موفق الربيعي&: نحفظ للكويت موقفها حين سمحت للأميركيين بدخول العراق وإسقاط صدام
&&علي الراشدي&
• ميناء مبارك قضية اقتصادية بحتة ولا يمثل تهديداً للأمن القومي العراقي
• نلاحظ أن هناك جفاء على المستوى التجاري... فالتاجر العراقي يذهب إلى دبي لا إلى الكويت
• في ولاية أوباما الأولى حدثت أخطاء كارثية بالانسحاب غير المسؤول من العراق
• لم يعرض عليّ أي رجل أعمال كويتي ملايين الدولارات ثمناً لحبل إعدام صدام لأنه ليس للبيع وليس ملكي
• بعض الدول العربية تريد عراقاً مقسّماً ولكن بعد فقدان السيطرة في يونيو الماضي بدأ الخوف يصل إليها
• واشنطن تريد إضعاف «داعش» وليس القضاء عليه تماماً... لكي لا يصب الأمر في صالح إيران
• علاقة حيوية مع إيران واستراتيجية مع أميركا لا تتعارضان... فالعراق ليس جزءاً من الخلاف بين البلدين
• لماذا يثير الحساسية وجود 100 إيراني وقاسم سليماني... ولا يثيرها وجود 4000 جندي أميركي منهم مئات الجنرالات
• هناك تعاون أمني مع السعودية وتعاون أمني مفصّل مع الكويت والإمارات والبحرين
• نحتاج السعودية في بناء العراق وهناك تقصير من الساسة الشيعة تجاهها
• الأسباب الطائفية هي التي منعت القادة الشيعة من التوسع بعلاقاتهم مع السعودية ودول الخليج
أكد مستشار الأمن القومي العراقي السابق موفق الربيعي ان هناك تعاونا أمنيا بين العراق والكويت، كما بين العراق وعدد من دول الخليج.
وتطرق الربيعي في حوار أجرته معه «الراي» في بغداد إلى ملفات العلاقات بين العراق والكويت في الماضي والحاضر، فقال إن «علينا ان نحفظ للكويت موقفها حين أخذت الخطورة وسمحت للقوات الأميركية بدخول العراق واسقاط صدام حسين»، معتبرا ان «ميناء مبارك قضية اقتصادية بحتة ولا يمثل تهديدا للأمن القومي العراقي». ولاحظ الربيعي بأسف ان «هناك جفاء على المستوى التجاري... فالتاجر العراقي يذهب الى دبي لا الى الكويت».
وأكد الربيعي أنه حضر الاستجوابات التي جرت مع أركان النظام السابق وان طبان حديث وطبان التكريتي عن وجود اسرى كويتيين أحياء في حين أدى إلى خلق آمال زائفة لدى عائلاتهم، ونفى التقارير التي تحدثت عن ان رجل أعمال كويتيا عرض ملايين الدولارات ثمنا لحبل إعدام صدام، قائلا ان «الحبل ليس للبيع وليس ملكي. وانتظر افتتاح متحف خاص بجرائم النظام السابق لأسلمه».
واتهم الربيعي «بعض من الدول العربية» بأنها «تريد عراقا مقسما ولذلك دعمت العنف فيه... ولكن بعد فقدان السيطرة في يونيو الماضي بدأ الخوف يصل اليها».
ورأى ان «اخطاء كارثية حدثت في ولاية اوباما الاولى بالانسحاب غير المسؤول من العراق»، مضيفا ان «واشنطن تريد إضعاف داعش وليس القضاء عليه تماما لكي لا يصب الأمر في صالح ايران»
واعتبر ان «علاقة حيوية مع ايران واستراتيجية مع أميركا لاتتعارضان... فالعراق ليس جزءا من الخلاف الاميركي- الايراني»، وتساءل: «لماذا الحساسية من وجود 100 ايراني وقاسم سليماني وليس من وجود 4000 جندي اميركي منهم مئات الجنرالات؟».
