&عمرو عبد السميع
&
دعا تنظيم داعش الإسلاموي المتوحش منذ شهور كل التنظيمات الدينية المتطرفة في العالم العربي والإسلامي إلي مبايعة زعيمه أبي بكر البغدادي الذي انشق عن القاعدة وزعامة أيمن الظواهري وأسس ما يسمي (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، وقد استجاب إلي تلك الدعوة- وقتها- تنظيم أنصار بيت المقدس في غزة، وتسمي (ولاية مصر) أو (ولاية سيناء) كما أمر خليفتهم البغدادي.

والمعروف أن أنصار بيت المقدس هو تجمع من انكشارية تنظيمات دينية إرهابية أخري مثل (التوحيد والجهاد) و(حازمون) الذين هاجر بعضهم الآخر إلي سوريا وانضموا هناك إلي تنظيم داعش (الأم)، أما المجموعة الثالثة فقد انضمت إلي اعتصام رابعة.

اليوم.. يدعو داعش تنظيم الإخوان الإرهابيين إلي الانضمام لصفوفه ويحاول إبهار فلولهم المهزومة الكسيحة بعملية خائبة لتفجير مبني مباحث أمن الدولة (لا أعرف اسما آخر لذلك الجهاز) في شبرا الخيمة.

والحقيقة أن تلك المخاطبة من داعش للإخوان هي عملية تضليل وخداع كبري لأن جميع التنظيمات المتطرفة والإرهابية الإسلاموية خرجت من رداء الإخوان، وهي جزء أصيل من فكرهم وبالذات ما يرتبط بسيد قطب ملهم التكفيريين الذين يكفرون الجيش والشرطة والقضاء والشيعة جميعاً والصوفية، والذين كانوا أول من إعتدي علي أهالي سيناء وذبحوهم بحجة التعاون مع الأمن والجيش.

داعش امتداد لفكر الإخوان، ونداؤهم لانضمام التنظيم المصري إلي صفوفهم هو للتمويه والمخاتلة فقط، لأنهم جزء من الإخوان، وقد كانوا جزءا أساسيا من إعتصام رابعة ورفعوا أعلامهم السوداء هناك، كما رفعوها - لأكثر من مرة - في مظاهرات الإخوان الإرهابيين في المطرية وعين شمس.. ولا يخدعني - هنا - بيان الإخوان المضحك الذي يتهم داعش وقياداته داخل مصر وخارجها بالكفر، فهذا محض كذب تعودناه من تنظيم يتنفس أعضاؤه كذباً.

الدواعش يحاولون إعطاء قبلة الحياة لتنظيمهم الأم بعملية هنا أو هناك وبالذات من جانب زوائدهم التي حاولت التمدد في الشرقية والقليوبية وجعلت من عرب شركس مركزاً لها، وهم بتلك الدعوة لانضمام الإخوان إليهم، يعمدون إلي إعطاء بعض الأمل لشباب الإخوان الذين لم يفيقوا بعد من صدمة ومرارة الهزيمة التي يتجرعونها منذ فض اعتصام رابعة، في حين يحاول الدواعش بندائهم تأكيد زعامتهم، والتغطية علي هزائمهم المروعة في سيناء وآخرها دحر هجوم الشيخ زويد في أول يوليو الفائت وقتل المئات منهم.

داعش هو الإخوان.. والإخوان هم داعش ولا داعي لمزيد كذب، فقد قال المخرف يوسف القرضاوي إن داعش هم الإخوان في يناير المنقضي.