& تصاعدت خلال اليومين الماضيين «حرب فتاوى» بشأن الرأي الشرعي في «التشات» أو التحادث بين الشباب والفتيات عبر الفيسبوك، إذا اعتبرها البعض «مفسدة للأخلاق»، ووصل الأمر بأن اصدر احد الشيوخ فتوى وصفتها بـ «احدى درجات الزنى»، إلا ان آخرين اصروا على انها «حلال»، ويتوقف الأمر على الغرض من استخدامها، فيما صب نشطاء في مواقع التواصل غضبهم على الطرفين بسب انشغالهم في هكذا امور.


وكان الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق في تصريحات خاصة له، أن فتوى حديث الولد والبنت على موقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» أو الدردشة في كلام فارغ بينهما هو درجة من درجات الزنا، لأن هذا ما نص عليه أحاديث الرسول الكريم، والزنا لا يقتصر على الجماع بين الرجل والمرأة في الحرام، لكن النظرة الآثمة، والكلمة الآثمة، هي ايضا درجة من درجات الزنا، وأن الفيسبوك سلاح ذو حدين يساعد على نشر الفضيلة، والرذيلة، وكل مستخدم عليه أن يحدد طريقته، مضيفا أن 33٪ من حالات الطلاق كان الفيسبوك هو السبب الرئيسي فيها.
وأضاف س«فيسبوك يؤثر على الزواج لأن الرجل يتكلم مع فتاة أخرى غير زوجته فى كلام غير أخلاقي، والزوجة أيضا تقوم بالمثل، فهذا لا يجوز ومحرم دينيا».
وشدد على أنه لم يقصد بالفتوى الترهيب من وسائل التواصل الإجتماعي، ولكن توضيح الحلال والحرام حتى يلتزم بها الشباب، مشيرا إلى أن لديه صفحة الفيسبوك وزوجته أيضا، ولا يجرأ على الدخول عليها لأن هناك ثقة كبيرة بينهما.


وقال الشيخ سالم: «الفيسبوك» وسيلة زي أي وسيلة نقدر نستعملها في الخير والشر وغيرها، الفكرة كلها في الاستعمال ليس أكثر، وللأسف أولادنا بيستعملونه بشكل سيىء»، مضيفا «أنا لما بقول إن الموضوع يقع في الزنا فهذا صحيح، فهناك خيانات زوجية وانتهاك للأسرة تتم على فيسبوك، ولكن إحنا بنظهر الحلال والحرام مش أكتر، والموضوع مش على المطلق».
ورفض الدكتور صبري عبادة، وكيل وزارة الأوقاف، تصريحات الشيخ سالم عبد الجليل، وموقفه من الشات بين الولد والبنت على «فيسبوك»، وأكد «أن كلام سالم عبد الجليل مجرد رأي شخصي، لا يحمل أي فتوى أو رأي ديني»، وقال إن «الله منحنا قنوات التواصل الإجتماعي، وأصبحت الآن عصرية يستطيع الإنسان يتواصل مع أخيه عبرها، وهذه منحة من الله عز وجل وتكنولوجيا حديثة يستخدمها الإنسان لمعرفة عقول الآخرين»، مؤكدا أن التواصل عبر قنوات التواصل الاجتماعي مباح شرعاً.
وأوضح «أن حديث الولد والبنت على الفيسبوك ليس بزنا»، مضيفا أن مثل هذه الفتاوى تجعل البعض يتهم الإسلام بالرجعية، «وكان يتعين على الشيخ سالم، أن ينصح الشباب بكلمات طيبة بدل التخويف بكلمات من نوع «الزنا»، وما شبه ذلك».


وعلقت شاهندة مقلد، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، على فتوى الشيخ سالم عبدالجليل بشأن تحريم الشات بين الرجل والمرأة، في تصريح لها، قائلة «مش قادرة أفهم أين العقول، هذا قصور فكري في الوعي والثقافة والعلم، يريدون إعادتنا إلى العصور الوسطى، والعالم لن يرضخ لآرائهم».
وتابعت «أن العالم يتقدم إلى الأمام، وأصبح قرية صغيرة، ولابد من تربية الأبناء على أن يسلكوا السلوك القويم من أنفسهم، ولا يرتكبون أخطاء».
وأضافت «حرام عليكم العالم طلع القمر واخترق الأرض وأنتم عمالين تقولولنا كلام غريب، حرام علكيم ولادنا تضيعوا ثقافتهم وعقولهم».