وأكد الربيعي «أننا نحتاج السعودية في بناء العراق وهناك تقصير من الساسة الشيعة تجاهها»، مضيفا ان «الاسباب الطائفية هي التي منعت القادة الشيعة من التوسع بعلاقاتهم مع السعودية والدول الخليجية».
وفي الآتي نص الحوار:
● الامن في العراق ارتبط بالخلاف السياسي؟ انت عملت مستشارا للامن القومي ما يقارب الثماني سنوات. كيف ترى حل المسألة الأمنية؟
- جذر العنف في العراق ما بعد 2003، هو جذر سياسي وحله ايضا سياسي، لانه اصطبغ بالقضية الطائفية. لذلك تستخدم الطائفية للترويج وتحقيق اغراض سياسية وفوائد اقتصادية، والمسألة الثانية الدور الاقليمي له دور كبير في زيادة العنف في المنطقة. ايران مقابل السعودية هواصطفاف طائفي، وهذا لم يكن قبل عشر سنوات، وسابقا كنا نسمع بالصراع العربي - الاسرائيلي. اما الان نسمع ونعيش الصراع السني - الشيعي، وهذا يصب في تسييس المذهب وتمذهب السياسة، وهو من أخطر ما نمر به، باعتباره اصطبغ بالمذهبية والطائفية التي تحولت الى دم في العراق.
● زيارات الزعامات السياسية إلى الخارج تتركز على العواصم التي يتبعون لها طائفيا لماذا؟
- يحزنني جدا أن أرى مجموعة من قادة البلاد ومن الطائفة السنية يلتقون بالملك عبدالله ويصيبني نفس الحزن عندما أرى القيادات الشيعية تلتقي بقيادات ايران فقط و رئيس الجمهورية لوحده يذهب الى تركيا وليس معه زعيم سني او شيعي لا من الصف الاول ولا الثاني ولا الثالث. وصورة لقاء ملك الاردن مع رئيس البرلمان ونائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء غير مريحة، وهم يمثلون طيفاً واحداً. وانا اتمنى ان تكون هذه الزيارات بجميع المكونات العراقية من السنة والشيعة. لذلك المكون السني الذي تمثل بالمطلك والنجيفي والجبوري وراءه رسالة تكمن في اننا لدينا حليف اقليمي يدعمنا والملك الاردني يريد ايصال رسالة ايضا انني حليف وجذوري بالعراق.
● ألم تتشكل خارطة تفاهمات داخل البيت العراقي؟
- على الاطلاق لم يحدث. ذلك فكل الطرق الديبلوماسية فشلت فشلا ذريعا في احتواء الازمة، ولم يحصل التداول السلمي للسلطة في العراق.
● هل هناك من يقف ضد التوافقات السياسية التي شكلت على اساسها حكومة حيدر العبادي؟
- اعتقد ان بعض من الدول العربية تسعى لبقاء مكونات الشعب وطوائفه غير موحدة، وهذا لتحقيق مصالحها. وهذا طبيعي جدا فكل واحدة منها تبحث عن نفوذها داخل العراق وتحقيق مصالحها وهي تريد عراقا مقسما.
● ماذا عن موقف واشنطن وسياستها في العراق؟
- في ولاية بوش الاولى والثانية كان للعراق دعم اميركي غير محدود لانجاح التجربة الديموقراطية في العراق في السابق وبالتحديد في الولاية الاولى والثانية لنوري المالكي. ولكن في ولاية اوباما الاولى حدثت اخطاء كارثية من قبل الادارة الأميركية بالانسحاب غير المسؤول من العراق. نحن تفاوضنا مع الاميركيين على انسحاب مسؤول، يأتي في إطار اتفاق على ثلاث سنوات لبناء الجيش العراقي وبناء القدرات الامنية والاستخبارية، ولكنهم لم يبنوا القوات العراقية وانسحبوا.
