&عبد الحميد صيام

&وأخيرا برّ عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، بوعده الذي قطعه للجالية العربية والمسلمة وأصدر مرسوما بإضافة عيدي الفطر والأضحى إلى الأعياد الرسمية التي تعطل المدارس فيها أسوة بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية للمسيحيين ويوم الغفران ورأس السنة العبرية لليهود. الآن يستطيع الآباء أن يرتاجوا من طلب إذن خاص بإعفاء أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة في ذلك اليوم. إحتفلت الجالية العربية والمسلمة بهذا الإنجاز الكبير وتوجهت «القدس العربي» للقاء ليندا صرصور، الناشطة الفلسطينية والأم والمربية والمديرة التنفيذية للرابطة العربية الأمريكية ومقرها بروكلين- نيويورك، والتي عملت بدأب لمدة طويلة لترى ثمرة جهودها وجهود زملائها وخاصة الدكتور أحمد جابر رئيس الرابطة تثمر في مثل هذا المرسوم رغم العديد من العقبات التي واجهها العمدة قبل إقرار القانون الجديد.


تقول «إن قرار عمدة نيويورك دي بلاسيو جاء بعد عقد من النضال الدؤوب للاعتراف بالأعياد الإسلامية. لقد أصر عمدة نيويورك السابق، مايكل بلومبيرغ، ألا يعترف بالأعياد الإسلامية وأنه ما دام في مكتبه فسيبقى الطلبة في أقسامهم في أعياد المسلمين، بل وعمل على إجراء تغييرات في المجلـس الأعلى للتعليم ليعكس هذا التوجه».


وتضيف «عندما ترشح دي بلاسيو لمنصب عمدة نيويورك شكلنا إئتلافا من 80 منظمة من المسلمين ومن غير المسلمين من مدينة نيويورك، وبدأنا نتحرك كمجموعة ضغط للتأكد من الإعتراف بالعيدين الإسلاميين الأساسيين الفطر والأضحى كعيدين رسميين. وشكل الإئتلاف مجموعات تساهم في الحملة الانتخابية لدي بلاسيو. وحصلنا منه على وعد بأنه إن فاز سيعترف بالعيدين. وعندما فاز في الانتخابات في يوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 تابعنا معه موضوع الوعد الذي قطعه للجالية العربية والمسلمة وبالفعل إلتزم بما وعد به وأعلنه في مؤتمر صحافي يوم 4 آذار/مارس الحالي».


وليندا أم لثلاثة أطفال، وقد كرمت في البيت الأبيض من بين مجموعة من نشطاء المجتمعات المحلية. وتعمل كذلك منسقة للشبكة الوطنية للجمعيات العربية الأمريكية والتي تضم 22 منظمة عربية في 11 ولاية. وعملت في الحملة الانتخابية لدي بلاسيو واستطاعت أن تحشد أصوات العرب والمسلمين في نيويورك وخاصة في حيّ بروكلين المعروف بوجود كثافة سكانية عالية للعرب والمسلمين. فعندما تسير في منطقة بيرج تشعر وكأنك في أحد شوارع رام الله أو بيروت أو دمشق أو القاهرة.
وكانت المعركة للإعتراف بأعياد المسلمين قد بدأت عام 2006 عندما وقع موعد إمتحان الولاية الشامل يوم عيد الأضحى حيث إضطر الطلاب المسلمون التوجه إلى قاعات الامتحانات بدل التوجه لأداء صلاة العيد، تضيف ليندا. «ونتيجة للضجة التي أثرناها أقرت بلدية نيويورك تشريعا يمنع عقد إمتحانات شاملة في الأعياد الدينية الرئيسية. لكننا لم نكتف بهذا الانتصار الصغير وتابعنا الضغط من أجل الاعتراف بأعياد المسلمين واعتمادها أعيادا رسمية لكل الطلبة وليس للمسلمين فقط علما أن أعداد الطلبة المسلمين في المدينة في إزدياد مضطرد. وكأم أشعر بالفرح الآن لأن أولادي ليسوا مضطرين أن يختاروا بين أداء واجبهم المدرسي أو واجبهم الديني في عيدي الفطر والأضحى».
وتؤكد ليندا أن النضال لم ينته بعد وهناك تحديات كبرى يجب أن نجتازها وخاصة مراقبة شرطة نيويورك للعرب والمسلمين والتجسس عليهم وموضوع الإسلاموفوبيا والتمييز. «إنني أتابع مع دائرة التربية والتعليم في المدينة لتعزيز التفاهم وقبول المسلمين كمكون أساسي أصيل من هذه المدينة. إن فضيحة تجسس الشرطة في نيويورك على العرب والمسلمين وحوداث التمييز واستهداف مراكز المسلمين والتمييز ضدهم كانت عوامل ساهمت في رص الصفوف لدى العرب والمسلمين في المدينة لأن العنصرية لا تميز بين لبناني وفلسطيني ومصري وباكستاني أو مسلم من أصول أفريقية». وتؤكد أنها شخصيا تعرضت للمضايقة والتهديد. «بعد قيام التنظيم الإرهابي «الدولة» بذبح الصحافي الأمريكي جيمس فولي في أيلول/سبتمبر الماضي، طاردني شخص في الشارع عرف أني مسلمة بسبب الحجاب وقال لي سأقطع رأسك». وفي حادثة أخرى قام أمريكي كان قد تقاعد من الخدمة العسكرية ولكَـم زوج إمرأة محجبة وحاول أن يأخذ طفلها منها وأسمعها كثيرا من الشتائم. وقبل عدة أيام قتل العراقي أحمد الجميلي في ولاية تكساس وهو يلتقط صورا لزوجته المحجبة أثناء العاصفة الثلجية وقبلها قتل ثلاثة طلاب بطريقة بشعة في كارولاينا الشمالية كما تم مهاجمة مدرسة إسلامية في ولاية رود آيلند. حوادث كثيرة ومسؤوليتنا أن نقوم بتقديم شكاوى حول كل هذه الحوادث وإحداث ضجة وإحتجاجات وإلا فستسمر وتتكرر بدون عقاب».


وتختم ليندا صرصور حديثها متمنية أن يكون لإقرار الفطر والأضحي عيدين رسميين مفعول إيجابي لدى الجالية العربية والمسلمة للعمل أكثر وبطاقة متجددة لتحقيق المزيد من المكاسب على طريق الاعتراف بنا والمساواة بيننا وبين مكونات المدينة العديدة.

&
&