كلوني: تربطني صداقة حميمة مع أوباما ولا أريد أن أصبح رئيساً… وقلبي مع السوريين
قال إنه متيم بزوجته ويرى طرافة في الحياة اللبنانية
حسام عاصي
&
&
&
& حياة جورج كلوني كانت دائما مفعمة بصناعة الأفلام، الأعمال الخيرية، الفعاليات السياسية، والمغامرات الرومانسية. فمنذ أن وصل بسيارته الصدئة الى لوس أنجليس، قادما من مسقط رأسه في ولاية كنتاكي عام 1982، قام بأداء التمثيل في مسلسلات تلفزيونية، اشهرها ER وعديد من الأفلام السينمائية محققا جائزة أوسكار لأفضل ممثل عن دوره في «سيريانا» وترشيحات عن أدواره في «مايكل كلايتون (2009)» و»فوق في الهواء 2010» و «الأحفاد 2011».كما أنه أخرج 4 أفلام وفاز بجائزة أوسكار عن إنتاج فيلم «أرغو» عام 2013، ليصبح الشخص الوحيد الذي تم ترشيحه لجوائز الأوسكار في 6 فئات مختلفة. فضلا عن إنجازاته الفنية كان كلوني أيضا فعالا في ساحة السياسة الأمريكية والعالمية، اذ ساهم بجمع التبرعات لدعم حملة انتخابات صديقه الرئيس أوباما، وعُين سنة 2008 رسول السلام التابع للأمم المتحدة بفضل حملاته الخيرية ودفاعه عن حقوق أهل دارفور في السودان ودعمه لحق جنون السودان في الإستقلال.
تلك المواضيع التي كنت عادة أناقشها مع كلوني في مقابلاتنا العديدة في الماضي. ولكن هذه الأيام الموضوع الذي يتمحور حديثنا حوله هو زوجته اللبنانية – الأصل أمل علم الدين. وأضح أن ألمع نجم في هوليوود، الذي لُقب عدة مرات «الرجل الأكثر جاذبية في العالم»، مهووس بحب زوجته.
ويبدو أن هذا الحب قد طرد الإكتئاب الذي كان يخفيه كلوني وراء ابتسامته الدائمة وشخصيته المرحة: «أنا لم أكن أفكر بالزواج، ولكني أدركت عندما قابلت أمل أنني أريد أن أمضي ما تبقى من حياتي معها، وكنت آمل إن كان لها شعور مماثل»، يضحك كلوني، مضيفا أنه فاجأها عندما عرض عليها الزواج، وكان قلقا من إحتمال رفضها لعرضه وإتهامه بالجنون: «منذ لحظة لقائي بها، كان قضاء الوقت معها هو أهم شيء في حياتي، وهذا جلب لي أكبر شعور بالبهجة. هذه هي أسعد أيام في حياتي وهذا شعور عظيم. أنا عندي الآن أفضل شريكة حياة، وهذه نعمة لم أكن أفكر أبدا بأنني كنت سأحصل عليها.»
ويستمر كلوني، الذي إحتفى بعيد ميلاده 54 قبل أيام، بمدح زوجته محامية حقوق الإنسان، مؤكدا بأنها أذكى منه بكثير:»ليس هناك أي شك أن زوجتي هي أذكى مني، وهذا مشوّق لأنني أفضل أن أحيط نفسي بأشخاص أذكى مني»، يضحك كلوني، مشير الى إنجازات أمل في مجال القانون الدولي منذ أن تزوجها، مثل الدفاع عن صحافيي «الجزيرة»، الذين اعتقلوا في مصر، وقضية الإبادة الجماعية الأرمنية، وغيرها من القضايا الدولية الشائكة: «الطريف هو أن القضايا التي ترافعها أمل يُعلن عنها الآن في برامج التلفزيون الترفيهية مما يجلب بعض هذه القضايا الى الحضارة الشائعة. طبعا أمل لا تسعى لذلك لأنها معنية بشغلها وحسب، ولكن هذه فائدة جانبية ليست بالضرورة سيئة. لحسن الحظ، أن آراءنا متوافقة في معظم الأمور». يقول كلوني.