الآن بعد «نكسة يونيو» في العام الماضي، واجتياح «داعش» العراق فهم الأميركيون أن الخطر لا يداهم العراق، فحسب انما هو تهديد دولي. وحين رأوا بأعينهم كيف يدخل العراق اكثر من 5000 اميركي واوروبي انضموا الى التنظيم، تيقنوا تماما من ان القضية تمس الامن القومي الاميركي.
● كيف ترى السياسة الأميركية الحالية تجاه العراق؟
- أميركا حليفنا الاستراتيجي بلا منازع وهناك اتفاقية الاطار الاستراتيجي الذي تم توقيعه قبل 7 سنوات. لكن ماذا عملوا؟ أميركا تعهدت حسب بنودها تحسين المستوى الصناعي والزراعي والعمراني وحماية العراق من أي خطر والاتفاق على سيادة واستقلال ووحدة العراق، لكن ماذا فعلوا قبل وبعد احداث الموصل؟ الان رجعوا لمقولة الرئيس اوباما اضعاف «داعش» والقضاء عليه، ونحن نعتقد انها اهداف نبيلة ولكنها غير جادة في القضاء على «داعش»، بل هي تريد اضعاف «داعش» داخل مناطق النفوذ الايراني مثل سورية والعراق وليس القضاء عليه تماما، لكي لا يصب الأمر في صالح ايران، وهذا ما لا تريده اميركا طبعا لكي لا تطغى وتسيطر ايران على المنطقة.
● هل تطلبون تدخل قوات برية اميركية في الانبار؟
- الحكومة لاتحتاج الى تدخل بري اميركي. ولدينا اكثر من مليون مقاتل تحت السلاح. واميركا لم تعرض علينا ذلك. وهذا سؤال افتراضي.
● هل التباطؤ الاميركي في قصف حواضن ومقرات «داعش» في تكريت والانبار تمهيد سياسي لاقامة الاقليم السني؟
- لا اعتقد ذلك، ولكن أميركا تخضع لبعض القيود في عمليات القصف الجوي. فهي لا تريد حدوث اضرار للمدنيين، لان الاعلام العالمي وحقوق الانسان، سيشنان عليها هجمة شرسة، ثانيا هي ليست معركة جيش مقابل جيش، ويخشون من النيران الصديقة او ضرب قوات صديقة، اضافة الى انهم يحذرون من ان تضرب مناطق للحشد الشعبي والجيش العراقي، لان بعض من قيادات الحشد الشعبي كانت تقاتل القوات الأميركية على الارض والولايات الأميركية تعتبر قسما من قيادات الحشد ارهابيين، وهم مسجلون لديها، فهي تتجنب ضرب الحشد بالخطأ خوفا من ان يطالب الحشد بمواجهة مع الولايات المتحدة وتصفية حسابات سياسية قديمة.
● هل استثمر العراق علاقاته باميركا وايران؟
- السياسة الخارجية العراقية غير موفقة في استثمار العلاقة لامع الجمهورية الاسلامية ولا الولايات المتحدة الأميركية اعتقد ان علاقة حيوية مع ايران وعلاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية لا تتعارضان وانما يكمل احدهما الآخر.
● كيف وهناك خلاف أميركي - ايراني؟
- العراق ليس جزءا من الخلاف الاميركي-الايراني. واميركا تريد انجاح التجربة الديموقراطية في العراق، لانها هي من اتت بها. وايران كذلك تريد ان يستقر العراق لان مكون الاغلبية الحاكم موالٍ لها، وهنا تلتقي المصالح الأميركية والايرانية في العراق.
● في أحد لقاءاتك مع مسؤولين ايرانيين قبل سنوات قلت الامن الايراني والعراقي واحد. هل يصح ذلك اليوم؟
- الامن الايراني والعراقي واحد، لانه جزء من امن المنطقة، وامن الاقليم واحد. قلت في العام 2005 علينا ان نعلن حربا اقليمية على الارهاب حتى لايظهر في بلد آخر، والارهاب هو مثل السرطان ينتشر في الجسم الاقليمي.
