فاروق جويدة
&
مازالت فيروز تغنى وتطربنا وتقدم للوجدان العربى أجمل وأرقى ما حمل من المشاعر والذكريات وإذا بحثت فى تاريخ الغناء العربى ستكون فيروز فى الصدارة مع نجوم كبار وإذا اقتربت من لغة المشاعر فسوف تجد لفيروز مساحة كبيرة فى رحاب الصدق والجمال..وإذا فتشت عن الكلمات الرائعة فسوف تكتشف كنزا من الأشعار قدمته فيروز فى مشوارها الطويل..كان من حسن حظ فيروز ان تلتقى فى مشوارها الفنى مع مدرسة الرحبانية بكل ما قدمته من أعمال فنية رائعة للموسيقى العربية وسوف تجد شعراء كبارا شاركوها مشوارها وقبل هذا سوف تجد فيروز مع سيد درويش وعبد الوهاب والسنباطى ولكل واحد قصة معها ابتداء بشط إسكندرية مرورا على جارة الوادى والحان السنباطى التى لم تكتمل.. رغم ان فيروز عاشت فى لبنان وظلت بعيدة عن أضواء القاهرة إلا إنها كانت تغنى دائما لمصر حين شدت مصر عادت شمسك الذهب وحين أعادت تراث سيد درويش بأدائها الساحر وحين اختارت جارة الوادى من الحان عبد الوهاب لتشدو بها من شعر أمير الشعراء احمد شوقى..

بقيت فيروز طوال مشوارها تغنى للحب والجمال ولم تنس القدس زهرة المدائن ولم تنس ان تغنى للبنان الرائع الجميل بحبك يا لبنان يا وطنى.. وفى حديقة فيروز تجد أشجارا كثيرة رقيقة وناعمة وساحرة ابتداء برجعت الشتوية وانتهاء بياريت والحان الرحبانية وفليمون وهبة وابنها المبدع زياد رحبانى وهؤلاء جميعا صاغوا مشوار فيروز بكل جوانب الإبداع فيه.. ان مشوار فيروز صفحات مضيئة فى تاريخ الغناء العربى وعلى امتداد الأيام بقيت فيروز تغنى حتى فى محنة لبنان فلم تترك وطنها ولم تهاجر منه وبقيت فيه تلملم جراح شعبها وتمنح الأمل وتغنى للجمال وسط خرائب الحرب الأهلية..ومازالت فيروز تطربنا وتسعدنا وتضىء ليالينا بسحر غنائها الجميل ان العالم العربى يحتفل هذه الأيام بعيد ميلاد فيروز وهى تستحق من كل القلوب التى أسعدتها وغنت لها اصدق الدعوات بأن تبقى بيننا زهرة المدائن ودار الحنين وشمس لبنان التى لا تغيب..سيدة الغناء الجميل والإحساس الصادق كل سنة وأنت بيننا نغما أصيلا وفنا جميلا وإبداعا صادقا.

&