عبد الله بن إبراهيم الكعيد


يُجيزون لأنفسهم استغلال المنابر والندوات والمخيمات الدعوية (المشبوهة) وكذا وسائل التواصل الاجتماعي للتكفير وسلخ جلود من لا يعجبهم بلا خوف ولا حياء وكأنهم أوصياء على خلق الله وحين يطرح غيرهم رؤية نقدية تُشير إلى التشدد الديني كقنطرة توصل لمستنقع الإرهاب أو كتابة تحليل يصوّر واقع التنظيمات الإرهابية المجرمة التي تجد هوى وقبولاً لديهم يجنّ جنونهم ويزبدون بالتهديد ويرعدون بالوعيد.

يتعامون عن فظائع داعش وإجرام أتباعه من المتوحشين غير المسبوقين في الوحشية وتنفتح أعينهم جيداً على مقولةٍ أو برنامجٍ متلفز أو مقالة في صحيفة فتطير بها ركبانهم وتتجمع شياطينهم ويتنادى شيوخ التكفير (ممثلوهم الشرعيون) بترديد صدى ما يقوله كبيرهم أو أشدهم عنفاً كلامياً ليجد عقلاً مشوشاً لغرٍ (وما أكثرهم) يقوم بإعادة إنتاج غثائهم برجوى عاقبة تحرق كل من هم على غير خطهم ومسار حقدهم الأسود.

الإعلاميون والمثقفون والفنانون حين لمسوا تقصير الجهات ذات العلاقة بمحاربة الفكر المتطرف المؤدي للكراهية وبالتالي العنف والإرهاب لم يتركوا كل العبء على وزارة الداخلية في حربها مع الإرهابيين سواء في الداخل أو الخارج بل وقفوا كتفاً بكتف مع أجهزة الأمن ورجالها الأبطال يحملون أقلامهم وكاميراتهم وكل وسيلة تفضح مخططات أعداء الوطن تحذّر المجتمع مما يحاك ضدهم في الخفاء لتدمير الشباب وجرّهم لحفلات الموت بدعوى الجهاد المزعوم.

هذه الوقفة الشجاعة التي ساهمت في تكوين رأي عام رافض لهؤلاء المتوحشين أربكت قادتهم وشيوخهم وفضحت أصحاب النوايا الخبيثة من المتعاطفين سرّاً معهم فأخرجت ما في صدورهم من غل وسواد فتقيأوا حقدهم على شكل خُطب تحريضية ومقولات ملغومة بالشر والكراهية.

سأورد مثالاً لفضح المتعاطفين مع إرهاب داعش حدث لكاتب هذه السطور حين كتب تغريدة في تويتر بالنص:

"البعض كالبومة يتجنب ضوء الحقيقة، لقد انكشفت عوراتهم فأضحى الدفاع عن داعش وأفراخه كمحاربة طواحين الهواء، شبابنا كالنعاج تُساق لمذابحها".

فأخرج أحدهم (تحت اسم مستعار) ما بداخله من دعشنة مُجيزاً "نحري" في الحل والحرم بعد أن وصفني بأقذع الأوصاف فأحلت تهديده هذا لوزارة الداخلية حتى تصل إليه فلربما يكون حركياً في خلية نائمة وما أكثرها حسب بيانات المطلوبين.

أقول في الخاتمة إن القوى الوطنية أهلية كانت أم رسمية كل في مجاله ستقف ضد أعداء الوطن فلا مساومة على أمنه ولا تهاون فيما يُهدد استقراره.
&