● لكن ماذا عن امن دول المنطقة؟
- بعض الدول من مصلحتها عدم استقرارالعراق، وتعمل على ذلك، وهي تدعم الارهاب سياسيا ولوجستيا واعلاميا. ومن مصلحتها ان يبقى العراق دائما في عدم الاستقرار المسيطر عليه، ولكن بعد فقدان العراق السيطرة في يونيو الماضي بدا الخوف يصل لهذه الدول وهي تحاول اليوم احتواءه.
● الحشد الشعبي اعتبره الكثيرون ايرانيا. هل تعتقد ان ايران تهيمن على العراق من خلال الحشد الشعبي؟
- ايران لديها اصدقاء كثيرون في العراق، سواء كان قبل سقوط النظام او بعده. ولديها من يعتقد بولاية الفقيه. والبعض يريد استنساخ النظام الايراني في العراق. ولكن من جانب آخر، ايران هي من انقذت التجربة العراقية مع فتوى المرجعية الدينية في النجف لأن بغداد هددت العام 2014 وايران هي من حمت العراق وانقذته من «داعش».
هل الحشد الشعبي مشروع ايراني؟
- لا. هو مشروع عراقي. وفكرة الحشد عراقية 100 في المئة، ورئيس الوزراء امر بتشكيل الحشد الشعبي ووضعه في موازنة الدولة للعام 2015، وهو جزء من تركيبة الدولة، وله قانون. وشهداء الحشد هم شهداء القوات المسلحة. اذن هم جزء من مكونات الدولة والحكومة، اضافة الى ان قياداتهم هم من وزارتي الدفاع والداخلية ومن الكتائب والعصائب والجزء الاكبر من فصائل المقاومة. وايران اعطت اغلب السلاح، ولماذا الحساسية من وجود 100 ايراني في صفوف الحشد، ولا تكون لديهم حساسية من وجود 4000 جندي اميركي منهم مئات الجنرالات، وفقط يتحدثون عن قاسم سليماني وهو جنرال واحد بين صفوف الحشد الشعبي. لدينا حساسية حين تدخل قوات ايرانية للعراق من دون دعوة من الحكومة، وما حدث أنه كانت هناك دعوة من الحكومة وهناك اتفاقات، وطالما هي دعتهم فلماذا هذا التحسس؟
● لماذا لا تدعم دول الخليج العراق في حربه ضد تنظيم «داعش»؟
- العراق دولة عربية خليجية اسلامية، و«داعش» ليس خطرا فقط على العراق وسورية، بل على دول الخليج. واعتقد ان السكوت عن «داعش» هو قصر نظر من قبل هذه الدول لان السحر سينقلب على الساحر والخلايا النائمة من «داعش» ستتحرك على السعودية، فيما لو نجح «داعش» في العراق. وهذه الافكار والانطباعات الخاطئة ان العراق تابع الى ايران وان الحكومة طائفية بقيادة المالكي، والان تغير الوضع واصبحت الحكومة لا يحكمها المالكي، لذلك على دول الخليج ان لا تنكر فضل ايران بدحر داعش في العراق. الذي انقذ بغداد هو الدعم الايراني، وبالمناسبة الدعم الاميركي جاء متأخرا، وبعد 3 اشهر. اما ايران لها مصالح قومية في العراق ولها اصدقاء كثيرون في العراق وهي حليف حيوي للعراق.
● مصالح قومية كيف؟
- الاضرحة الدينية تعتبر مقدسات مشتركة. والعراق خاصرة ايران فيه 25 مليون شيعي. والعراق عندما كان يحكمه صدام كان مصدر تهديد قومي لايران، قتل لهم نصف مليون، وتسبب بنصف مليون معوق. لذلك من مصلحة ايران ان يكون العراق مستقرا. وليس بيد دكتاتور طائفي.
