكثير من الخبراء، دوافع مطلق النار على الأرجح شخصية وانفعالية ومن الصعب توقع حصول اختراق أمني كبير لصالح تنظيم إرهابي أو جهادي عبر ضابط شاب بهذا الحجم، لكن من الأسهل توصيف سلوك الضابط الأردني بأنه في كل الأحوال سلوك «داعشي» من الناحية القيمية كما جاء في عشرات التصنيفات عبر وسائط التواصل والإعلام الإلكتروني.
المعلومات الخاصة، التي حصلت عليها «القدس العربي»، تؤشر إلى ان القاتل استعمل سلاحه الشخصي المصرح له بحمله وتوجه في موجة غضب غير مفهومة نحو قاعة إفطار تابعة لمركز التدريب الدولي للشرطة حيث يعمل واندفع يطلق النار على جميع الموجودين مركزا على الأجانب بصفة خاصة المتواجدين بصفة مدربين.


عملية إطلاق النار كانت عشوائية وتمت في وقت الإفطار الصباحي ومطلق النار كان غاضبا لكنه لا يصيح قبل مقتله برصاصة حارس من زملائه سيطر على الموقف.
تقارير محلية ذكرت أن الرجل سبق له ان عمل مع جهاز الأمن الوقائي، وهو الذراع المعني اصلا بمراقبة اداء جهاز الشرطة، لكن هذه المعلومة تم نفيها.
كما ذكرت التقارير ان الشاب النقيب طالب بإحالته على التقاعد عدة مرات لكن طلبه تم تجاهله بالمرتين في مؤشر إلى انه غير مرتاح في عمله، وهذه المعلومة ايضا نفاها عم الضابط في تصريح لقناة «سي ان ان».
السلطات لذلك تتباطأ ولا تستعجل اي سيناريوهات خشية وجود مؤشرات أكثر قلقا تتعدى الحادث على أهميته، خصوصا وان حادثة الموقر ستسلط الضوء مستقبلا على مظاهر التدين وطرق التوظيف في الأجهزة الأمنية عموما إذ سيتسبب الضابط بجريمته بتعقيدات لا يمكن حصرها وتجاهلها.


العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، سارع لزيارة الجرحى والمصابين وقدم العزاء للرئيس باراك أوباما ولرئيس جنوب إفريقيا، والسفارة الأمريكية في عمان تشارك بمشاورات أمنية معمقة لتفكيك الغاز الحادث والوصول لاستنتاجات قاطعة حول الخلفية والتوقيت.
&