&حسن علي كرم

&

قد نصدق أن وليد الطبطبائي اذا حذّر من العصابة الإرهابية المجرمة داعش ، و لكن لا نصدق غير متعاطفٍ أو متقربٍ من تنظيمات تكفيرية ناشطة في الساحة السورية ، و لا نصدق أن الأموال التي جمعها هو او شلته في الكويت قد راحت كلها حسب زعمه الى الجيش السوري الحر ، خصوصاً أنه لا دليل مادياً يثبت صدق كلامه ، و أما عن تحذيره جرائم العصابة الداعشية الوحشية المجرمة فذلك حسب إعتقادي لم يكن ألا لتعاطفه مع تنظيمات تكفيرية أخرى، سيما أذا تذكرنا الصراع الذي دار بين التنظيمين التكفيريين داعش و النصرة على النفوذ هناك ، و أنتهى لصالح داعش ، فأنتهت ما يسمى أسطورة النصرة و لم يعد لها وجود فاعل على خريطة الجهاد على الارض السورية و لا ذكر حتى في الأخبار و بقيت العصابة الداعشية المجرمة وحدها في الساحة تعربد و تسفك الدماء البريئة في كل من العراق و سورية ...

وليد الطبطبائي يُزعم أن أموال التبرعات ذهبت للجيش السوري الحر ، وهي أموال قطعاً لم تخرج من جبيه الخاص و إنما جمعها من جيوب المواطنين البسطاء الذين نجح باقناعهم و زجهم في قضية لا لهم بها ناقة و لا جمل ، فالحرب الدائرة في سورية بين سوريين و سوريين بمعنى حرب سورية سورية ، فما شأن الدخلاء على شاكلة الطبطبائي حتى يدسوا أنوفهم فيها هذا أولاً و ثانياً هل جمعه الأموال أو ذهابه هو و غيره من الشباب المغرر بهم ألى سورية و الأنضمام للمقاومة هناك كان بعلم و مشاورة الحكومة الكويتية ام غير ذلك و هل يرضى الطبطبائي بالمثل أن يتدخل الغرباء في شؤون الكويت ، و لعلي أجزم بل و أبصم بالعشرة أن الطبطبائي لم يستأذن الحكومة الكويتية و لا الحكومة الكويتية توافق المجازفة او التدخل في شؤون الغير لا سيما لدولة شقيقة ساندت الكويت ساعة المِحنة...
فسياسة الكويت الخارجية تأسست منذ عهد المرحوم الشيخ عبدالله السالم بالنأى عن الغير و الأعتراف بالنظام القائم ، و لعل هذه السياسة العاقلة قد اكسبت الكويت أحترام الجميع ...

أن الحرب في سورية لم تكن لتطول و لا يتكبد الشعب السوري مئات الألاف من القتلى و الجرحى و الملايين من المشردين و الفارين و النازحين من جحيم الحرب و لا أفتقرت أو أضطرت الأسر السورية الشريفة بيع بناتها و لا حٌرم أطفالهم من التعليم و شبابهم من الجامعات أو أضطرالأطفال والحرائر التسول في شوارع أسطنبول و لبنان و الأردن و العراق و ملاجأ أخرى و لا أن يبحثوا في صفائح القمامة على بقايا الطعام و لا هُدمت مدنٌ و لا أُغلقت مصانع أو متاجراو دكاكين و لا جفت حقول و مزارع و ماتت محاصيلها و لا هلكت الحيوانات و المواشي و لا فقد السوريون الأمان و الأستقرار ولا عانوا الجوع و التشريد لو لم يتدخل الغرباء مع المعارضة أو مع النظام لقد طالت الحرب في سورية البشر و الحجر و الزرع و الضرع، و تمزقت لأشلاء بعد ما كانت موحدة أرضاً و أُمَّةً ، فكم تحتاج من السنين و الأموال لإعمارها و لكي تستعيد أمانها و أستقرارها و وحدة أراضيها و ألتحام شعبها ...؟؟!!

لقد مضت خمس سنوات على الحرب العبثية و الموت قد طال كل شيئ كل شيئ هناك ، فكم من سنوات تحتاجها لكي تهدأ الحرب و يعود السوريون إلى وعيهم و يرفع الدخلاء أيديهم عن بلد منكوب وقع ضحية مؤامرات شيطانية و مغامرات عبثية و أحقادٍ جاهلية ...؟؟؟!!
أن الحرب السورية جريمة بحق البشر و الأرض و الطبيعة و كل الشركاء فيها سواء مع النظام أو مع المعارضة أذا افلتوا من عقاب الأرض فلن يفلتوا من عقاب السماء ، أن الله لهم بالمرصاد..

&