&لبنان والرئاسة دخلا في إجازة الأعياد بعد قرار ترحيل النفايات بكلفة باهظة ووزير الخارجية يعترض على عبارة «العودة الطوعية» للنازحين السوريين

سعد الياس

باستثناء قرار ترحيل النفايات الذي اتخذه مجلس الوزراء في ظل اعتراضات وتساؤلات حول الكلفة الباهظة ووجهة الترحيل، لا جديد على الساحة الداخلية في لبنان الذي دخل في اجازة الاعياد. وفي وقت بات شبه محسوم ان الاستحقاق الرئاسي والتسوية المقترحة لتسهيل انجازه، رُحّلا إلى العام المقبل، تراجعت المواقف الاعلامية في شأنهما واقتصرت على تأكيد عرابي التسوية ان الاخيرة صامدة ولم تمت لكنها عُلقت مرحلياً وتنتظر نتائج الاتصالات التي ستسأنف بزخم مطلع العام لتذليل العقبات التي تعترضها.

في الانتظار، نقل زوار «معراب» عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع استمراره في ترشحه للانتخابات الرئاسية، متحدثين في الوقت عينه عن استعداده للمشاركة في أي اجتماع للقيادات الاربعة سواء في بكركي أو في اي مكان آخر للبحث في الموضوع، خصوصاً اذا ما لمس اجماعاً جدياً على ضرورة ايجاد مخرج للمأزق الراهن. وافادوا بان جعجع مستعد للقاء رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في اي وقت للبحث في الاستحقاق.
وليس بعيداً، من المتوقع أن تكون هناك إطلالة جديدة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يتناول فيها الشأن الرئاسي والمبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري عبر طرحه استعداده لدعم ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية.


وتزامناً مع ذلك، أمل رئيس الحكومة تمام سلام أن «تحلّ علينا الأعياد العام المقبل ويكون لبنان قد تخطى أزمة الشغور الرئاسي التي عطّلت مؤسساتنا وأنهكت اقتصادنا، لنمضي جميعاً في مسار سياسي سليم نعيد فيه الاعتبار لنظامنا الديموقراطي وآلياته، ونلتفت إلى احتياجاتنا الملحّة، ونحصّن بلدنا إزاء تداعيات الاحداث المؤلمة الجارية في منطقتنا».
ورأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يوجه إلى اللبنانيين اليوم رسالة الميلاد، أن «العيد الذي ننتظره في لبنان هو انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيراً إلى أنه «ما دام لا رئيس فلا معنى للعيد عندنا . إلا بوجود الرئيس، المجلس النيابي يشرّع والحكومة تعمل والمؤسسات تستعيد دورها وتعود الحياة إلى المجتمع، فعبثاً يقنعنا أحد أو نقنع أنفسنا بأن لبنان يسير من دون رئيس للجمهورية»، مضيفاً «هذا هو العيد الحقيقي الذي نتمناه، ونحن خاطبنا أكثر من مرة الكتل السياسية والنيابية لانتخاب رئيس، وحتى الآن رفضوا ذلك، وأنا أسألهم هل تعيشون في حالة عيد؟ لا اعتقد ذلك لأن من يعيش العيد هو الذي يصنعه».


أما السفير السعودي علي عواض عسيري الذي زار بكركي معايداً، فلفت إلى ان «مع الاستعداد لبدء عام جديد، يتطلع محبو لبنان وفي طليعتهم قيادة وشعب المملكة العربية السعودية، إلى ان يعبر هذا البلد العزيز إلى وضع افضل على المستويات كافة من خلال التمكن من اجراء الانتخابات الرئاسية واستتباعها بالاستحقاقات الدستورية واستعادة حيوية المؤسسات وانهاض الاقتصاد وتنشيط قطاع الاستثمار والسياحة عبر تعزيز الخطط الامنية وتحصين الساحة الداخلية ليجتذب لبنان من جديد السياح العرب والاجانب ويعود إلى سابق عهده».


وطمأن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في الرسالة التي وجّهها لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف إلى ان «الفرج آت، مهما اشتدت الصعاب ووضعت العراقيل في طريق انتخاب رئيس للبنان»، معتبراً ان «المبادرات الوطنية للحثّ على الانتخاب نوايا صادقة، ويعوّل عليها»، وقال «قرأت في الصحف ان مجلس الوزراء اجتمع لبحث مشكلة النفايات فقط، والعالقة منذ قرابة العام، فيا بخت النفايات، ومتى يجتمع مجلس نوابنا لانتخاب رئيس يكاد يمضي عامان على خلو المنصب منه فقط؟ لا يزال لدينا امل».


على خط آخر، حطّ رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي في بيروت امس، وبعد ان تفقد وحدة بلاده العاملة في اطار قوات اليونيفيل في الجنوب، التقى الرئيس سلام في السراي الحكومي حيث كان بحث في مجالات التعاون بين البلدين لاسيما في ما يخص ملف النزوح السوري.وأشار سلام في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي إلى «اننا تداولنا في ما يهمنا جميعاً على مستوى المساهمة في دعم لبنان في ظل ما يواجهه من اوضاع، خاصة فيما يتعلق بالعبء الكبير الذي يتحمله في اطار النزوح السوري، وما يشكل ذلك من اعباء كبيرة على اقتصادنا، والبنى التحتية.من جهته، لفت رينزي إلى ان «لبنان أصغر من ايطاليا بـ15 مرة وعدد سكانه 4 ملايين نسمة، ورغم ذلك يستضيف وبفضل القيم الانسانية وحس المسؤولية لاجئين يفوق عددهم 10 مرات عدد اللاجئين الذين أتوا إلى ايطاليا هذا العام»، معتبراً ان «علينا أن نعمل على حل مشكلة النزوح من جذورها لتخطي المشكلات والازمات».


إلى ذلك وجّه وزير الخارجية جبران باسيل كتاباً رسمياً إلى الأمم المتحدة جدد فيه رفض لبنان عبارة «العودة الطوعية» للنازحين السوريين الواردة في القرار الدولي 2254، مشيراً إلى ان «الإصرار على توصيف العودة بأنها طوعية، حتى بعد انتهاء الصراع، يثير المخاوف من توطين ودمج النازحين السوريين في لبنان».ورأى أن «ما من مبرر يسوغ لأي سبب من الأسباب الإنسانية بقاءهم في لبنان بعد انتهاء الصراع».