ويقر أنه بات خبيرا في الحضارة اللبنانية، وخاصة في مجال المأكولات، رغم أن أمل وأمها لا يُجدن الطبيخ، حسب قوله: «زوجتي تقوم بحجز مطاعم وأمها أيضا تقوم بالحجز، إنه أمر وراثي»، يسخر كلوني، الذي يتقن طبخ الباستا وبعض المأكولات الإيطالية، بفضل قضاء وقت طويل في بيته هناك. أما الآن فقد رضخ للطعام اللبناني.»هم يتخصصون بالتبولة وينتجون الكثير منها، فلهذا نأكل كميات هائلة من التبولة. أنا أصبحت الآن خبيرا في الطعام اللبناني وهذا رائع جدا»، كما أنه تعرّف على العادات اللبنانية التي يجدها طريفة أحيانا، مشيرا الى أنه إنصدم من العدد الكبير من الضيوف الذين حضروا حفل عقده بعد يوم عرسه. «كل اللبنانيين حضروا. المئات منهم كانوا هناك. اللبنانيون هم عائلة ضخمة وأشعر أنني الآن فرد من هذه العائلة. هذا شيء طيب،» يعلق كلوني ضاحكا.
كما أن أمل غمست كلوني في سياسة الشرق الأوسط المعقدة، التي سبرها في أفلامه مثل «ثلاثة ملوك»، الذي تناول سحق صدام حسين للمتمردين في جنوب العراق بعد حرب الخليج الاولى، وفيلم «سيريانا» الذي عالج الدوافع السياسية والإجتماعية والإقتصادية التي تُنتج الإرهاب والفوضى في الشرق الاوسط.
ولكن كلوني يعترف أنه رغم النقاش اليومي الذي يجريه مع أمل إلا أنه ما زال يستصعب استيعاب وفهم ما يحدث في العالم العربي من صراعات سياسية وحروب وكوارث إنسانية: «أنا أفهم الوضع أقل الآن لأنني إكتشفت أنه أكثر تعقيدا بكثير مما كنت أظن آنفا. التعامل باستمرار مع قوى متنافسة ضد بعضها البعض، وأن حلفاءنا هم أصدقاء أعدائنا وأعداؤنا هم أصدقاء حلفائنا هو أمر مربك يصعب على أي شخص أن يفهمه. أنا وأمل نتحدث كثيرا عن ما يحدث في سوريا وهو أمر محزن جدا. أنا آمل أن الوضع سوف يتحسن، ولكنه سوف يأخذ وقتا». يقول كلوني.
شعور الإحباط يسيطر على كلوني كلما إطلع على الأخبار، التي يظن أنها تركز على مصائب العالم ولا تعري إهتماما بالإيجابيات التي يمكن أن تعزز روح الأمل في قلوب الناس في أمكانية العمل معا لإنقاذ الإنسانية من مصائبها وتحسين العالم لكل الشعوب.»أنت تشاهد الصور نفسها باستمرار، وبالتالي لا يمكن لك أن تبلور وجهة نظر خاصة بك. صحيح أن هذا زمن مفجع ومرعب للعالم الذي يشتعل في عدة أماكن، وأنه محبط جدا أنك لا تعرف ما هي امكانياتك في المساهمة للتغلب على هذه المصائب»، يقول كلوني.
من المفارقات أنه رغم إهتمام وإنغماس كلوني في أمور السياسة العالمية إلا أنه ليس معنيا في خوض السياسة بشكل رسمي، ناكرا التكهنات التي ترددت في الإعلام مؤخرا بان زواجه من أمل سوف يحثه على السعي لاكتساب منصب سياسي:»بأمانة، هل معقول أن الزواج من إمرأة تحمل إسم عائلة يحتوي كلمة الله (في الإنكليزية علم الدين يلفظ الله دين) يساهم في دخولك في السياسة هنا»، يتساءل ضاحكا.
علاقات كلوني الحميمة مع كثير من السياسيين وعلى رأسهم الرئيس باراك أوباما، الذي حل ضيفا في بيته في لوس أنجليس عدة مرات، أثبتت له أنه يصعب تحقيق أهدافه السياسية والخيرية من خلال المنهج السياسي الرسمي، الذي يفرض عليه قيودا ويجبره على تنازلات في القضايا المهمة له من أجل إرضاء مؤيديه وداعمي حملاته الإنتخابية: «أنا أشعر بأنني أكثر فعالية وإنجازا في الأمور التي أتعامل معها خارج اللعبة السياسية. أُنظر الى الرئيس أوباما: بغض النظر عن إذا كنت تؤيده أم لا، لا يمكنك أن تنكر بأنه شخص جيد وذكي جدا. أنا أوافق معه سياسيا، ولكن لا يمكنه أن يحقق ما يود لأنه دائما يواجه اتهامات مجنونة مثل كونه مسلما أو وحشا شيوعيا يريد أن يدمر أمريكا. أنا شخصيا أفضل أن أبقى بعيدا عن السياسة». يختم كلوني.
&
التعليقات