أيمـن الـحـمـاد

مرّ كل شيء بسلام منذ التروية إلى الوقوف بعرفة حتى النفرة منها وصولاً إلى مزدلفة والتفويج تجاه منى، لكن في لحظة، وقع حادث التدافع الأليم بين الحجاج في شارع (204) ليودي بحياة أكثر من 700 حاج نسأل الله أن يقبلهم من الشهداء ويعافي الجرحى والمصابين.

مع ضخامة العدد الذي فاق مليوني حاج، تتطور الحوادث ولو كانت صغيرة بشكل دراماتيكي وسريع، ويصبح تداركها بسرعة صعباً للغاية، ورغم كل الاحتياطات التي استعدت لها كل الجهات الحكومية المساهمة في تنظيم الحاج، إلا أن خطأً بشرياً واحداً ولو كان صغيراً قد يربك المشهد التنظيمي ويؤدي إلى حادث كبير، لذا كان تحدي الحج بالنسبة للمملكة أمراً يستدعي على الدوام وقوف قيادة المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشكل شخصي للإشراف عليها ومتابعة أحوال الحجاج حتى آخر أيام التشريق.

تجاوزت المملكة كثيراً من عقبات الحج التي كانت تودي بحياة الكثيرين، فوجود مليوني حاج في 8 كم مربع وهي مساحة منى وتنظيمهم وفق ظروف واشتراطات دينية معينة أمرٌ يجب أخذه بعين الاعتبار عند التحدث عن أي ظرف قد يطرأ على الحج، وبفضل مشروعات التوسعة في الجمرات والمسعى، ولاحقاً المطاف، ستتقلص كثيراً نسبة حدوث التدافع والازدحام، ومنذ سنوات لم يحدث تدافع بين الحجاج أدى إلى وفيات بينهم.

اعتادت المملكة سماع أصوات من هنا وهناك تستغل آلام المسلمين، وتلعب على مشاعرهم في لحظة حزنهم بدلاً من الوقوف بعقلانية وتقييم الموقف بأمانة وعدم بث الإشاعات وترك تلك الممارسات الاستغلالية التي لا تليق بهذه المناسبة الإيمانية، ولا شك أن المصاب أليم ويزعج المملكة حكومة وشعباً لكن الدولة تتحمل مسؤولياتها على الدوام بكل شجاعة، والتعويل الكبير على السواد الأعظم من المسلمين الحجاج منهم ومن يراقب عبر وسائل الإعلام، والذين تُنصف وجوههم المطمئنة وامتنانهم الكبير دور وجهد الدولة في تسهيل أداء هذا الركن العظيم.