&عراقية كانت مع الطفل السوري الغريق إيلان تكشف حقيقة رحلة الموت

كشفت عائلة عراقية كانت في قارب الموت مع عائلة الطفل السوري إيلان تفاصيل غرق قاربهم عند محاولة الهجرة من تركيا إلى اليونان بحرا.
ووصل إلى مطار بغداد في العاصمة العراقية ،الأربعاء، جثمانا الطفلين العراقيين زينب وحيدر، اللذين كانا مع عائلة الطفل السوري الغريق إيلان شنو في القارب نفسه، في رحلة الموت البحرية للهجرة إلى أوروبا.


واستقبل أقارب العائلة العراقية المنكوبة وسط أجواء حزن شديد، جثماني زينب (11 عاما) وشقيقها حيدر (8 سنوات)، اللذين غرقا اثناء محاولة العبور بزورق إلى أوروبا، وجرى نقلهما من مطار بغداد إلى كربلاء لتشييعهما ودفنهما هناك.
وكان والد الطفلين الغريقين احمد هادي ووالدتهما زينب عباس بانتظار الجثمانين اللذين وصلا إلى مطار بغداد الدولي، إضافة إلى جمع غفير من أهالي الطفلين ووسائل الإعلام في ساحة عباس ابن فرناس المجاورة للمطار.


وتحدثت والدة الطفلين أنهم كانوا في تركيا واتفقوا مع المهربين على نقلهم بالقارب الصغير مقابل عشرة آلاف دولار للشخص البالغ وخمسة آلاف لكل طفل مع عائلة سورية أخرى، إلى الساحل اليوناني. وذكرت أنهم كانوا يقيمون في مدينة بوردوم التركية وأن المهربين التقوا بهم في كازينو في مكان منعزل ثم أخذوهم ليلا في الموعد المحدد للعبور، في سيارتين إلى البحر، الأولى فيها عائلة عراقية والأخرى فيها عائلة سورية هي عائلة الطفل إيلان الذي تم العثور على جثته لاحقا، مبينة أن المهربين سلكوا طرقا غير معبدة بين الجبال وسط الظلام وكانوا يقودون السيارتين بسرعة عالية جعلت العائلة في رعب وكادوا ان يتسببوا بحادث وحتى وصولهم إلى البحر، وكانوا يعاملون العائلات بشكل عنيف وقاس.
وذكرت الوالدة المنكوبة في حديث متلفز ،اطلعت عليه «القدس العربي»، ان المهربين اللذين كانا في الزورق أحدهما عراقي يدعى أبو حسين، والآخر سوري هو والد الطفل إيلان الذي كان يقود القارب بنفسه.
وأكدت زينب ان والد إيلان كان يقود الزورق بتهور ومنشغل بإبنه إيلان وهو الذي تسبب في انقلاب القارب رغم تنبيه بقية ركاب الزورق له إلى الموجات العالية التي ظهرت في البحر، ولم ينجح في الإفلات منها، منوهة إلى أن «زوجها شعر بالخطر وأبلغ أبو غالب السوري، والد إيلان، بضرورة تخفيف سرعة القارب، لأن الماء بدأ حينها بالتسرب إلى الأرضية، لكنه لم يأبه للتحذير ودخل بأمواج عالية، حينها أنقلب القارب»، مشيرة إلى أنها قامت بوضع النجادات على أجساد أبنائها الثلاثة منذ البداية تحسبا من وقوع حوادث، إلا ان انقلاب الزورق كان فوق رؤوس ابنتها زينب وابنها حيدر مما تسبب في غرقهما، أما ابنتها الثالثة وزوجها فقد تمكنوا من السباحة معا بفضل النجادات التي كانوا يلبسونها إلى الشاطىء.
وذكرت أن شابا عراقيا كان بصحبتهم في الزورق أراد الهجرة أيضاً يدعى أمير وهو ابن صديق زوجها» وهو موقوف في تركيا حاليا بعد أن اتهمه السوري والد إيلان بأنه هو المهرب وهو الذي يقود المركب».
وأكدت زينب أنها شاهدت غرق العائلة السورية الكردية وضمنها الطفل إيلان وشقيقه ووالدتهما، كما شاهدت والد الطفل وهو يسبح معهم إلى الشاطىء الذي طلب منها عدم إبلاغ السلطات التركية أنه المسؤول عن عملية التهريب وانقلاب الزورق. وأبدت الوالدة زينب استغرابها لقيام الحكومة التركية والعراقية ووسائل الإعلام بالترحيب بوالد إيلان ومواساته رغم أنه المسؤول عن وقوع الحادث، مؤكدة على أن معظم الأحاديث التي صرّح بها والد إيلان عن رحلة الموت غير صحيحة.
ومن جهة أخرى، كشفت مفوضية حقوق الإنسان في العراق ان 425 ألف عراقي خرجوا بطرق غير شرعية خلال شهري آب/اغسطس وأيلول/ ديسمبر الجاري إلى دول الاتحاد الاأوروبي، مبينةً أن اغلب هؤلاء من فئة الشباب.
وقال المتحدث باسم المفوضية، مسرور أسود، ان «تلك الأعداد تضم مهاجرين من إقليم كردستان ايضا، وان 70٪ من تلك الأعداد المهاجرة، هم من فئة الشباب، فيما تشكل العوائل 30 ٪ فقط».
وأشار إلى ان «بعض اللاجئين توفوا اثناء رحلتهم إلى اوروبا بضمنهم نساء واطفال»، لافتا إلى ان «جثامينهم ما زالت في العراء في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء»، مطالبا الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي بتقديم مساعدات إغاثية إلى المهاجرين وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة من يرغب منهم بالعودة إلى العراق».
من جهته، طالب عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية عبد الباري زيباري، مجلس النواب بـتخصيص جلسة لمناقشة هجرة الشباب العراقي».
واضاف ان «أرقام المهاجرين مخيفة وتثير القلق، وعلى الحكومة إزالة أسباب الإحباط لدى العراقيين»، لافتاً إلى «وجود أعداد كبيرة، غير التي وصلت إلى اوروبا، تنتظر الآن في تركيا للمغادرة في وقت لاحق».
واظهرت صور ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، عراقيين يستخدمون وسائل نقل بحرية صغيرة تحمل فوق طاقتها الاستيعابية، لنقل الأطفال والنساء من تركيا إلى جزر اليونان.

&