النظام السوري يستقدم ميليشيات فلسطينية من لبنان لاقتحام مخيم اليرموك وخلافات داخلية تعصف بالعلاقة بين الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني
هبة محمد
&
&
& أكدت مصادر فلسطينية مطلعة نقلا عن مقربين من أنور رجا المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمقرب من النظام السوري، أكدت استقدام نظام بشار الأسد لميليشـــيات فلسطينيـــة مواليـــة له من لبنان، بهدف زجهم بالصفـــوف الأولى في معارك قوات النظام لاقتحام مخيم اليــرموك في المنطقة الواقعة جنوب العاصمة دمشق.وذكرت مصادر متطابقة من ناشطين داخل المخيم إن من أبرز هذه الميليشيات المستقدمة من لبنان هي قوات بيروت الفدائية، ومجموعة المداهمة، ومجموعة المهام الخاصة، ومجموعة التدخل السريع، بقيادة العميد باتر النمر المعروف بين الميليشيات الفلسطينية بـ «أبو راتب».
بالإضافة إلى مساعدة «الكتائب الناعمة» وهي قوات أقرب إلى الميليشيات، تنشط في مخيمات الفلسطينيين في لبنان، وكان دورها يقتصر على تأمين المخيمات الفلسطينية كمخيم «عين الحلوة» ومخيم «المية» و «مخيمات صيدا» وغيرها، وهي كتائب «الشهيد جهاد أحمد جبريل» و «وحدات المهام والعمليات الخاصة»، ووفقاً للمصادر فإنه تم تجهيز هذه الميليشيات الفلسطينية من قبل قادة عسكريين في جيش النظام، وتم نشرها على محاور قتالية في جبهتي التضامن، ومخيم اليرموك تمهيدا لعمليات الاقتحام، والقتال على هذه المحاور في الصفوف الأولى.
وتعد هذه المجـــــموعات والكتائب من عناصر الميليشيات الفلسطينية ذات خبرة في حرب الشوارع وحرب المخيمــــات، وخاصة بعد معارك خاضتها سابقاً في لبنان بظروف مشابهة.
من جهة ثانية أكد المصدر أن خلافات توسعت حدتها في الفترة الأخيرة بين قوات النظام السوري والميليشيات المقاتلة ضمن صفوفه من جهة، والكتائب الفلسطينية من جــهة ثانية، أسفرت عن قيام قادة عسكريين لدى النظام بتصفية عناصر فلسطينية، كما حدث مع نذير عكام الفلسطيني الجنســــية، والمقاتل ضمن «لواء القدس الفلسطيني» والذي قـــتل قبل نحو ثلاثة أيام في مخيم حندرات بريف مدينة حلب، على يد قوات النظام، بشهادة أقرباء له، على خلفية خلافــــات مع قادة القــوات السورية في حندرات، تطورت إلى تصفــية ميدانية، تمثلت بطلقة في رأس عكام أدت إلى مقتله على الفور.
بدأت الخلافات بين ميليشيا الدفاع الوطني من المتطوعين ضمن صفوف قوات النظام من جهة وبين «لواء القدس» الفلسطيني في محافظة حلب شمال البلاد من جهة ثانية، بعد إقحام القوات الفلسطينية في معارك مختلفة لا وجود للمدنيين الفلسطينيين في مناطقها، وبعيداً عن مخيماتهم، ثم زجّ هذه القوات الفلسطينية بالصفوف الأولى وعلى الجبهات الساخنة من المعارك المقحمة فيها أصلاً، كالمعارك في حلب، وريف دمشق في «تل كردي»، وحي جوبر شرق دمشق، ومخيم اليرموك، وجبهات درعا، والقنيطرة، والسويداء جنوب البلاد.
الأمر الذي أسفر عن نشوب خلافات داخلية ظهرت بشكل علني بعد معارك خارج محافظة حلب أدت إلى مقتل أعداد كبيرة من عناصر لواء القدس الفلسطيني، بالإضافة إلى خلافات ظهرت بعد سيطرة كتائب المعارضة المسلحة على مخيم حندرات الذي يعتبر عصب وحاضنة الكثير من قادة لواء القدس.
تطورت الخلافات بين لواء القدس، وميليشيات الدفاع الوطني، بعد تعامي قادة ميليشيا النظام عن حال عناصر لواء القدس الفلسطيني، فبعد إعدام نذير عكام أحد عناصر لواء القدس في معقل اللواء، على سبيل المثال، لم يلق مقترفو «الجريمة» أي اهتمام أو مساءلة، من قبل قادة ميليشيا الدفاع الوطني وقوات النظام السوري في مخيم حندرات، الذين كانوا شهودا على الحادثة، الأمر الذي دفع الأمور لزيادة التوتر بين الطرفين.
إلى ذلك قتل 12 عنصرا من مرتبات جيش التحرير الفلسطيني، قبل نحو ثلاثة أيام، على يد عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، إثر هجوم شنه الأخير على مواقع عسكرية للنظام السوري بالقرب من مطار «خلخلة» العسكري في ريف السويداء الشمالي، حيث قتلوا إثر مواجهات مع التنظيم.
&
التعليقات