● السعودية حليف لامركا وانتم حلفاء كذلك ولديكم اتفاقية؟ برأيك ما سبب البعد عن السعودية؟
- الاخوة في مجلس التعاون تعاونوا مع العراق في قتاله مع «القاعدة» بعد ان اجرينا مجموعة سياسات. وهناك تعاون امني مع السعودية. وتعاون امني مفصل مع الكويت والامارات والبحرين ولدينا خط ساخن وآمن بين الامن الوطني السعودي والعراقي لتبادل المعلومات الاستخبارية. الارهاب قصته منفصلة، فصله الاول في السعودية من دعم لوجستي واعلامي، والفصل الثاني في العراق يفجر نفسه ويقتل الابرياء. نحن نعرف فقط الفصل الثاني، وهم لايعرفون الفصل الثاني، وكذلك نحن لا نعرف الفصل الاول من القصة. يجب جمع الفصلين لفهم القصة. التعاون الامني والاستخباري سابقا، كان افضل مليون مرة من الان. والعراق اتبع سياسة المصالحة الوطنية وطلبنا من السنة الذين يقاتلون «القاعدة» ان يؤسسوا الصحوات، وتم ذلك بوجود 120 الف مقاتل من السنة، ولكن مع الاسف اهملت الصحوات. العراق اليوم في منازلة كبرى مع «داعش» بين من يدعم العراق داخليا واقليميا ودوليا و من يدعم «داعش» وطنيا واقليميا ودوليا.
● الابتعاد العراقي - السعودي هل سببه ضعف في الديبلوماسية ام هناك مواقف مسبقة من المملكة؟
- الاثنان. الاخوة في السعودية لديهم انطباع اننا طائفيون ولدينا ولاء لايران وقد قلنا لهم لنترك السياسة، ونشكل حكومة قائمة على الديموقراطية والفيديرالية، وانتم دولة ملكية، ولنعمل على الجانب الامني والاقتصادي. وهذا فعلا نجحنا به في الفترة السابقة. ونحن نحتاج السعودية في بناء العراق وهناك تقصير من الساسة الشيعة تجاه السعودية، واعود لأقول ان الاسباب الطائفية هي التي منعت القادة الشيعة من التوسع بعلاقاتهم مع السعودية والخليجية.
● الباب العربي مغلق امام العراق منذ حكم المالكي، هل تعتقد ان السبب كان شخصيا ام سياسيا؟
- خطاب السيد المالكي في ولايته الثانية، لم يكن خطابا تصالحيا. كان يعطي للآخرين الذرائع لكي يعادوه. ولكن الجانب الآخر من بعض دول الخليج لديه دوافع طائفية ومصالح اقتصادية في قياس الامور.
● هل السعودية لا تجيد لعبة المحاور.النظام الايراني له علاقات مع «حماس» و«الجهاد» وصلات مع جناح من «الاخوان المسلمين»؟ لماذا السنة العرب لم ينفتحوا على الشيعة رغم امكانياتهم التي تفوق إمكانيات ايران؟
- النظام الايراني نظام مرن وفيه اختصاصات. ويشبه الى حد كبير النظام الاميركي وفيه مرونة كبيرة. اما النظام السعودي فنظام صلب؟
● الاتفاق النووي بين ايران والمجموعة الدولية خمس زائد واحد هل يصب لمصلحة استقرار المنطقة؟
- عملنا على هذا الموضوع العام 2007 وبشكل مفصل في لقاء سري للغاية مع السفيرين الاميركي والايراني في بيتي. وتم الحديث بشكل مفصل في منزلي. ومازلنا من دعاة التصالح الاميركي-الايراني كونه ينعكس ايجابيا على المنطقة وخاصة العراق. اعتقد ان هذا الاتفاق له دور كبير في استقرار المنطقة. منع ايران ان يكون لديها سلاح نووي لمدة عشر سنوات مقبلة كما منع اي دولة خليجية في الحصول على النووي ايضا على غرار ايران.
● كيف كان الحوار بين السفيرين؟
- أود أن أكشف سراً واحداً. كلا السفيرين كانا يعيشان في الماضي، وكانت لديهما رغبة بتسجيل النقاط. وكانا من اسرى لأحداث الماضي، كما ان حمولة الملفات كانت كبيرة جدا ومعقدة واسهلها الملف النووي.