ورد الشاعر على عفيفي، على فتوى الشيخ سالم عبدالجليل، قائلا «كل واحد حر، أحنا بنتقدم لقدام ولا بنرجع للوراء، فرفش يا شيخ وعيش الأيام أنتم عايشين من أيام أبولهب».
وقال الداعية خالد الجندي: إن «من الضروري للزوج معرفة باس وورد الزوجة على فيسبوك»، محذرا مما وصفه بسوء استعمال مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن نسبة الطلاق بسبب «فيسبوك» ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وأكد «إن عدم معرفة الزوج لباس وورد زوجته أمر خطير ومصيبة»، مشيرًا كذلك إلى ضرورة معرفة الزوجة لباسوورد زوجها.
وأوضح أن «الخصوصيات يجب أن تكون بين الأصدقاء بعضهم بعضًا، وليس بين الزوج وزوجته»، مضيفًا أنه «لا يمكن للزوجة أن تضيف أصدقاء من الرجال، ولا يمكن للزوج أن يضيف أصدقاء من النساء».


وقال المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، وعضو مجلس النواب:«إن مقدمات الزنا تبدأ من الإنترنت»، «وهناك بنات تدخل على الإنترنت لابتزاز الشباب، بخلعهم الملابس ويصبحن عاريات»، مشيرًا إلى أن الأسماء كافة المستخدمة فى الإنترنت وهمية، مؤيدا بحديثه فتوى الدكتور سالم عبد الجليل بتحريم الدردشة بين الشاب والفتاة على «فيسبوك»، مؤكدًا أن الإنترنت بوابة فساد.
وأشار إلى «أنه اكتشف إقامة عدد من اللاعبين المحترمين علاقات جنسية مع فتيات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن البعض منهم وصل بهم الأمر للذهاب إلى شقق الفتيات، لذلك فرض عقوبات على هؤلاء اللاعبين».


وفي غضون ذلك، أثارت حرب الفتوى الكثير من الجدل بين مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، فعلق محمد منصور، قائلا:»ارحمونا من الكلام ده….كل يوم والتاني رأي أسوا من الأول….ترويج لأي كلام والسلام»، وقالت ندا مصطفى: «الإسلام لم يحرم وجود علاقة بين الجنسين وإنما جاء منسقا لها فلم يتشدد ولم يتراخ وإنما توسط في الأمرين.. وهناك حدود سنتها الشريعة في المعاملة وردت في سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لا نستطيع نفي وجود العقل والوعي والاكتساب من المجتمع الاكتساب البناء، عندما نعود لعقلنا ووعينا وما اكتسبناه في الحياة من خبرات ونتعامل مع البشر ونصادقهم على هذا الأساس، عندها سنصادق ونصدق مع أي شخص إن كان رجلا أو انثى».


وكتب عبدالمنعم عطية في تدوينة له على موقع «تويتر»: «الحمد لله تم حل جميع المشاكل ولم يتبق إلا مشكلة الفيسبوك.. عرفتوا تنظيم الدولة بتجيب أفكارها منين.. آدي العينة.. منتهى التخلف.. ومزيد من الإعلانات للفضائيات وطز في مصلحة البلد»، وعلقت نوال: «ما هذا التشدد أي عقل؟ أي علاقة تجمع إمرأة برجل يكون هدفها الأساسي الجنس!! اتمنى أن تعود مصر إلى سابق عهده».
وقال وليد أبو عوف: «هل تحب ان تكون قفص وتكون زوجتك أو أمك أو بنتك تكون على علاقة بشخص غريب يتكلمون طول الليل في كلام خارج أو جرئ وانت قاعد قفص، ولا الكلام مش جاي على هواكم؟»، وأضاف شريف: «كلام الشيخ صحيح وإحنا عارفين كلنا أو معظمنا كشباب بندخل عالفيس ليه وبنتعرف على بنات ليه ونيتنا فيها ايه، وياما حصل حالات طلاق في مصر وخراب بيوت بسبب زوجة تكتشف علاقة لزوجها عالفيس أو الزوج يكتشف خيانة زوجته، اتقوا الله وبلاش نحارب الحق ونهاجمه تحت اسم الحرية بلاش بلاش نهاجم كل شيخ محترم لمجرد إن فتواه أو رأيه لا يرضى نزواتي ولا يشبع رغباتي وأفكاري».