جنرالات إيران يلتقطون الصور في درعا.. وبشار الأسد «يزاحم» للجلوس على طاولة «التحالف» ضد الإرهاب.. الأردن والإمارات برسم «الليونة» والعاهل السعودي يتشدد


بسام البدارين

&

&

&


الإعلان مساء الخميس عن «غارة» جديدة للطائرات الأردنية استهدفت مواقع «منتخبة» لتنظيم داعش في سوريا بعد أربعة أيام من انخفاض وتيرة هذه الغارات يؤشر مجددا على استمرارية «الثأر» الأردني للشهيد الطيار معاذ الكساسبة، لكن بوتيرة أقل بعدما هدأت مشاعر الرأي العام وانتهت مظاهر العزاء الضخمة.


ويعتقد وعلى نطاق واسع بأن انخفاض وتيرة الأحداث العسكرية يهدف إلى المساهمة في إنضاج ترتيبات المواجهة البرية الضخمة المتوقعة بين الجيش العراقي وقوات داعش في محيط الأنبار والموصل، خصوصا ان رئيس الأركان الأردني الجنرال مشعل الزبن صرح في بغداد بأن بلاده ستدعم العراق في معركة الموصل. ويعتقد بأن ظهور جنرالات إيرانيين ومعهم مقاتلون من حزب الله اللبناني في واجهة شرق بعض قرى درعا لا يمكنه أن يكون خبرا سارا للدول العربية وتحديدا الأردن والإمارات والسعودية مما يتطلب المزيد من البحث المعمق في كل الخطوات المقبلة.
عسكريا انتقلت الاتصالات إلى الغرف المغلقة وعمان جلست مجددا في عمق طاولة الترتيبات، عبر التحالف الدولي وأظهرت الاستعداد للتعاون عسكريا واستشاريا ومعلوماتيا، مع كل الجهات التي تقف في المعسكر المناهض لداعش سواء في لبنان أو في العراق أو حتى في سوريا.


لكن ما يعيق حسب معلومات «القدس العربي» التفاهمات حتى اللحظة هو المعركة التي يديرها نظام الرئيس بشار الأسد تحت عنوان حملة مكافحة الإرهاب عبر دمشق وبالترتيب معها.
أردنيا لا يوجد ما يمنع «التعاون» مع النظام السوري رغم مظاهر «الانفعال» التي ظهرت مؤخرا على سلسلة تصريحات سورية ضد عمان، وفي مقر رئاسة الوزراء الأردنية استمعت «القدس العربي» لتقديرات تتحدث عن عدم وجود موانع للتعاطي التكتيكي مع النظام السوري ما دام أقل انفعالا وميلا للتفاهم.


نظام الأسد اتهم الأردن مجددا وهو في بؤرة قصف أهداف تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة بتسهيل مهام دخول وتدريب «الإرهابيين» كما شكك السفير السوري الأسبق بعمان بهجت سليمان بقدرات الأردن العسكرية، وبدا واضحا أن الإعلام اللبناني والسوري المناصر لنظام دمشق «يتعرض» بجمل مناكفة للأردن طوال الوقت. الردود الأردنية على الانفعال السوري حتى اللحظة حضرت هادئة ووادعة، وفي الأروقة الرسمية يتم تفسير جرعة الانفعال السورية على أساس الزحام القوي للحصول على شرعية الاعتراف الدولي باستحالة مقاومة الإرهاب بالمنطقة، إلا عبر النظام السوري وبالتعاون معه.
مسؤول أردني بارز قال لـ «القدس العربي» ان الرئيس الأسد يريد ان يحصل على المكافأة الكبرى والمزاحمة، على صفقة شاملة على هامش دورة العمليات ضد داعش على المستوى الدولي والإقليمي. وما يزيد جرعة الانفعال بالتالي هو الخلفية الاقتصادية للمعركة الباطنية، لذلك يعتقد بأن جنرالات إيرانيون بدأوا بالتقاط الصور في محيط درعا، برفقة مسؤولين من حزب إلله كرسائل لكل من الأردن وأمريكا وإسرائيل على أمل العودة إلى النقطة الجوهرية المتمثلة بالزحام على جلوس الرئيس الأسد على طاولة أي تخطيط استراتيجي لهجمة عسكرية شاملة ضد تنظيم «الدولة».


ما يحول دون ذلك حتى اللحظة موقف أمريكي متردد يركز على أن لا يستفيد الأسد من مسارات الأحداث وموقف سعودي متجذر يرفض إطلاقا أي تعاون مع إيران وسوريا في إطار معركة مواجهة «الدولة» أو «جبهة النصرة».
موقف أبوظبي وعمان يتميز بقدر من «المرونة» تجاه التكتيك السوري، لكن الجبهة التي ترفض اي ليونة ما زالت جبهة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
عمان تسعى لإدارة المسألة من جانبها عبر اللعب مجددا بين جميع الأطراف وسط ترجيح التقارير الدبلوماسية التي تتحدث عن اتصالات و «تبادل للمعلومات» حصل فعلا عبر قنوات سرية تماما بين النظام السوري ولجنة أمنية أمريكية ترسل تقاريرها للبنتاغون.
&