● بعض الزعامات العراقية السنية تريد «عاصفة حزم» في العراق؟
- هذه الدعوة مريبة وساذجة ولا يمكن ان تكون مقارنة معركة على غرار اليمن في العراق، كما ان التدخل السعودي في اليمن خلق له مشكلة دولية واعلامية ولم يستفد منه الا «القاعدة» التي حققت 3 اهداف منها السيطرة على مدينة المكلا بالكامل والسيطرة على اكبر مطار عسكري وهو الوحيد في حضرموت والسيطرة على اكداس من السلاح الثقيل والمتوسط. والذي يدعو الى «عاصفة حزم» في العراق دوافعه طائفية بحتة. ولا توجد أي دولة إقليمية تساهم بطيرانها مع التحالف الدولي في العراق وفقط طيران أميركي و أوروبي و استرالي.
● هل هناك سياسيون متورطون مع «داعش»؟
- نعم. هناك من تورط مع «داعش» سواء كانوا سياسيين او اعلاميين وهناك قنوات داعشية وتجار يدعمون «داعش» بل وحتى من يشكك بالحشد الشعبي هم دواعش.
● هل اليوم جميع الساسة الشيعة ضمن المحور الايراني وخصوصا في قضية سورية؟
- ليس الكل بل معظمهم على علم ان ايران حليف وشريك حيوي ولا بد أن نراعي هذه العلاقة بين العراق وايران. الساسة الشيعة لديهم الحكمة. والعلاقة مع ايران تكاملية. واما موقفنا بخصوص سورية فلخصته المبادرة العراقية والنقاط الست التي سلمناها الى الاخضر الابراهيمي والتي تتضمن وقف اطلاق النار وان تكون مصالحة وطنية بين كل الاطراف وان تكون انتخابات لحكومة انتقالية وتحويل سورية الى حكومة تمثل مكونات الشعب السوري.
● دول الإقليم ومنها تركيا كيف تتعامل مع نفوذ «داعش»؟
- تركيا الدولة التي ستلي العراق وسورية لانها لعبت بالنار وسيأتي «داعش» اليهم. و«داعش» حصل من السوق السوداء التركية في بيع النفط ما قيمته 800 مليون دولار خلال عشرة اشهر. ولدينا تقارير استخبارية تقول ان المستشفيات في جنوب تركيا مفتوحة لـ «داعش» ومملوءة بجرحاه. كما ان تركيا تعتبر عشا للمقاتلين الاجانب الداعمين لـ «داعش».
● حين لا يشارك «الحشد الشعبي» بالمعارك ضد داعش ماذا سيكون الحال؟
- سيكون العراق لقمة سائغة في فم «داعش». ونحن نحتاج الى خمس سنوات لبناء الجيش العراقي وتدريب قياداته، لاننا لا نملك جيشاً حقيقياً قوياً قادراً على صد «داعش» في الوقت الحالي. واعتمادنا فقط على الحشد وقياداته.
قائد فرقة عسكرية حدثني عما يحصل عند الجنود حين يرتدون ملابسهم العسكرية لايقاتلون. ولكن حين يرتدون ملابس الحشد الشعبي يستشهدون. الحشد مثل دعما معنويا للجيش لانه لم يستكمل بناؤه.
● لك تصريح عن لسان وطبان التكريتي يفيد بوجود اسرى كويتيين احياء وان صدام ابقى على هؤلاء احياء كورقة تفاوضية. ما صحة هذا؟
- انا من الناس الذين اشتركوا في سماع التحقيق، والافادات مع صدام وبرزان ووطبان وسمعته بنفسي. وكان وطبان يؤكد على هذا الموضوع حيث يذكر ان الاسرى الكويتيين ما زالوا احياء، لاستخدامهم كورقة تفاوضية من قبل صدام، ولكننا لم نصدقهم نهائيا باعتبار هذا الموضوع يثير آمالا كاذبة لدى أهالي الاسرى، ويبقى الملف العراقي مفتوحا. وقد استخدم وطبان هذا الموضوع لذر الرماد في العيون وخلط الاوراق.
