ريما شري

&خلال الأعوام الأربعة الماضية، لم يعرف الكثير من السوريين من عيد الحب إلا لونه الأحمر الذي يستعيد دلالاته من الدم السائل في مشاهد الموت والمجازر. قد لا يرغب الذين عانوا من الحرب، نزحوا أو فقدوا أحباء لهم، في الاحتفال بعيد يذكرهم بأن سوريا تستحق الحب أيضاً. ولأن الوقت ليس مناسباً، كما يقول البعض، تستمر بعض المحلات التجارية بالإمتناع عن بيع أو عرض هدايا هذا العيد حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا في الحرب والظروف المأسوية التي تمر بها سوريا. لكن بالرغم من الغصة التي يتركها هذا العيد على السوريين، ما زال هناك متسع للأمل والحب، الذي لم يستطع العنف أن يضع حداً لهما.
”يهديكم الحب اليوم الكثير من الورود… وسنهدى نحن بالمقابل الكثير من الموت والقصف، ورغم ذلك، ولأننا نحب الحرية والحياة وسوريا، نهديكم كل الحب من هنا، من سوريا». هكذا عبر السوريون عن شعورهم في عيد الحب العام الماضي عندما سجلوا فيديو بعنوان ”رسالة من سوريا في يوم الحب” ظهروا فيه وسط الدمار حاملين يافطات مكتوب عليها باللغة الإنكليزية: «وسط المجازر .. رسالة من سوريا في يوم الحب .. سوريا، مع الحب».
وحتى هذا العام، لم تمنع الحرب الدائرة في سوريا، ولا حتى تنظيم «الدولة الإسلامية» المواطنين السوريين من الاحتفال بعيد الحب الذي يحتفل فيه العالم في الرابع عشر من شباط/فبراير. فعلى بعد مسافة قريبة من دوما، التي شهدت أعنف المجازر في الأسبوعين الماضيين، تحدت محلات تجارية عديدة في دمشق الموت بعرض الورود والبالونات الحمراء التي زينت واجهاتها، كان من ضمنها محل أبو يزن بـ»القيمرية» – دمشق القديمة الذي أعدّ العدة جيداً لعيد الحب، وكسا واجهته باللون الأحمر بالرغم من أن حركة البيع بدت أقل مما توقّعه، كما قال لـ CNN بالعربية.


ويقول البائعون في دمشق إن الهدايا متوفرة بشكل كبير في الأسواق، لكن المبيعات قليلة بسبب «برودة الطقس وسوء الأوضاع الاقتصادية».
ولإحياء هذه المناسبة هذا العام أعلنت بعض الفنادق والمطاعم والنوادي الليلية عن حفلاتٍ خاصّة، كما خصصت بعض الإذاعات والقنوات، فقرات من برامجها للحديث عن الحاجة للحب، مضيفة على ذلك «أهمية حب الوطن».
ومع كل هذا الجهد قد لا يسجل عيد الحب إقبالا كما في السنوات السابقة مع حركة بيع خجولة، وغياب الزبائن القدامى، بعضهم من أهل الحب الذين رحلوا. لكن الإصرار على التعبير عن الحب ضروري، يقول البعض، رافضاً اعتبار الوقت غير مناسب للأعياد، فأي وقت مناسب للحب، و”أي وقت نعاني فيه من العنف نحتاج فيه للحب أيضا. لا حل للحرب من دون حب، هكذا نبرر حقنا في الاحتفال بهذا العيد».
&