● ما رأيك في ميناء مبارك والجدل الذي دار حوله؟
- بصراحة انا انظر لموضوع ميناء مبارك بعيدا عن النظرة السياسية والامنية، لانها قضية اقتصادية بحتة. واذا نحن العراقيين قمنا بتشييد ميناء الفاو العظيم فهذا يعني ان كل البواخر لكل الخليج ستتجه نحو العراق، وفي نيتنا اقامة القناة اليابسة في المستقبل بين الفاو واوروبا، ومنها قطارات وسكك حديد وطيران وليس معقولا تدخل البضائع الى الكويت وتدفع ضريبة وكذلك للعراق وتدفع ضريبة. وانا لا ارى في الكويت ومينائها تهديدا للأمن القومي العراقي، وعلينا ان نحفظ للكويت موقفها حين اخذت الخطورة وسمحت للقوات الأميركية بدخول العراق واسقاط نظام صدام، والخطورة كانت تكمن في كون الكويت اصبحت قبل سقوط الطاغية منفذا للقوات الأميركية. ولو فرضنا ان هذه القوات انسحبت ولم تتمكن من دخول العراق على سبيل المثال بسبب مقاومة بسيارات مفخخة او بعاصفة ترابية، لكان صدام قام بنسف الكويت نسفا نتيجة هذا الفعل. فلذلك اخذوا هذه الخطورة وهذا لا يمكن ان ينسى، ولكن في نفس الوقت لدينا عتب على اخواننا في الكويت حول التعويضات التي لم يتسامحوا بها مع الشعب العراقي الذي لا ذنب له فيها. وكان من المفروض ان يأخذوا هذه التعويضات من صدام وليس من الحكومة الجديدة ويجب ان تمنح للشعب العراقي كهدية.
فات الآن 13 سنة من عمر النظام الجديد وسقوط النظام السابق ووجود نظام مختلف. ونحن نقول للاخوة في الكويت العلاقة بين العراق والكويت ليست حكومات فقط، بل علاقة شعب بشعب وما زالت العلاقة يشوبها التوتر رغم التفاهمات الجيدة بين الحكومتين. لكن نلاحظ ان هناك جفاء على المستوى التجاري او منظمات المجتمع المدني او على مستوى الافراد. التاجر العراقي يذهب الى دبي ولا يذهب الى الكويت.
● رئيس وزراء العراق المقبل شيعي ام سني؟
- انا اعتقد صعب جدا قبول رئيس وزراء من خارج المكون الاكبر وهو المكون الشيعي في الوقت الراهن.ولكن لا يوجد مانع دستوري من كونه شيعيا او سنيا ولكن ما يهم كونه ملما بمقادير الحكم ولديه خبرة وان يكون الشعب راضيا عنه ويمتلك السياسة والحنكة في العمل ولديه القدرة على احتواء الازمات. وهذا أهم من كونه شيعيا او سنيا. كانت هناك قيادات شيعية في ظل نظام صدام، ماذا فعلت للشيعة؟ واليوم كذلك وجود قيادات سنية ما الذي قدمته للسنة؟
● من هو رجل الاعمال الكويتي الذي ترددت تقارير أنه دفع لكم 7 ملايين دولار مقابل الحبل الذي شنق به صدام؟
- الحبل الذي شنق صدام ليس معروضا للبيع. وهو ليس ملكي الشخص بل ملك الشعب العراقي. وانا احتفظ به واحافظ عليه من يوم اعدام صدام، حتى يتم فتح متحف لاثار جرائمه. ولم يعرض عليّ أي تاجر او رجل اعمال كويتي ثمنا لشراء الحبل لانه ليس للبيع وهو ليس ملكي.
&
التعليقات